قبل فترة مرَّ بي حادث اعتبره ذا دلالات كثيرة .. ابنة شقيقي«صديق» قد ولدت وهي مريضة ويجب أن يُبدَّل دمها خلال «24» ساعة وإلاَّ فارقت الحياة ،وكانت فصيلتها «o» وقد تنادى الناس للفحص والتبرع لها ب«زجاجة»، وزجاجة دم واحدة كافية لإنقاذ حياتها ولكن ظلت عمليات البحث جارية منذ الصباح الباكر وحتى أواخر الليل والساعات تجري، وتمضي الساعات والدقائق مسرعة نحو «حتف» المولودة وكانت عربة الإسعاف تطرق كل أبواب المستشفيات وبنوك الدم بحثاً عن الزجاجة بينما كان «تقني» المعمل يفحص لكل متبرع فصيلته ويجدها غير مطابقة. وقد تم الفحص علينا نحن «النساء» وقد سألت حينها هل النساء بإمكانهن التبرع ؟..فجاء رد موظف المعمل نعم ..بل إذا كان «صحياً» للرجل أن يتبرع كل «3» أشهر فإن بإمكان المرأة أن تتبرع كل «4»أشهر. ركزت المعلومة في ذهني ولما كان تواجدنا بصورة مطولة داخل المعمل سألت الموظف مرة أخرى فقلت له تجرون فحص «الايدز» للدم ؟..فقال نعم وبصورة فورية وسريعة فالفحص قد توفرت معداته.. المهم ضاق صدرنا ونحن نرى الآمال تتبدد في الحصول على زجاجة دم«-o» مما يعرض الصغيرة للخطر حتى جاءت التاسعة مساء وتذكرت ابن خالنا «خالد شرفي»الذي نصحه الطبيب بالتبرع لأن نسبة «دمه» عالية وجاء فعلاً وأُنقذت المولودة..المهم لقد ذكرت في بداية المقال أن لهذه القصة عِبَر كثيرة أولها الاجتهاد الفائق من الأطباء في المستشفى السعودي للولادة بأم درمان وخروج الإسعاف لأكثر من 7 مرات للبحث عن الفصيلة النادرة.. ثانياً معرفتي بأن النساء يمكن أن يتبرعن بالدم وليس كما كنا نعرف في السابق.. أما المعلومة المهمة والأخيرة هي عدم وجود فصيلة«-o» متوفرة في بنوك الدم ،ولعمري هذا تقصير منا لأننا لا نملك ثقافة التبرع بالدم ولا نعلم أن زجاجة واحدة يمكن أن تنقذ «3» أشخاص خاصة الأطفال المصابين بالسرطان ومرض الكلى المقرر لهم الغسيل والذين يحتاجون لكميات كبيرة من الدم ولفترات طويلة.. بالمناسبة لقد تنادي عدد من الإعلاميين للمساهمة في حل مشكلة التبرع بالدم ونشر هذه الثقافة وسط الناس ولإعلام الجميع وعبر الوسائط الإعلامية أن التبرع بالدم يجمع ميزتين الأولى أنه ينقذ المرضى المحتاجين والثانية للشخص نفسه فهو يجدد الخلايا ،ولأننا واتفقنا على ذلك فافتحوا لي عقولكم ونفوسكم حتى «تصحون» ثم تتفقون معي «أن من يعلم المعلومة ويهضمها يوصلها لمن حوله»فكلنا سادتي معرضون للحاجة للدم فالظروف غير معروفة والله يعلم وحده من يحتاج للدم فينا.. أنا.. أنتم.. نحن.. فهلا ساهمتم معنا..