في إطار سعيه لتطوير الرسم القرآني والثقافة الإسلامية وأهميته في المدارس والخلاوى ورياض الأطفال، تبنى مركز حسن عمارة للرسم القرآني والثقافة الإسلامية إنفاذ برنامجح دورات تدريبية في الحرف القرآني بخط النسخ المتداول في المصاحف «الرسم العثماني»، حيث يستهدف البرنامج شيوخ الخلاوى ومعلمي المدارس القرآنية وطلاب الدراسات الإسلامية ومعلمي التربية الإسلامية بالمدارس، وأقدم المركز على إنفاذ عدد من البرامج من ندوات ومحاضرات إسلامية «دينية وثقافية» بجانب دورات في تدريس علم الألوان وأهميتها في المصاحف المطبوعة الملونة في مجال التجويد، بجانب جمع وترميم وعرض المصاحف والمخطوطات الإسلامية، حيث تهدف مشاريع المركز إلى رسم الحرف القرآني «الحرف العربي» وعلامات الضبط والتشكيل لما له من أهمية، حيث أكد الشيخ حسن عمارة أن العالم الحاضر والمراحل الدراسية من التعليم قبل المدرسي «خلوة، رياض أطفال» إلى مرحلة الدراسات العليا، يجب أن تواكب الطفرة الفنية في مجال طباعة المصاحف بالحروف الملونة التي تدل على قواعد التجويد من خلال المصاحف المطبوعة والمرئية. وشدد على ضرورة قيام السمنارات والورش والمحاضرات في مجال رسم الحرف القرآني والثقافة الإسلامية بصفة عامة، وقال إن المركز الذي أنشئ للرسم القرآني والثقافة الإسلامية يهدف إلى تدريس الحرف والرسم العثماني، بجانب الكتابة الصحيحة المقروءة بخط النسخ، ونشر ثقافة القراءة الصحيحة من المصحف والتلاوة والتجويد، فضلاً عن إحياء التراث الإسلامي، والمساهمة في نشر الثقافة الإسلامية. وأشار عمارة إلى أهمية المركز في تدريس الوافدين والناطقين بلغات أخرى المقبولين بجامعة القضارف والمدارس الثانوية، بجانب حل الإشكاليات المتعلقة في تعلم القراءة وتدريس التشديد. وقال إن إقامة دورات متخصصة من قبل المركز لمعلمي محو الأمية في الكتابة الصحيحة والجميلة وإقامة جولات ميدانية للخلاوى ورياض الأطفال، تأتي لتصحيح مسار تعلم وتعليم الرسم العثماني والكتابة الصحيحة. وقال عمارة إن الدورة التدريبية التي نفذها المركز في رسم الحرف القرآني بالرسم العثماني في خلاوى همشكوريب بالقضارف للحفظة التي استمرت لثلاثة أسابيع استهدفت الحفظة والخريجين، والغرض منها تجويد وتحسين رسم الحرف القرآني لدى الحفظة، لسهولة انتقال الطالب من الكتابة على اللوح للمصحف بسهولة ويسر. حيث يرى الباحث والمختص في اللغة العربية عاطف بشير عبد الرحمن أن أهمية هذه الدورات تعود بالفائدة الفنية لطلاب المدارس القرآنية بالولاية، بعد السياسة التي اتبعتها الدولة باستيعاب الحفظة في المدارس، وتعتبر إضافة حقيقية للسلم التعليمي خاصة بعد التوسع في المدارس القرآنية. وأشار إلى ضرورة وأهمية رسم الحرف القرآني والتجويد والخط العربي، خاصة في ظل الأوضاع السياسية الراهنة بعد انفصال الجنوب. ودعا إلى ضرورة إقامة هذه الدورات وسط المعلمين والجامعات لمعالجة الإخفاق والتدهور في اللغة العربية. وطالب وزارة التربية والتعليم وحكومة الولاية برعاية مركز حسن عمارة للرسم القرآني والثقافة الإسلامية الذي أنشئ حديثاً وأثبت قدرته في معالجة الخط العربي وعلامات الضبط والتشكيل. ومن جهته أكد الضو محمد الماحي وزير الرعاية الاجتماعية رعاية وتأهيل الخلاوى ومركز حسن عمارة للخط العربي والرسم القرآني والثقافة الإسلامية، لما تحقق من نجاح في التجربة الأولى لخلاوى همشكوريب. وأشار إلى أهمية اللغة العربية وتجويد أدائها في الثقافة الإسلامية والمراحل الدراسية المختلفة. ودعا الحفظة والخريجين الى ارتياد المركز والاستفادة من الخبرات التي يتمتع بها لتطوير الأداء في اللغة العربية والرسم القرآني والثقافة الإسلامية. إذن هي بواكير تطوير وتجويد الأداء يقدمها المركز لرسم الحرف القرآني بعد أن طاله الإهمال لفترات طويلة، بل إن البعض يرى التطور التقني في وسائل الطباعة قد أفقد هذا الحرف دوره وأهميته وإبداعه، بينما يعتقد الآخرون إن التطور التقني فتح المزيد من الآفاق أمام تطوير الحرف القرآني والارتقاء به والحاجة الماسة إليه في إبداع وتصميم مصاحف جديدة بحرف قرآني قديم. والشاهد على ذلك ما حققته ولاية القضارف من إنجازات في مهرجان القرآن الكريم بولاية نهر النيل وإحرازها المرتبة الثالثة على مستوى السودان، وتكريم عشرة من الحفظة من أبناء الولاية يؤكد النجاحات التي قدمتها الولاية والمركز في الاهتمام بالخلاوى والرسم القرآني والثقافة الإسلامية والتجويد.