لايكاد يخلو بيت سوداني من وجود قطعة فنية منحوته او عصا من خشب المهوقني والابنوس او التك وفي شارع الغابة بالخرطوم تعرض مجموعة من الشباب الجنوبيين اشكالا والوانا من الاعمال الفنية الراقية والتي نحتتها انامل مهارة على اخشاب الغابات الاستوائية والسوق يشكل همزة وصل بين الثقافات الافريقية التي تجسدها تلك المنحوتات وهواة اقتناء التحف التي تضفي لمسة جمالية على البيوت، ويحرص البعض على تقديم تلك المنحوتات والعصي التى تكتمل بها اناقة الزي الوطني ( الجلابية ) كهدايا ويقبل عليها الكثير من السياح وتلك المساحة بشارع الغابة يتمازج فيها الشمال والجنوب وتدور فيها حوارت عفوية بعربي جوبا بين الباعة والمشترين والقطع المعروضة في الهواء الطلق في فوضى خلاقة تكشف عن دقة وبراعة الفنانين الذين يقفون خلف انتاج تلك القطع ومن بينها تماثيل صغيرة لحيونات مفترسة ومجسمات لاساطير افريقية ووجوه لاشخاص من قبائل جنوبية. مع اقتراب التاسع من يناير واحتمالات الانفصال لايستطيع احد التكهن بمآلات التواصل الثقافي بين الشمال والجنوب بعد التاسع من يناير حال الانفصال وفي كل الاحوال ستبقى تلك التذكارات التي ابدعتها ايادي فنانين موهوبين بالفطرة لتؤرخ للسودان الواحد .