الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى شعار ترفعه وزارة الصحة في كل مكان وتعمل به .. لكن هذا الشعار ربما يكون مكتوبا على مداخل المستشفيات لكنه في الواقع لايطبق .. هذا ما دعاني اكتب عن مستشفى الدمازين التخصصي الذي تم تشييده منذ الستينيات من القرن الماضي وتم إجراء العديد من عمليات التجميل بعد أن شاخ وهرم.. والناظر لحال هذا المستشفى اليوم بعد ان تمت آخر عمليات الصيانة بالنسبة له إلا أن الزائر يجد العديد من الغرف والعنابر مليئة بالأثاث القديم الذي لايصلح للعمل بالإضافة إلى أن هنالك ممرات مليئة بالأخشاب والمعدات الطبية القديمة التي لا تصلح للعمل .. فبدلا من ان تتم إبادتها او تودع في أماكن مخصصة لها تركت مبعثرة في العراء هنا وهناك .. أيضا هنالك مساحات بين العنابر تصلح لان تكون حدائق مليئة بمختلف أنواع الزهور وكراسي للجلوس ونوافير حتى يستمتع المرضى بالمناظر الطبيعية الجميلة لكن هذه المساحات التي لم تستغل هكذا.. بل أصبحت ساحات تتبارى فيها الكلاب والقطط التي تقتات من فضلات أطعمة المرضى .. أما مكاتب الأطباء فيكفي أنها غرف بلا تكييف ولا أثاث يليق بها .. وواجهة المستشفى كأنما سقطت عليها قنابل ودمرتها تدميرا لايجد الإنسان ما يفيد بان هذا بالفعل مستشفى .. وبالرغم من قدم هذا المستشفى إلا انه يفتقر لعدد من التخصصات .. فقط يوجد به اختصاصيو الباطنية والجراحة والأطباء العموميون .. أما أجهزة التشخيص المعملي فهي غير حديثة مقارنة بالتطور الذي حدث في مجال أجهزة الفحص والتشخيص .. نأمل أن تطال عمليات التأهيل مستشفى الدمازين التخصصي الذي يستقبل اكثر من ثلاثمائة حالة في اليوم .. وما يعلمه أهل الاختصاص في هذا المجال ان الفحص الدقيق يؤدي إلى التشخيص الصحيح ومعرفة الداء لتتم كتابة الدواء بصورة سليمة ويحصل الشفاء ..وبعض الأطباء يقولون إن تناول الأدوية الخطأ عن طريق التشخيص الخطأ هو السبب الرئيسي في كل الأمراض التي تؤدي إلى أمراض بسبب هذه الأدوية ..