*أرسى مجلس الأخ المهندس يوسف أحمد يوسف ( شيخ العرب ) والإخوة الدكتور على قاقارين ومالك جعفر و(الخال ) دكتور كرار محمد الحاج التهامى وبقية زملائهم فى المجلس والذين يقودون سفينة الهلال حاليا فى أعقاب إنهيار مجلس الأخ صلاح إدريس والذى فقد شرعيته القانونية بعد إنهياره بسبب الإستقالات التى تقدم بها غالبية أعضائه على رأسهم الرئيس والذى إختار طريق المغامرة حينما أدخل نفسه فى نفق السباق على رئاسة الإتحاد السودانى لكرة القدم منافسا ( خصمه ) الدكتور معتصم جعفر سرالختم معتقدا أن بإمكانه إحداث التفوق دون أن ( يحسبها بالطريقة الصحيحة خصوصا وأن إنتخابات الإتحاد تخضع لمعادلات وتحالفات وعلاقات وتتحكم فيها ثوابت ولها إتجاهات وخبايا وعناصر لابد من وجودها ومقومات مطلوبة فى الشخص لذى يقدم نفسه ) ولأن الأخ صلاح خاضها من زاوية ( التحدى والنكاية ) فكان من الطبيعى أن يخسرها حتى وإن أعيدت ( مليار مرة ) وذلك لأنها تقوم على قواعد معروفة ويبدو أن الأخ صلاح كان يرى أن مقعده فى رئاسة الهلال سيظل شاغرا ولن يتقدم إليه أى شخص ذلك بفهم راسخ فى ذهنه فحواه أنه الرئيس الناجح والأقوى ولن يستطيع أى شخص أن يحاول التقدم نحو ذاك المنصب لأنه ملك له وأنه بإمكانه العودة إليه متى ماشاء ( وهذا من حقه وله ماشاء فى الإعتقاد ولا أحد يمكن أن يلومه ) ولكن كان الواقع أقوى ومخالفاً لحسابات الأرباب فعاد ووجد الوضع مخالفاً لحساباته إذ كان لابد أن يكون هناك قرارا من السلطة يقضى بسد الفراغ خصوصا وأن ظرف الهلال كان يحتم تدخل السلطة بعد أن وصل الحال درجة جعلت كابتن الهلال هيثم مصطفى كرار يصدر بيانا للرأى العام يطلب خلاله دعم اللاعبين ومساعدتهم بسبب الضائقة المالية التى يعيشونها *أعود لأصل الموضوع وأقول إن الأخ المهندس يوسف وأعضاء مجلسه كانوا أمينين وصادقين أكدوا على زهدهم وأنهم على قدر الوعد الذى أعلنوه حينما أكدوا أنهم لن يترشحوا فى المجلس القادم وهاهم ينفذون ما وعدوا به ليكرروا بذلك ما فعله المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب قبل ستة وعشرين عاما حينما تسلم السلطة ووعد بتسليمها بعد سنة واحدة فقط وقد فعلها وهاهو شيخ العرب يوسف ورفاقه يكررون ما فعله سوار الذهب ونرى أن التنازل عن السلطة وبريقها فى مثل هذا الزمن أصبح عملة نادرة حيث يمارس أصحاب المناصب ( الكنكشة ) ولا يفرطون فيها وفى سبيل إستمرارهم يمكن أن يضحوا بتاريخهم وحياتهم وكل ما لديهم ومن الصعب أن تجد من هو زاهد *تجمعنى بالأخ يوسف أحمد يوسف علاقة ( أخوة ) قوامها الصفاء ونلتقى يوميا لا نتحدث فى الرياضة إلا قليلا وقد عرفته رجل (ود بلد ) ينتهج التواضع - قليل الحديث صاحب رؤى متقدمة ويتميز بعقلية إستراتيجية و صاحب قلب أبيض لا يعرف اللف ولا الدوران يحسب أى كلمة قبل أن ينطق بها وهو من أهل المبادئ يجبرك على إحترامه ( لأنه طالع من بيت كبير ) مؤدب وفاهم وهادئ أقول ذلك إحقاقا للحق ومن باب الأمانة كما تربطنى بنائبه الأخ الدكتور على قاقارين علاقة صداقة متينة وعريقة إمتدت لعشرات السنوات أما الأخ مالك جعفر فبيننا روابط كالتى بين الأشقاء وأولاد البيت الواحد فنحن أولاد منطقة واحدة وعن الدكتور كرار التهامى فهو بالنسبة لنا ( خال وأخ للولدة - لحم ودم لا نرضى فيه ولن نجامل كل من يقول فيه بغم ) ومن هذه المنطلقات والمعرفة أرى أن فى إبتعاد هذه المجموعة المستنيرة خسارة ليس على الهلال فحسب بل على كل الوسط الرياضى فجميعهم من أصحاب البصيرة وحبى الله كل منهم بالأخلاق الفاضلة وحسن النوايا وبياضها ولأى منهم عقل راجح وفهم عال وفكر متقدم وكلهم مؤهلين ليس لقيادة نادى بل لأعظم وأضخم المؤسسات بشتى تخصصاتها وأمثالهم نادرين وقد أعجبنى فيهم إقبالهم على التضحية وتحمل ( أذى وبلاوى ومصائب ) العمل فى ( الرياضة وخاصة فى كرة القدم وتحديدا فى نادى كبير الآراء فيه متباينة ومختلفة ومتعددة ) وقد ذكرت من قبل أن الذى يقبل بالعمل فى مجال كرة القدم وخاصة فى الناديين الكبيرين والإتحاد العام إما أن ( يكون مجنون أو مجنون ) وذلك لقلة الوفاء فى هذه المؤسسات ولأنها تجعل من الذى يتقدم لخدمتها محل إستهداف وترصد ويتعرض للإستفزاز والإساءة والشتائم دون ذنب جناه وها نحن نتابع يوميا أبناء الأسر وهم يتلقون العذاب ويضربون بالأقلام الصدئة المسمومة ويشتمون دون سبب وبلا مبرر *أخيرا ليس أمامنا سوى أن نقدم التحية لمجلس الأخ يوسف شيخ العرب ورفاقه الأجلاء لتحملهم للمسئولية وتصديهم للواجب وجهودهم الضخمة التى بذلوها من أجل كيانهم وإنتمائهم وعشقهم وهو نادى الهلال ونرى أنهم قد أدوا الأمانه ونشهد لهم بالوفاء والزهد كما أنهم يستحقون الإشادة وهم ( يسردبون ويركزون ) برغم عواصف الشر العاتية والظلم الذى يأتيهم من الآخرين وكم كان رائعا أن يختموا فترتهم بدرس فى كيفية الإلتزام بالكلمة وهاهم يجسدون الزهد على أرض الواقع ويكتبون للتاريخ وثيقة جديدة تقول إن الحياة مستمرة لن تتوقف على الأفراد ولكل منا دور يلعبه وإذا ماتم ينقلب. *وإن كان لنا مانختم به فإننا نتمنى أن يتم تعديل وتفعيل القانون الرياضى بأن يصبح النظام الرئاسى فى الأندية كما هو الحال فى نظام الرئاسة الأمريكية ( دورتين ولا دقيقة بعدهما ).