اشكال والوان من المنحوتات الخشبية المصنوعة من اخشاب الابنوس والتك والمهوقنى الاستوائية تطل من خلف الواجهات الزجاجية للكثير من المحلات المتخصصة فى صناعة وتشكيل تلك المنحوتات التى تساهم فى تجميل البيوت السودانية، دلفنا الى احدها بسوق امدرمان الكبير، كان المكان يعج بمختلف الاخشاب ونماذج تحت التحضير تتجسد فيها الدقة والمهارة الفائقة والتى تنم عن روح المصمم محمد عثمان وهو شاب فى منتصف العقد الثالث تخرج فى احدى كليات الفنون بالقاهرة. يقول محمد ان مشواره مع فن النحت يعود الى نحو عشر سنوات عقب تخرجه مباشرة اتجه نحو العمل الحر وذلك لعدم وجود فرص عمل دائمة لهذه المهنة التى تتطلب الموهبة والخيال الخصب والصبر، وعن كيفية اختياره للاشكال، يقول انها تخضع الى العديد من الاعتبارات منها نوع المادة الخام والخشب الذى كلما كان متماسكا كان النحت و تنفيذ الرسومات جيدا، وفى بعض الاحيان يخضع الشكل المصمم الى رغبة العملاء. ويضيف بان اخشاب التك والابنوس استوائية المنشأ ويوردها الى السوق بعض تجار الاخشاب وهى غالية الثمن وتمتاز بالقوة والصلابة وتحظى العصى المصنوعة من الابنوس باقبال من كبار السن لانها تكمل مظهر الزى الوطنى السودانى ويحرص الكثيرون على تقديمها كهدايا ، ويقبل الكثير من السياح الذين يزورون الخرطوم على اقتناء المنحوتات الخشبية التى تجسد الوجوه الافريقية وبعض حيوانات الغابة الاستوائية، وتتفاوت الاسعار وفق النوع والحجم والشكل المطلوب، وكلما كان الشكل دقيقا ارتفع السعر، ويؤكد محمد بان الجنس اللطيف يقبل على السلاسل والاكسسوارات المصنوعة من الابنوس والذى خلده الراحل صلاح أحمد ابراهيم فى قصيدة « مرية » التى يقول فى احد مقاطعها: أنا من افريقيا صحرائها الكبرى وخطِّ الاستواءْ شحنتْني بالحراراتِ الشُموسْ وشوتني كالقرابينِ على نارِ المجُوسْ لفحتني فأنا منها كعودِ الأبنوسْ