اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة لجامعة قطر امس، ان بلاده ترغب في استصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يدين استخدام ليبيا القوة ضد المتظاهرين. ويعقد مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة بخصوص ليبيا غدا بناءً على طلب من دول غربية وأمريكية لاتينية تطالب بتحقيق دولي في مقتل المحتجين الليبيين. لكن في ظل امتناع أغلبية تضم الدول الاسيوية والافريقية - مدعومة من روسيا والصين وكوبا - عن دعم مسودة قرار قال دبلوماسيون ان من المرجح أن يتم تخفيفها كثيرا وربما لا يتم اقرارها أصلا خلال الاجتماع الطاريء. وكشفت قناة الجزيرة أن السلطات المالطية رفضت مساء أمس استقبال عائشة القذافي، ابنة القذافي. ووصلت عائشة إلى مالطا على متن طائرة خاصة، وباءت محاولات قائد الطائرة إقناع السلطات المالطية باستقبالها بالفشل، رغم تكرار المحاولات على مدار أكثر من 20 دقيقة، ما اضطره للعودة إلى ليبيا. إلى ذلك أنهت الاممالمتحدة مهام عائشة القذافي، كسفيرة للنوايا الحسنة، بسبب الأحداث الدامية في ليبيا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في محاولة لاقناع الحكومة الليبية لوقف العنف ضد المحتجين المطالبين بالاطاحة بالقذافي ولكن أولوية الولاياتالمتحدة هي حماية مواطنيها. من جهته تحدث طبيب فرنسي عاد لتوه من بنغازي عن سقوط أكثر من ألفي قتيل أثناء المواجهات في المدينة. وأكد جيرار بوفيه الطبيب الذي عمل طوال عام ونصف العام في مركز بنغازي الطبي، في شهادة نشرها موقع مجلة لوبوان الأسبوعية على شبكة الإنترنت أن “بنغازي تعرضت للهجوم الخميس. ونقلت سيارات الإسعاف لدينا في اليوم الأول 75 قتيلا، وفي اليوم الثاني 200، ثم أكثر من 500”. وسيطر المحتجون المناهضون للعقيد معمر القذافي على العديد من المدن شرقي البلاد ومن بينها بنغازي التي شهدت احتفالات في شوارعها، في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابلس حيث تحاول القوات الموالية للقذافي تشديد قبضتها على المدينة. واكدت ايطاليا سقوط الف قتيل خلال احتجاجات ليبيا. وبعد أسبوع من الاحتجاجات، بات المتظاهرون المدعومون من الوحدات العسكرية المنضمة إليهم يسيطرون على الأجزاء الشرقية من البلاد التي تحوي العديد من المناطق المنتجة للنفط. وأكد وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني أن المناطق الشرقية من ليبيا -التي تضم مدن درنة وبنغازي والبيضاء وبرقة- خرجت عن سيطرة القذافي، مضيفا أن التقديرات بسقوط ألف قتيل في ليبيا صحيحة. وقال ضباط جيش في مدينة طبرق بشرقي البلاد -والذين ما زالوا يرتدون أزياءهم العسكرية لكن أعلنوا عدم ولائهم للقذافي- إن المنطقة الشرقية لم تعد تحت سيطرته. وبالتزامن مع أجواء الاحتفالات في الأجزاء الشرقية من البلاد، قال شهود عيان إن المتظاهرين سيطروا على مدينة مصراتة القريبة من طرابلس، وسمعت أصوات أبواق السيارات ورفعت أعلام العهد الملكي التي ترمز للاستقلال، تعبيرا عن احتفالات المواطنين بالنصر في هذه المدينة. وفي هذه الأثناء أكد مصدر أوروبي عليم أن الولاياتالمتحدة قد تكون هددت معمر القذافي بالحل العسكري عبر الحلف الأطلسي في حالة إعادة استعمال الطيران ضد السكان، وما قد يترتب عن ذلك من تهديد حياة المقيمين الغربيين. ويبرز المصدر أن طائرات الحلف الأطلسي قد تطيح بالطائرات الليبية في حالة شن غارات حربية ضد الشعب الليبي سواء بالتدخل مباشرة في الأجواء الليبية أو عبر صواريخ من سفن حربية غربية ترسو في المياه الدولية قريبة من طرابلس، علاوة على قصف مخازن الأسلحة لتفادي استعمالها ضد المدنيين. الى ذلك، نقلت مجلة تايم الأميركية عن مصدر وصفته بأنه مقرب من الحكومة الليبية أن العقيد الليبي معمر القذافي أمر عناصر تابعة له بالشروع في تخريب منشآت النفط في رسالة إلى القبائل بأن الفوضى ستعم ليبيا في حال رحيل نظامه.