*في مصر كسر الشعب حاجز الخوف وحول ميدان التحرير لبرلمان ديموقراطي بحق وحقيقة... قراراته نافذة وفورية... لان الوقوف ضدها تحسمه الملايين بعد صلاة الجمعة... وتلك هي (ارادة الشعب المصري الموحد بالله) مسلموه ومسيحيوه... التي اقتلعت شجرة الفساد من جذورها وانتزعت حقوقها السياسية (الديموقراطية)... وكان ذلك أبلغ دروس الثورة في (محاربة الفساد) السياسي والاقتصادي والاخلاقي... وتوج ذلك باهم الضمانات (لاستمرار الثورة)... محاكمة رؤوس الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي لاستخلاص (الحقائق) تفصيلاً للوسائل والاساليب (الفاسدة المفسدة) التي تحكمت بها في مصائر البلاد والعباد.. ترياقاً مضاداً لاحابيل (الثورة المضادة) وبقاياها (فكراً وعملا ً)... تطهير كل اوجه الحياة لاحداث (التغيير الجذري) (وتأصيل التحول الديموقراطي) سلاحاً لتأسيس قواعد المستقبل المنشود... *ورغم اختلاف بلداننا العربية في تراكيبها السياسية والاقتصادية إلا أن الانظمة الدكتاتورية السائدة فيها (ماركة مسجلة)... فكلها فاسدة مفسدة... باطشة بالفقراء والمهمشين بنفس الصورة... بالرصاص الحي والمليشيات والبلطجية (دفاعاً عن دكتاتورية السلطه والثروة)... ونظام حسني مبارك المباد كان (النموذج) الكامل لكل ذلك... فالطبقة الحاكمة المتحكمه المفضوحة كانت سلسلة مترابطه محكمة .. الحلقات.. الوزراء والولاة والمديرون والمحافظون واصحاب الشركات والبلطجية والنواب وامناء الحزب كلهم (يد واحدة) ضد الشعب... تحت قيادة (الامن الوطني) كذا!! *لهذا فان مطالبة الثوار وملاحقتهم الجسورة (للمحاكمات) شاهد على (الوعي بحتمية) اقتلاع النظام من جذوره لسد السبيل في وجه الثورة المضادة المتربصة بكل افانينها ووسائلها الشيطانية.. إذ لايكفي حجز مبارك والوزراء وغيرهم كما يؤكد العلماء والخبراء وقادة الثورة في مقابلاتهم عبر اجهزة الاعلام... بل ان كل ذلك لايؤمن ظهر الثورة بدون تجفيف كل منابع الفساد السياسي والاقتصادي... باقتلاعها من الجذور... بالمحاكمات (الحرة النزيهة)! *وسبحان الله كان الجمهور في ميدان التحرير يقول لمبارك (ارحل)... فرحلوه لشرم الشيخ.. والآن فان الجمهور في شرم الشيخ يقول له ايضا ً (ارحل).. ولكن لسجن طرة في القاهرة (مواطن مصري عادي)! ويقال إن وكيل النيابة عندما بدأ التحقيق معه ثار في وجهه قائلا ً ( انت بتفتكر نفسك بتكلم مين؟)... مواطن مصري فقط لاغير.