? جمال الماضي في ذكرياته.. ورائع الغناء في حكاية مبتدأه حينما ترتبط الأغنية بتوقيعها الاول إختياراً لكلماتها.. ولحنها.. ونحن ننصت للمبدع الفنان حمد الريح عبر الأثير يروى ذكرياته مع أول لحن وأغنية.. ما أروعها «يامريا» التي أبدع فيها الشاعر الكبير الراحل صلاح أحمد إبراهيم الذي حلق بجناحين في سماء الأغنية السودانية رغم غزير شعره وحلو قصائده.. (مريا) و (الطير المهاجر) للعملاق محمد وردي. ? كان النهار غائماً بأجواء خريفية لم يثر عذوبتها سوى تراكم مياه الأمطار في بعض الشوارع.. وحين تدلف بالسيارة صوب شارع النيل.. حيث الخضرة والنيل الأزرق ينتفخ ربما أمواجه حبلى بفيضان خير.. ربما بإندفاع صوب الضفاف يخفي معه أمراً كان مقضياً.. وأثير الرياضية «F.M».. يتحدث فيه حمد الريح عن قصة (يامريا) .. وينحت في الذاكرة لوحة بإزميل لحن طروب.. ? (وجدتها في ديوانه الشعري.. وأخذتها في اليوم نفسه إلى أمدرمان كنا في جلسة غداء إكتمل لحنها.. وغنيتها ولم آخذ إذناً إلى أن كانت مصادفة لقاء في وزارة الخارجية جمعني بالشاعر الراحل صلاح أحمد ابراهيم.. قال لي: (أنت الذي غنيتها؟).. وأضاف (لقد أوصلتها إلى الشعب السوداني) ولم يزد.. روح ودية تعبر بك خارج حدود الملكية الفكرية وقوانينها وتعود بك إلى الزمن الجميل. ? والحركة المرورية في الشارع رغم أن الناس صيام تدفع بالخيال إلى رؤية (مريا) تتجول معك فالصورة الشعرية تتكامل: ليت لي إزميل (فدياس) وروحاً عبقرية وأمامي تل مرمر لنحت الفتنة الهوجاء.. في نفس مقاييسك تمثالاً مكبر).. وتتخيل مريا جمال بنت السودان وحسنها دون أن تعبر الحدود وتبحث عنها كما فعل الكثيرون وهي بيننا. ? ما لم يقله غناء حمد الريح وقاله الراحل صلاح أحمد ابراهيم شعراً.. وهو مقطع أساس في (يامريا). ? أنا من أفريقيا صحراؤها الكبرى وخط الإستواء شحنتني بالحرارات الشموس وشوتني كالقرابين على نار المجوس لفحتني فأنا منها كعود الأبنوس ? رأيتها مريا السودان.. وكدنا نقبض عليها متوشحة بالجمال ما أحلاه صوت بنت توتي الخضراء.. وما أروعه ابن أمدرمان الذي رحل كاظماً لغيظه ومعه سر (مريا)..!