يواجه نحو 6500 شخص من العائدين للجنوب عبر ميناء كوستي النهري اوضاعا صحية ونفسية بالغة التعقيد بسبب التكدس بالميناء منذ ثلاثة اشهر وانتشار الاوبئة وامراض الملاريا والاسهالات والالتهابات الحادة، بجانب لجوء بعض النساء الحوامل لاتمام عمليات الوضوع داخل الميناء وسط وضع بيئي وصحي حرج، فضلا عن انعدام مياه الشرب وشح مواد الايواء التي تحميهم من تقلبات الطقس. وكشف وزير الصحة بولاية النيل الابيض، عبدالكريم عبدالله، ان حوالي 6500 مواطن ينتمون الى 1300 اسرة ظلوا عالقين بالميناء قرابة ثلاثة اشهر وقال عبدالله ل»الصحافة» ان العالقين يعانون من اوضاع صحية سيئة خاصة في ظل تفشي امراض الملاريا والاسهالات والتهابات الصدر والعيون، محذرا من ان الوضع مرشح للانتقال الى مأساة انسانية حال فشل الجهات المسؤولة في نقل العائدين الى مناطقهم. واشار وزير الصحة الى ان المعسكر يضم عددا من المسنين والاطفال بجانب بعض النساء الحوامل اللائي لجأ البعض منهن الى اتمام عملية الوضوع داخل الميناء، مبينا ان وزارته تبذل جهودا مضنية لمساعدة العالقين بالتنسيق مع مفوضية العون الانساني وجمعية الهلال الاحمر بتوفير عيادات متحركة داخل الميناء. وقال ان نسبة التردد من قبل المواطنين على العيادات تبلغ حوالي 300 شخص يوميا. من جانبه، دعا والي النيل الأبيض، يوسف الشنبلي، حكومة الجنوب للإسراع بنقل العائدين لمناطقهم بعد تفاقم أوضاعهم، بينما أبلغ مفوض العون الإنساني، فكري حسن عرديب، شبكة الشروق أن سعة المعسكر لا تتجاوز 2000 شخص بما يعادل 500 أسرة. من جهته، اعرب معتمد محلية كوستي، ابوعبيدة عبدالعزيز العراقي، عن قلقهم المتصاعد جراء استمرار معاناة المواطنين العالقين بالميناء، خاصة في ظل عدم توفر المظلات الآمنة من الظروف الطبيعية. وحذر العراقي من عدم تحمل سعة الميناء للاعداد الكبيرة للعائدين مضيفا ان الطاقة الاستيعابية للميناء تسع لحوالي 500 فرد فقط. وقال العراقي ل»الصحافة» لدينا اتصالات مع حكومة الجنوب عبر مفوضية العون الانساني التي اخذت تمضي باتجاه ايجاد حلول جذرية للمشكلة، بيد انها لم تترجم حتى الان على ارض الواقع، مشيرا الى حدوث بعض الاحتكاكات المتفرقة بين المواطنين داخل الميناء بسبب الاستياء والتذمر وطول الانتظار، وقال انه تم احتواؤها، وحذر من وقوع انفلاتات أمنية بسبب تفشي التململ من طول الانتظار بين العائدين. وكشف ان مفوضية العون الانساني وبعض المنظمات الوطنية تتولى عملية توفير الغذاء ومياه الشرب الا انه عاد ووصفها ب»علوق الشدة» وقال انهم يلجأون لتوفيرها عبر خطط قصيرة المدى وربما لا تتوفر في بعض الاحيان. وابدى العراقي تخوفهم من استمرار معاناة العالقين بالميناء خاصة مع اقتراب فصل الصيف، مناشدا الجهات المختصة بالاسراع في ترحيل المواطنين لمنع تفاقم الازمة.