هناك قيم ظل الشعب السوداني يعتز بها وتحتل مكان الصدارة رغما عن الظروف الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية الناتجة من شيوع مفاهيم العولمة والتطور ومن هذه القيم التراحم والتعاطف وبين افراد المجتمع السوداني والتي تصل حد الشهامة والشجاعة والاستجابة لاعانة المستغيث في الصحة والمرض، وفي المرض ظلت قيمة اعانة المرضي بالتبرع بالدم حتي بدون معرفة مسبقة للشخص المتبرع له، وظلت الذاكرة الشعبية تحفل بمثل تلك القصص والان تحول التبرع بالدم من مجرد حالة فردية الي حالة عامة وذلك بابتكار مفهوم « بنك الدم المتجول » وهو عبارة عن عربة مجهزة بنفس مواصفات بنك الدم لتصل للمتبرع في مكانه دون مشقة الحضور الي بنك الدم بالمستشفي وذلك من اجل توفير الدم للمرضي في المستشفيات والاحتفاظ بمخزون من الدم لحالات الطوارئ والكوارث، باحدى تلك العربات «بنك الدم المتحرك» التقينا بالطبيب بالوحدة المتحركة يوسف عثمان ، وقال لنا « الفكرة الاساسية للبنك المتجول هو ان الوصول الي المواطن في مكانه والعربة مجهزة بكامل المعدات والمشروع تنفذه الادارة القومية لخدمات نقل الدم بوزارة الصحة والهدف هو توفير الدم للمرضي مجانا ووجدنا استجابة كبيرة من المجتمع خاصة النساء وهناك مفهوم خاطئ عند المواطن ،ان المرأة لاتتبرع بالدم اؤكد ان المرأة تستطيع التبرع بالدم علي ان تكون فترة التبرع كل 4 أشهر بينما للرجال كل 3 أشهر وفي شهر ابريل القادم سيكمل المشروع عامه الاول، واناشد عبر صحيفتكم الغراء اصحاب المناسبات الاجتماعية المساهمة معنا لنكون قريبين من المدعوين للتبرع بالدم، ويضيف زميله الطبيب نزار محمد الحسن نحن اولا نقيس ضغط المتبرع ونسبة الهيموقلوبين وكل التفاصيل وكمية الدم المتبرع بها تكون «450» ملم والتبرع بزجاجة واحدة يعنى ثلاث زجاجات، ويؤكد نزار ان عملية التبرع تستغرق عشر دقائق يرتاح المتبرع بعدها لمدة عشر دقائق ويعود بعدها لممارسة حياته الطبيعية. عملية التبرع مفيدة للمتبرع تجدد الدورة الدموية وتزيل اعراض الصداع والارق والدوخة وتمنع جلطة الدم ويتيح التبرع فحص العديد من الامراض.