أغلق أهالي ضاحية الجريف غرب بالخرطوم، ضحى امس، شارع الستين، أحد أكبر الشوارع الرئيسة بالعاصمة، أمام حركة السير، بعد حادث مروري بين عربة «بوكس» و»ركشة»، أدى الى مقتل واصابة خمسة أشخاص، ووضع المحتجون الحواجز والأنقاض على جميع مسارات الطريق. وتجمع الرجال والنساء، يهتفون بضرورة حضور والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر لابلاغه بمطالب أهالي المنطقة الخاصة بوضع حد لحوادث السير المتكررة عبر وضع علامات مرورية ومطبات للحد من السرعة الكبيرة على الطريق. وأدي الحادث بحسب المكتب الصحفي للشرطة الى اصابة اربعة اشخاص اجانب تم نقلهم لمستشفى الشرطة لتلقي العلاج. وقال مدير الادارة العامة للمرور اللواء عابدين الطاهر ، للمكتب الصحفي، ان شارع الستين بالخرطوم شهد عدة حوادث للركشات بسبب السرعة الزائدة للسيارات، مشيرا الى ان الاشارات المرورية والعلامات الضوئية سيتم تركيبها في ثلاثة اماكن كانت قد شهدت حوادث مماثلة، واوضح ان العمل بدأ امس لتركيب الاشارات الضوئية، وسيتواصل تركيب الاشارات في تقاطعات اخرى. وافاد بان الادارة العامة للمرور وضعت افرادها لتنظيم حركة السير بالشارع، مبينا ان هذه الاجراءات وجدت الاشادة من أهالي الجريف والمناطق المجاورة. وبدأت الأزمة التي ادت لاغلاق شارع الستين السريع نهار امس حسب شهود عيان بدهس بوكس يتبع لشركة انشاءات تركية ل»ركشة» تحمل خمسة من الاثيوبيين. وعلى الفور بدأت نساء الحي في رمي الانقاض على الشارع بمساعدة الشباب وسط الهتافات الغاضبة، مؤكدين ان المسؤولين وعدوهم قبل ثلاثة اشهر بمعالجة الحوادث المتكررة التي قضت على 30 شخصا خلال عام ، واضطرت شاحنات وسيارات للتوقف بسبب الحواجز والأنقاض التي وضعها الأهالي المحتجون. ورفض الأهالي التفاهم مع نائب الوالي، مصرين على حضور الوالي بنفسه، ونصبوا خيمة على الطريق مصحوبة بخدمات تقديم المياه والشاي، لحين تنفيذ مطالبهم. على إثر ذلك، سارعت جهات الاختصاص لازالة «الجزيرة» الفاصلة بين مساري الطريق، وشوهدت سيارات شرطة المرور تقود آليات ثقيلة «لودرات» الى مكان الحادثة لوضع المطبات، واشارات المرور. وقدم بعض المحتجين مياه الشرب والمأكولات لعناصر شرطة مكافحة الشغب التي طوقت المكان. وتدخلت شرطة مكافحة الشغب في بادئ الأمر باطلاق الغاز المسيل للدموع، لكن ما لبست أن عادت القوات للاكتفاء بالتمركز على مقربة من مكان الحادث. وادى تدخل مدير شرطة المرور اللواء عابدين الطاهر الى تدارك الامر عندما امر عناصر الشرطة بالاحتفاظ بمسافة كافية من المحتجين. ووصل معتمد الخرطوم الى مكان الحادث ليخبر المحتجين بان الوالي في رحلة عمل بكوريا وطمأنهم بان مطالبهم ستنفذ على الفور. وبالفعل احضرت «اللودرات» والشاحنات التي بدأت في وضع اشارات المرور وفتح الجزيرة الفاصلة بين مساري الطريق ليتحول هتاف المحتجين من الشعارات المناهضة الى المؤيدة على شاكلة «فوق فوق سودانا فوق». وبحسب شاهد عيان ل»الصحافة» ، فان عناصر امنية منعت فتيات من تصوير التجمهر، كما اعتقلت السلطات شابا كان ضمن اخرين هتفوا «التغيير التغيير» وسط سخط الاهالي المحتجين.