كشف حزب الامة القومي، ملابسات اتصالات ومراسلات بين رئيسه الصادق المهدي ونظام الزعيم الليبي معمر القذافي ابان الاحداث الدامية التي تشهدها ليبيا، بينما كشفت مصادر مطلعة ل»الصحافة» عن احالة مبادرة التوسط بين القذافي والثوار للمشير عبدالرحمن سوار الدهب بإيعاز من مستثمر ليبي مشهور مقيم في الخرطوم. وقال القيادي بحزب الامة القومي مبارك الفاضل ان زعيم الحزب تلقى طلبا للتوسط بين الثوار والقذافي بعد ان تم ابلاغه بنية الثوار ابتدار حوار مع النظام الليبي، وذلك عن طريق احد المقاولين الليبيين المتواجدين في الخرطوم، الا ان المعلومات التي وردت للمهدي كانت غير دقيقة، مضيفا ان المهدي اجرى اتصالا بمكتب حزب الامة بطرابلس للتأكد من موقف المجلس الانتقالي ببنغازي الذي نقل لمسؤولي مكتب الحزب عدم نيتهم الدخول في اية مفاوضات مع النظام. واضاف الفاضل ل»الصحافة» ان المهدي تراجع بشدة عن الوساطة حينما علم بموقف الثوار الرافض لمبدأ التحاور مع النظام الليبي. وتربط الصادق المهدي بالنظام الليبي علاقات تاريخية تعود الى حقبة مايو بقيادة الرئيس الاسبق جعفر نميري. ويؤكد مبارك الفاضل ان النظام الليبي بادر بالاتصال بالجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو لاستضافتها في الاراضي الليبية ودعمها بعد ان وفر لها معسكرات الايواء والعتاد قبيل احداث 1976 بالخرطوم المعروفة بأحداث «المرتزقة». وقال الفاضل ان العلاقات بين حزب الامة ونظام العقيد معمر القذافي شهدت في الفترات الاخيرة تراجعا مريعا، خاصة بعد محاولة اعتقاله من قبل الاجهزة الليبية في العام 1990، وحينها نجا بأعجوبة من الاعتقال عن طريق معاونة احد اصدقائه من ليبيا. ولفت مبارك الى ان القذافي عرض على المهدي نقل تجربة الكتاب الاخضر للسودان بيد ان المهدي اكد للقذافي صعوبة نقل التجربة للسودانيين نسبة للتعددية الحزبية وتبنيهم للديمقراطية الليبرالية. واقر الفاضل بتلقيهم الدعم اللوجستي في اوقات سابقة من القذافي، وقال ان العلاقة تدهورت بين الجانبين بعد مجئ الانقاذ للسلطة في 1989 بسبب استمالتها لمواقف القذافي، مبينا ان الانقاذ استمدت فكرة اللجان الشعبية في الاحياء بإيعاز من معمر القذافي. وكان المهدي اقر في بيان اواخر الشهر الماضي بمكاتبة القذافي قائلا «على طول علاقتنا بالعقيد، وهي علاقة ممتدة بالتعاون والتناصح، تواصل حوار بيننا يصرّ فيه على صورة للحكم تخون من يحمل رأيا آخر باعتباره تحزبا والتحزب مرفوض. كنا باستمرار نؤكد له أن تعدد الآراء نتيجة حتمية للحرية، وأن البديل للحرية هو الاستبداد.» وطالب المهدي،الزعيم الليبي بوقف إطلاق النار فورا، والسعي للتوافق مع طلاب الحرية فالشعوب لم تعد تقبل الوصاية. يذكر ان المركز السوداني للخدمات الصحافية اورد في وقت سابق ان المهدي بعث برسالة رقيقة الى القذافي ابان الاحتجاجات الدامية التي شهدتها المدن الليبية وهو ما نفته نجلة المهدي «مريم» بشدة.