تعتبر خلاوي همشكوريب من أكبر المنارات التي ساهمت في نشر الدين الإسلامي وحفظ القرآن وتجويده وقد اسسها الشيخ علي بيتاي و مجموعة من الخلفاء في العام 1952م عقب عودة الشيخ علي بيتاي من الإعتقال على يد المستعمر الإنجليزي وحبسه في مدن حلفا وأروما وكسلا ليعود في ذلك الوقت ويقوم بفتح خلاوي همشكوريب الشهيرة لإزاله التهميش والفقر وتوطين الاهالي، وغدت همشكوريب إحدى المنارات السياسية والدينية بالبلاد عامة وولاية كسلا خاصة. تستقبل همشكوريب الطلاب لحفظ القرآن من خارج السودان من دول كينيا - يوغندا - تنزانيا - تشاد أريتريا و أثيوبيا بجانب طلاب القرآن من ولايات السودان المختلفة حتى إمتدت المسيرة وإنتقلت التقابة وبيارق الخلفاء والحافظين و إنتشرت بكل الولايات منها على سبيل المثال خلاوي همشكوريب بولايات دارفور والقضارف والنيل الأزرق وسنار وآخرها منطقة أبيي التي تم تأسيسها على يد أبناء الشيخ علي بيتاي محمود وإبراهيم والشيخ ابو علي والشيخ محمود. وقد أسهمت خلاوي همشكوريب بأبيي في دخول عدد كبير للإسلام ما ادى لتدعيم النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي بين المسيرية والدينكا و أكد القيادي البارز بكسلا والناطق الرسمي لمؤتمر البجا صلاح باركوين بأن خلاوي همشكوريب ساهمت في إزالة التهميش الذي ضرب الشرق وساهمت في توظيف إمكانيات أبنائه ونشر الدين ونبذ العادات الضارة وخلق قاعدة إقتصادية في المنطقة بتوفير الكادر البشري الذي يعمل في التجارة والزراعة واضاف باركوين بأن الشيخ علي بيتاي مؤسس الخلاوي كان يدعو إلى عدم التفرقة العنصرية والنهي عن العنف له مجاهدات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي بعد أن نجح في إيقاف الحرب الأهلية الإريترية ودعمه للنضال الإريتري حتى تحقق الإستقلال و قد عايش الشيخ بيتاي الذي كان يصحبه في عربته الخاصة من كسلا إلى مكلي في نهاية الستينيات ومعه مجموعة من الصبية وكان يقوم بتحفيظ القرآن وإرشاد تلاميذه . فيما اكد الدكتور محمد المعتصم الباحث في المناهج التربوية في الجامعات السودانية بأن خلاوي همشكوريب لعبت دوراً كبيراً في تعليم أبناء الشرق والسودان بعد أن أمها الطلاب من داخل السودان وخارجه ذكوراً وإناثاً وقال بأنها تعتبر من أكبر الخلاوي في السودان وتعتمد على نظام لا مركزي في الإدارة وخلف الشيخ إبنه الشيخ سليمان الذي انشأ العديد من الخلاوي والمجمعات لتعليم القرآن في عدد من المدن والقرى السودانية ،وأضاف المعتصم بأن خلاوى همشكوريب قد عرفت بجودة مخرجاتها التعليمية في القراءة والكتابة والتجويد والفقه ولعبت دوراً كبيراً في نشر اللغة العربية داخل أوساط الناطقين بغيرها خاصة ً أبناء البجا وأشار بأن الخلاوي لها نظام محكم في الإدارة يستهدف ترقية مستمرة لبنياتها التحتية من فصول مزودة بالخدمة المختلفة وقال بأن الخلاوى أسست علاقات راسخة ومتينة مع الحكومات المختلفة داخل السودان وخارجه ومع هيئات الدعم الخيري والتعليمي مما أهلها لتخريج أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات الذين يعملون في مهنة التدريس، بعد أن عملت الخلاوى على نشر التعليم في المناطق النائية التي لم يطالها التعليم عبر خريجي هذه المنارة خاصة الحدود الشرقية للولايات الثلاث فيما أكد معتمد محلية همشكوريب / أحمد محمد بيتاي علي بأن خلاوي همشكوريب تعتبر إحدى المنارات السياسية والدينية التي ساهمت في توحيد النسيج منذ قبل الإستقلال بعد أن زارها عدد من الرؤساء على رأسهم المشير / جعفر نميري وراعي ثورة الإنقاذ / البشير الذي تفقدها أكثر من ثلاث مرات وكان أول محافظ زارها هو محمد عبد القادر الذي دعا إلى محاربة الخمور والدعارة ورفع راية لا إله إلا الله وقال بان محليته قد اهتمت بتنمية المنطقة نسبة لوجود أكثر من أربعة عشر ألف طالب في الخلاوي بعد أن ظلت تستقبل ما بين ثلاثمائة إلى ألف طالب شهرياً من داخل وخارج السودان وقال بأن المحلية قد نفذت طريق همشكوريب كدماي بطول (82) كلم بجانب رعاية الطلاب وتوفير الغذاء والطعام والكساء بعد أن ساهمت المحلية وديوان الزكاة بتوفير ثمانية ألف جوال ذرة سنوياً ،وقامت المحلية بادخال جميع الطلاب المنتمين للخلوة تحت مظلة التأمين الصحي وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية والدواء خاصة وقد ساهمت في نشر التعليم الديني وكسر وصمة العار لتعليم البنات خاصة قبائل البجا بعد أن تم فتح مركز امتحان بمجمع الأساس من داخل المحلية ومدرسة ثانوية حيث كانت أولى البنات المقبلات على الدراسة ابنة المعتمد أحمد بيتاي وبعدها تم اعتماد جلوس أربعمائة طالبة بشهادة وزارة التربية والتعليم وتعليم البنات وأضاف المعتمد بيتاي بان الخلاوي قد خرجت الكثير من القيادات السياسية والاجتماعية التي ساهمت في العمل السياسي والإداري والتنفيذي على رأسهم محمد طاهر حسين نائب رئيس المؤتمر الوطني والمجلس التشريعي بالبحر الأحمر وأحمد حامد رئيس المجلس التشريعي بكسلا والنور ابو محمد وزير الشئون الاجتماعية بكسلا وحامد محمود وكيل وزارة الطرق والجسور ود. محمد حسن أوهاج عضو المجلس الوطني ومحمد هار أوشام أمين الشباب الاتحادي واضاف بيتاي بان محليته قد فرغت خلال خطة هذا العام بتشييد مركز صحي متكامل وتوظيف خريجي الخلوة في المدارس لسد النقص ونشر التعليم .