تحدثت أنباء متطابقة عن قصف طيران حربي ومدفعي للمتظاهرين في العاصمة الليبية، وسط أنباء عن عملية قمع واسعة باستخدام الذخيرة الحية ضد مظاهرة مليونية في طرابلس في ظل قطع السلطات جميع الاتصالات عن ليبيا وسط نداءات استغاثة من نشطاء في القبائل للزحف على المدينة لخلع نظام العقيد معمر القذافي.،وارتفع عدد ضحايا الأحداث الى اكثر من 400 قتيل وأكثر من ألفي جريح وقال نشطاء ليبيون إن ما وصفوه بمذبحة وعمليات إبادة ترتكب ضد المتظاهرين في منطقة تاجوراء بطرابلس، كما تم إنزال جوي ?وفق نفس المصادر- لقوات من المرتزقة الأفارقة والأجانب على منطقتين بطرابلس إحداهما سوق الجمعة. وأشارت تلك المصادر إلى أن أصوات استغاثة وصراخ لنساء سمعت في سوق الجمعة بعد إنزال مرتزقة أفارقة بالمنطقة يطلقون نيران رشاشاتهم على أي تجمعات للمواطنين الليبيين العزل، كما تم قصف المتظاهرين في شارع الجمهورية. وأكد الناشط صولا البلعزي من صرمان بالقرب من الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس قصف الطيران الحربي لمواقع في طرابلس نقلا عن شهود عيان رأوا أسراب الطائرات المقاتلة تمر من منطقة زنزور قرب العاصمة. واستقى البلعزي معلوماته من مصادر في سلاح الجو الليبي أكدت أن الذين يقودون الطائرات ليسوا ليبيين. كما نقل البلعزي عن ضباط تمردوا أن كتيبة محمد المقريف التي يعتمد عليها القذافي والمكلفة بحماية منطقة باب العزيزية (مقر القيادة في طرابلس) قد استسلمت وفر ضباطها، مما يعني بداية انهيار كبير «لأجهزة قمع القذافي». وقال مسؤولون حكوميون مالطيون ان اثنين من طياري القوات الجوية الليبية هربا امس بطائرتيهما المقاتلتين الى مالطا حيث ابلغا السلطات بانهما صدرت لهما اوامر بقصف المحتجين. واضافوا ان الطيارين وهما برتبة عقيد انطلقا من قاعدة قرب طرابلس وطلب احدهما اللجوء السياسي. وأفاد شهود آخرون أن أفرادا من قوات الأمن نهبوا مصارف ومؤسسات حكومية في العاصمة الليبية، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إنه تم نهب مقر التلفزيون الحكومي في طرابلس وإحراق مبان حكومية. وأشار شهود عيان إلى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضموا إلى المتظاهرين، كما قال الضابط في الأمن العام الليبي المقدم أحمد عثمان للجزيرة إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير في العاصمة. واهتز حكم الزعيم الليبي معمر القذافي المستمر منذ اربعة عقود جراء ايام من الاحتجاجات العنيفة التي وصلت الى العاصمة امس عندما قتلت قوات الامن عشرات الاشخاص. وقالت مصادر بوزارة الدفاع ان المطارات العسكرية الايطالية وضعت في حالة تأهب قصوى بسبب الوضع في ليبيا بعد هبوط أربع طائرات ليبية بينها طائرتان مقاتلتان وطائرتا هليكوبتر مدنيتان على نحو غير متوقع في مالطا أمس ولم يتضح على الفور سبب التأهب. وأدان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس قتل محتجين مناهضين للحكومة في ليبيا عندما اجتمعوا لبحث تداعيات موجة الاضطرابات التي تجتاح شمال افريقيا والشرق الاوسط. وعبر وزراء بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا عن انزعاجهم من العنف وعن القلق بشأن احتمال تدفق مهاجرين غير شرعيين من شمال افريقيا بعد تهديد ليبيا الاسبوع الماضي بوقف التعاون في وقف هذا التدفق. ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج السلطات الليبية الى ضمان توفير حماية مناسبة للرعايا الاجانب ومساعدة الذين يحاولون مغادرة البلاد.