ظلت الحركة الثقافية السودانية منذ بداية العام الماضي 2010 تتابع ما يجري في شأن مسابقة الطيب صالح للابداع الكتابي، والتي نظمتها الشركة السودانية للهاتف السيار، وقد اشترك فيها حوالي 324 كاتب وأديب من مختلف الدول العربية ومن داخل السودان، الى أن جاءت اللحظة الحاسمة وأعلنت النتيجة في عرس نظمته الشركة ،كان ضيف الشرف فيه وزير الثقافة والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، وشرفه أيضاً كبار الكتاب العرب ، حاتم الصكر، حميد لحمداني، يوسف بكار ، وأحمد درويش، وفاز بالجوائز كتاب مشهورين على المستوى السوداني والعربي ، استطلعنا بعضاً منهم فكانت لنا هذه الوقفة بدءاً مع دكتور عمار علي حسن وهو الفائز بالجائزة الثانية في القصة القصيرة عن مجموعته ( همس خفي) وهو كاتب مصري ومحلل سياسي ومتخصص في العلوم السياسية الى جانب اهتمامه بالأدب ومقدم لبرامج تلفزيونية في قناة دريم الى جانب نشاطه السياسي فقد سمعنا صوته ضمن متظاهري ثورة 25 يناير وقد جاء الى السودان وصوته مبحوحاً فتحدث لنا عن دلالة هذه الجائزة وماذا تعني بالنسبة له فقال: أعتقد أن هذا شرف وفخر كبير لي أن أحمل جائزة مبدع كبير له قيمة وقامة مثل الطيب صالح ، سحرنا بكل أعماله الخالدة والتي تعتبر من العلامات البازقة و البارزة في تاريخ الأدب العربي وأيضا في تاريخ الأدب الإسلامي . الطيب صالح بإبداعه وبطيبته وبهدوئه وبعدم إدعائه وإبتعاده عن الذيوع وإبتعاده عن المباهاة بنفسه رغم أنه كان كبيرا كبيرا ، كل هذا فخر لأي أديب أن يحمل جائزة باسم الطيب صالح ، قبل عام من الآن كنت حصلت على جائزة الشيخ زايد في التنمية وبناء الدولة وكنت أقول أن المسألة ليست في قيمتها المادية ولكن في إسم صاحبها ، الشيخ زايد كان رجلاً بناءً وكبيرا ومن ثم كان الإحتفاء أنني أحمل جائزة بهذا الإسم ، أيضا الطيب صالح هذا الرجل الساحر المبدع الكبير بلا شك سأكون مفتخرا فخرا كبيرا حين أضع في سيرتي الذاتية أنني حصلت ذات يوم على جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي ، وأعتبر أن هذه الجائزة نقطة مفصلية في حياتي، أنا أكتب الأدب إلى جانب كوني باحثا في العلوم السياسية، رغم أن إنتاجي من الأدب ثلاثة روايات إلا أنني لا أتكلم كثيرا في هذه الناحية والآن بعد أن حصلت على جائزة الطيب صالح سيصبح من حقي أن أضع في التعريف باسمي ليس فقط كاتب صحفي وباحث في العلوم السياسية لكن أيضا روائي وباحث في العلوم الإجتماعية وباحث في علم الإجتماع السياسي لا سيما أنني عرفت أن الذين شاركوا في هذه الجائزة هم من كافة أنحاء العالم، والرقم الذي أرسل إنتاجه إلى مسابقة القصة القصيرة كان 198 شخص و هذا يعني أن القصة القصيرة هي الأكثر 198 وأن أكون من الثلاثة الفائزين هذا معناه أنني أكتب كتابة يعترف بها وأنها كتابة تلقى إعترافا، وأنها كتابة ابداعية ، وهذه الجائزة أضيفها إلى جوائز أخرى حصلت عليها في الأدب، هذه أول جائزة عربية لي في الأدب ، أحمل فقط جائزة في أدب الأطفال باسم بن زايد وعدة جوائز محلية مصرية ، جائزة الطيب صالح في ظني بل في يقيني وليس في ظني أنها دفعة إلى الأمام وهي في نفس الوقت تشكل عبئا علي ، يجب على من يحمل جائزة الطيب صالح أن يكون كاتبا مجدا ومبدعا وألا يستسلم وألا يخرج من تحت يده إلى المطبعة وإلى عيون القراء إلا ما يقنع وإلا ما يسحر كما كان إبداع الطيب صالح ، لدي 10 كتب في العلوم السياسية و6 في الأدب وأقدم برنامج تلفزيوني في قناة دريم وأنا من الضيوف الدائمين علي قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي للحديث السياسي والتحليل السياسي و ناشط سياسي أيضا في أكتر من جمعية وأنا أحب الأدب وأقول لمصر لو أن الأدب يستطيع أن يفتح بيتي ما كتبت غيره لكن للأسف في العالم العربي الأدباء مغبونون لأن الأدب بالمصري لا يؤكل عيشا فنكسب بالأشياء الأخرى أنا خريج علوم سياسية وباحث في العلوم السياسية والكتابة الصحفية وهي التي أفتح منها بيتي لكن الأدب هو الذي أحب أن أكتبه وأنا عندي قرار أنه في لحظة ما أضع الموسوعة التي أؤديها الآن عن المقاومة والإحتجاجات في العالم العربي أنني لن أكتب شيئا سوى الرواية والقصص . أحمد كريم وهو الفائز بالجائزة الثانية في مجال النقد عن بحثه جدلية الرمز والواقع في موسم الهجرة الى الشمال وهو كاتب مصري فقد عبر أيضاً عن سعادته قائلاً: أنا سعيد جدا بفوزي بجائزة الطيب صالح ، سعيد لأسباب عديدة، أولا : لأن هذه الجائزة تمنح من دولة نحمل لها نحن المصريين مشاعر كبيرة جدا، هي دولة السودان ، أنا لا أقول أن السودان هي بلدي الثاني ولكن أقول أن السودان هي بلدي لأن مصر والسودان هي بالفعل دون مبالغة دولة واحدة منذ فجر التاريخ، ثانيا: من أسباب سعادتي أن هذه الجائزة هي جائزة تحمل إسم أديب عظيم جدا هو الطيب صالح هذا الرجل الذي لا أضف جديدا حينما أقول أنه إسم على مسمى كما سمعنا ، نحن طبعا لم نره شخصيا لكن كما سمعنا عن أخلاقه العالية وإنسانيته الكبيرة أضيف إلى ذلك إذا تجاوزنا مسألة إنسانيته هو أيضا فنان عظيم جدا وروايته العظيمة موسم الهجرة إلى الشمال هي رواية عالمية بكل المقاييس ورواية قدرت من كل العالم وترجمت إلى أكثر من 40 لغة وهذا شئ عظيم جدا نتشرف به كمصريين وكعرب ، الحقيقة أيضا أود أن أشكر شركة زين التي تبنت هذه المسابقة لأنه يجب أن يكون هناك للشركات الإستثمارية دور في المجتمع وحبذا لو كان هذا الدور في مجال خدمة الثقافة لأن الثقافة للأسف عادة الحكومات لا تهتم بها أو لا تعطيها دعما كبيرا لأن المسئوليات الحكومية كبيرة فلا شك أن هذا الأمر يقع على عاتق القطاع الخاص وهذه رسالة ، نرجو أن تكون هذه الشركة قدوة لغيرها من الشركات . خالص تحياتي للسودان ولشعب السودان وشكرا جزيلا . إسماعيل غزالي قاص من المغرب وهو الفائز بالجائزة الثالثة في مجال القصة القصيرة عن مجموعته عسل اللقالق فأضاف قائلاً: بالتأكيد أنا سأسعد لأي تتويج من هذه الجائزة الفاخرة بالذات لأنها تحمل إسم أحد كبار أساتذة الشرق العربي في القصة والرواية والأمر يتعلق بالكاتب الرفيع الطيب صالح، نحن ككتاب شئنا أم كرهنا نحتاج لمثل لحظات الإعتراف القوية هذه وإن كانت الكتابة مثل المبتدأ والخبر خيارا أنتولوجيا .. أستاذ عمر عاشور من الجزائروهو الفائز بالجائزة الأولى في مجال النقد عن دراسته البنية السردية في روايات الطيب صالح فقال: بالنسبة لي قبل جائزة الطيب صالح كنت أعتبر نفسي ناقدا هاويا ولكن إبتداء من اليوم ، هذه الجائزة ستضع على كاهلي ثقلا ، أو هي صارت عقدا بيني وبين القارئ وبين النقد العربي ، ومن اليوم رؤيتي للنقد أو توجهي مع النقد سيكون بطريقة إحترافية لأن هذه الجائزة القارئ إذا استقبل هذا الإسم الهاوي والذي نال هذه الجائزة جائزة هذا الهرم من اليوم كما يقولوا عندنا في الجزائر مفيش لعب وبالتالي ستكون هناك مسئولية كبيرة ، وأتمنى بالنسبة لجائزة الطيب صالح أن الطيب صالح رغم انه مقل ولكنه مجيد استطاع بثلاثة روايات أو أربعة أن يرتفع بالرواية العربية وليس فقط الرواية العربية من مطاف محلي و عربي إلى مطاف عالمي وبالتالي نتمنى من مؤسسة زين وكل المؤسسات الاستثمارية الأخرى بالسودان سواء كانوا ملوك أو رجال أعمال أو مؤسسة أن يمدوا يد العون لمؤسسة الطيب صالح حتى يحافظوا على هذه الجائزة وأن يحافظوا على حضورها وعلى إستمراريتها وعلى دوامها ولو كانت بالمجان .