٭ ودَّع العالم من قبل حربين عالميتين بعد أن دفعت العديد من الدول والشعوب ثمناً باهظاً، ولكننا اليوم فيما يبدو نستقبل حرباً عالمية ثالثة وجديدة، من نوعٍ ومن طرازٍ حديث، وهي الحرب المعلوماتية والإلكترونية، وقد فتح موقع ويكليكس الإلكتروني جبهةً ملتهبةً وآفاقاً معلوماتية لحرب الوثائق والمعلومات، وذلك من خلال التسريبات للعديد من الوثائق المهمة التي كشفت تحركات الكثير من الدول والشخصيات والزعماء في المحيط الإقليمي والدولي، وعن النوايا الخبيثة وتآمر دول على أخرى، بل خطط وبرامج هذه الدول مستقبلاًً. ٭ أثارت الوثائق والمعلومات التي سربها موقع ويكليكس ردود أفعالٍ واسعة لدى المجتمع الدولي، وبدأت التحرشات بمؤسس الموقع، بل طالبت بعض الدول بمثوله أمام محاكمها لنشره معلومات ووثائق خطيرة أضرَّت بالأمن القومي لتلك الدول. ٭ رغم أنه لم تثبت بعد صحة هذه الوثائق والمعلومات التي بثها موقع ويكليكس، لكنها أحدثت أصداءً واسعةً وخلقت فتناً سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً كبيرةً بين الدول، وأحدثت ربكةً داخل أروقة الأممالمتحدة. ٭ لكن السؤال الذي يطرح نفسه منْ وراء ويكليكس؟ بالطبع تقف وراء هذا الموقع دوائر ومؤسسات ومنظمات ذات طابع استخباراتي شكَّلت مصادر معلومات مهمة لهذا الموقع، وتسعى لخدمة أجندتها الاستخباراتية عبره. ٭ شكَّلت تسريبات ويكليكس المعلوماتية والوثائقية اختراقاً كبيراً لأمن الدول وسفاراتها بالخارج.. إنها حرب وقودها الوثائق والمعلومات والتسريبات.. ويبقى السؤال مطروحاً منْ يقف وراء ويكليكس؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمات.