*ماذا بعد؟ الثورة أنجزت مطلبها السياسي (الرئيسي)... فقد سقطت قمة النظام... وجاءت قمة جديدة تحت قيادة المجلس الاعلى للقوات المسلحة... التي اعلنت بانها ليست بديلاً (للشرعية الشعبية) وأنها ملتزمه بمطالب الشعب وامينة عليها.. والثورة من جانب آخر قد حددت وفصلت مطالبها السياسية والاجتماعية... تنفيذ هذه المطالب يبدأ بضماناته... باجراءات (جذرية) للتحول الديموقراطي... وتفكيك اجهزة القمع (السلطوية) التي كبلت الشعب طيلة سنوات النظام الدكتاتوري.. *لان بقاء جهاز الشرطة... واجهزة الامن بنفس التوليفة وبنفس عناصرها القديمة معناه (اطلاق يد) الثورة المضادة للتآمر (ونسف) المكاسب السياسية التي انتزعها الشعب بتضحيات غالية... وبالامس خرجت مظاهارات الشرطة في الاسكندرية مطالبة بتطهير صفوفها من العناصر التي خدمت بالبطش والتعذيب النظام البائد... وتلك اشارة لما يجب (انجازه) لتأمين امن الثورة بتفكيك (امن الفساد).. الذي حتماً سيكون الاداة بيد كل متربص بالقوى (الشعبية) التي فجرت الثورة وحققت انتصارها... *ويقيناً ان اقل (غفلة) عن ماهو مطلوب (لتأمين الثورة) يتيح الفرصة للشبكات الاستخبارية (الاجنبية) لوضع يدها في يد عملائها المحليين للغدر (والثأر)... وطبخ (ردة) دموية تقتلع كل ماغرسه شعب مصر من انجاز للتغيير (الجذري) ودفع ثمنه شهداء وجرحى بالآلاف.. وبدون رقابة ومتابعة دقيقة من جانب الثوار (الحقيقيين)... لفحص وتقييم للاجراءات الواجبة في هذا المجال فان الخطر ماثل بدون شك! *فقد قرر المجلس الاعلى الابقاء على اجهزة الشرطة... وربما اجهزة الامن... والادارات المحلية وكلفها بالعمل واداء مهامها لحين تكوين الوزارة المدنية (الجديدة)... وهذا كأمر واقع يمكن قبوله (مؤقتاً) ولكن لايمكن (التعويل) عليه بدون رقابة شعبية لصيقة... وهذا يتطلب قيام الثورة بدون ابطاء اوتأجيل بتكوين فصائلها (الرقابية)... اعتماداً على تجربة اللجان الشعبية التي كونتها الجماهير وامنت بها ظهر الثورة في تونس وفي مصر في أخطر مراحل الثورة... *بديهي أن امريكا واسرائيل التي اهتزت مواقعها في مصر قادمة حتماً على انفاذ (خريطة طريق) جديدة لاستعادة هذه المواقع على وجه السرعة والاستعانة ببقايا (النظام المباد)... وبتغبيش الوعي بحملات اعلامية عاتيه تزعزع ثقة الشعب في قدراته على المضي بالثورة الى الامام لتحقيق اهدافها النهائية... *وهذا مايجب التنبيه له من كل متضامن مع ثورة مصر... فانتصارها او انتكاسها لاقدر الله تعود نتائجه على الشعوب العربية وانصار الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية على شعوب العالم جمعاء... فثورة مصر عالمية المغزي بكل معانيها.... أتابع