واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    لأهلي في الجزيرة    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانتخابات الحساب ولد
بعد مضي عام
نشر في الصحافة يوم 14 - 03 - 2011

11شهرا منذ ان عاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم لسدة الحكم عقب الانتخابات الاخيرة في ابريل 2010المنصرم بحصوله على 6ملايين صوت من جملة 13مليون ناخب مؤهل لممارسة حقوقه الدستورية بيد ان فترة عام مضى لجدير بسرد الاخفاقات والانجازات التي تواترت خلال الفترة الماضية بدءً من تدشين الحملة الانتخابية للمؤتمر الوطني باستاد الهلال بامدرمان.
ففي امسية كان المكان مزدانا بحلة زاهية من الثوب الاخضر القشيف واعلام الحزب الحاكم ترفرف فوق ساريات العربات والسيارات الفارهة وجموع هادرة تتقاطر صوب استاد الهلال بامدرمان وهي تلوح بصور وشعارات مرشح المؤتمر الوطني فاطلقت النساء الزغاريد مع كل وعد كان يطلقه مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية المشير عمر البشير وعود كان يسيل لها لعاب من قصدوا ذلك المكان ولربما ظن المواطنون انها وعود ستتحقق ريثما تتفرغ الحكومة من الانتخابات وتهدأ اعصابها من ضغوطات المنافسة الانتخابية بالرغم من مقاطعة احزاب المعارضة للانتخابات بحجة عدم توفر النزاهة والشفافية والحرية التي تعين منسوبيها للادلاء باصواتهم بحرية تامة بعيدا عن اساليب الترهيب والتخويف عدا الحزب الاتحادي الاصل الذي خاض الانتخابات ولم تجد عليه صناديق الاقتراع الا ببعض الدوائر المتناثرة في بعض الدوائر بشكل لايتيح له ممارسة معارضة برلمانية نسبة للاغلبية الميكانيكية التي يتمتع بها المؤتمر الوطني .
كانت الاجواء مفعمة بالحماس بتلك الامسية باستاد الهلال اقتربت لحظة اعتلاء مرشحي «الوطني « لالقاء خطابهم ووعودهم على جموع هدأت لسماع تباشير عهد جديد كانت احلامهم نسجت بسماع عبارات مثل «استكمال التنمية» التي بدأها الحزب الى جانب برنامجه التنموي المتكامل كمشاريع النهضة الزراعية والصناعية وتعهده بتوفير الخدمات للمواطن واستهداف اهل الريف والحضر والمزارعين والضعفاء والمساكين دون تفرقة عنصرية وقال ان الانقاذ لم تكمل مشوارها بعد وان مسيرة النهضة ستتواصل دون توقف وانهم سيخوضون الانتخابات استناداً إلى مسيرة طويلة لم تكن سهلة، وذكر على أن «الوطني» سيعمل من أجل انتخابات بعيدة عن الغش والشتائم والمهاترات، وأضاف: نحن لا نعمل ليوم إعلان نتائج الانتخابات وإنما ليوم الحساب، وأكد أن المؤتمر الوطني سيعمل على صون كرامة البلاد، وتابع: نحن لسنا بجديدين عليكم ولا نعرف الكذب، (والبنقول بنعملو بنعملو) ولكن بمثل ما نسج الحالمون تلك الاحلام فهل وئدت قبل ان تتحقق ثمة مايشير ان الوضع ربما لم يأتِ وفقا لاهواء الناخبين فاسعار المواد البترولية كانت قاصمة للظهرومحبطة للكثيرين وامتد ذلك لاسعار المواد الاستهلاكية ومن بينها الخبز والسكر فهل كان المؤتمر الوطني يقصد تنمية على شاكلة بناء المطارات والطرق والجسور والسدود واغفال محور مهم كتنمية الانسان نفسه بتوفير الحاجيات الحياتية الضرورية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وسكن اذ يرى بعض المراقبين ان الزيادات التي تغولت على المواد الاستهلاكية كانت ضربة موجعة لمواطن ذهب طواعية لصناديق الانتخابات للادلاء بصوته لمرشح كان يصب عليه في آناء الليل واطراف النهار وعودا براقة تسر السامعين بتحويله الى مواطن كرصفائه في الدول المتقدمة والرقي بتعليمه ومعيشته وصحته .ويرى بعض المراقبين ان الحملات الانتخابية لحزب المؤتمرالوطني خلت من التطرق لبرامج الاصلاح السياسي والاقتصادي فاطلق عبارات مثل استكمال التنمية ويتساءلون ماهو المقصود باستكمال التنمية في ظل ارتفاع اسعار المواد البترولية والطاقة اذ يرى المراقبون ان تركيز اسعار الوقود كان يجب ان يمثل التحدي الاكبر لمن يمسكون بزمام الامور خاصة الاقتصادية لجهة ان الوقود تمثل العمود الفقري للتنمية سواء ان كانت زراعية اوصناعية او اقتصادية ويمضي المراقبون في اماطة اللثام عن بعض المشاكل التي تجاهلها المؤتمر الوطني عمدا من التطرق اليها ابان حملاته الانتخابية ومن ابرز تلك الملفات قضية مفصولي الخدمة المدنية او ما اطلق عليه من مفصولي الصالح العام واشاروا انه كان من المهم التطرق لمثل هذه الملفات التي ظلت حبيسة الادراج لسنوات مضت نسبة لان الانتخابات سانحة للشعوب لتحقيق تطلعاتها .
ولم يترك المؤتمر الوطني ملف دارفور حتى زج به في حملته الانتخابية متعهدا بتحقيق التنمية والسلام بالاقليم رغم أنف الاعداء بيد ان مايترك التساؤل من هم الاعداء في نظر المؤتمرالوطني هل هي تلكم القبعات الزرقاء التي تلقت تفويضا من «الوطني» نفسه بالدخول الى الاراضي السودانية لحماية مواطنيها تحت الفصل السابع ام ان الاعداء هي الحركات المسلحة التي مازالت تجلس وتنفض في ارقى نزل الدوحة دون احرازتقدم ملموس لسلام دارفور رغم الوعود الانتخابية الفضفاضة التي اطلقها الحزب الحاكم والمنافس بشراسة آنذاك لمقاعد الحكم الوثيرة.
ويؤكد بعض المراقبين ان عدم وجود معارضة برلمانية معتدة ومتمرسة من خارج منظومة الحزب الحاكم اضعف الدور التشريعي والرقابي على الجهاز التنفيذي وجعل منه برلمانا يجلس القرفصاء لتسيير دولاب العمل بعيدا عن تحقيق تطلعات المواطنين.ويرى المراقبون ان
وكان اعضاء البرلمان ووجهوا بانتقادات واسعة عقب عاصفة التصفيق الشهيرة لقرارات وزير المالية برفع الدعم عن الوقود الامر الذي عده بعض المراقبين ان الجهاز التشريعي بدلا من تشكيل ترسانة قوية امام مثل هذه القرارات التي زادت من حدة الفقر والضائقة المعيشية اخذوا على عاتقهم توزيع صكوك الغفران والولاء للجهاز التنفيذي وابت نفسهم الا ان يجيز قرارات وزير المالية بالاجماع وعاصفة من التصفيق ولكن ماهي الاسباب التي دعت اعضاء المجلس للتصفيق لزيادات هشمت رأس المواطن الذي كان سببا في حملهم لقبة البرلمان بعد ايام وليال ملاح قضاها الاعضاء وهم يستجدونهم للظفر باصواتهم فهل أخل المرشحون «الظافرون» بقواعد اللعبة ام ان برلمان الحزب الواحد لايطرب المواطن فحينما كان الناخب يصفق فرحا كلما اطل عليه مرشح وهو يمتطي سيارة فارهة متلفحا «عمامة» ناصعة البياض كان يرنو بنظره وسمعه للارقام والوعود الواردة في خطاب مرشحه لكي يطمئن قليلا ان القادم افضل من السابق .
وحينها كتب مدير مركز الدراسات السودانية الدكتور حيدر ابراهيم علي مقالا تحليليا في(الصحافة) بتاريخ 20/4/ 2010 في محاولة منه لتحليل ظاهرة حصول المؤتمر الوطني على اصوات الغالبية في الانتخابات . باعادة انتخابه مرة اخرى بالرغم من المرارات التي كانت عالقة في الاذهان ومازالت مستمرة على حد تعبيره ووصف حيدر الاجواء حينها بالمتناقضة والعبثية قائلا
«كانت الاجواء شديدة العبثية في تناقضاتها،خاصة عندما يوصف نفس الشيء بأوصاف هي على طرفيّ نقيض تماما.فالانتخابات هي مزورة كلية عند البعض،وعند البعض الآخر تاريخية في النزاهة.ألا توجد أيّ معايير تقلل من مثل هذا التناقض المتطرف؟فماذا اصاب السودانيين في عقولهم ومنطقهم واحكامهم؟ولكن الحيرة الحقيقية جاءتني مع تواتر الاخبار عن نسبة السودانيين الذين صوتوا لحزب المؤتمر الوطني،ولكن هذه المرة وصلت سريعا الى ما اراه الحقيقة.لقد اصيب السودانيون بمرض استوكهولم(واضاف حيدر STOCKHOLM SYNDROME)
بالتأكيد سيبدأ القاريء الكريم بالتساؤل عن هذا المرض،ويمضي قائلا «هنا تقول موسوعة ويكبديا:-» مصطلح يصف ظاهرة سيكولوجية متناقضة يعبر فيها الرهائن أو الضحايا عن حبهم ومشاعرهم الايجابية تجاه خاطفيهم،مما يبدو غير منطقي مع المخاطر والاخطار التي يتعرضون لها» وأورد حيدر قصة حقيقية لتحليل الظاهرة بطريقة أكثر تعمقا ويتساءل أما من أين جاء المصطلح اصلا؟ فيستدرك «ففي 23 اغسطس1973 هجم مسلحون على بنك»كريدتبانكين»بضواحي استوكهولم في السويد،بقصد السرقة.واسرعت الشرطة وحاصرت البنك،فاضطر المهاجم لاحتجاز الذين في الداخل:رجل وثلاث نساء،وهدد بقتلهم.واستمرت المفاوضات اسبوعا كاملا حتى افرج المهاجم عن الرهائن.اهتمت وسائل الاعلام بالحادث وانتقدت شيئين:لماذا لم يحاول الرهائن التمرد على المهاجم خلال فترة الاسبوع؟ولماذا اثنوا بعد نهاية الحادث ودافعوا،وقالوا إن الشرطة يجب أن تطلق سراحه؟استعانت الشرطة بطبيب نفسي(نيلز بيجيروت) والذي قال :نعم يمكن أن يحب المخطوف خاطفه!وهكذا دخل مرض استوكهولم تاريخ الطب النفسي. ويواصل حيدر سرده للحالة التي انتابت المواطنين موضحا ان التعاطف مستمد من تكرار مناظر ومشاهد ربمايكون المواطن عصيا عليه مفارقتها ويستدرك « الخوف من المجهول يجعل المواطنين الذين صوتوا له ولحزبه،يلوذون بمقولة:جنّا تعرفه.خاصة وقد تعودوا على رؤية مشاهد في كل مكان.ولك أن تتخيل هل سيطيق المواطنون الشوارع وهي خالية من تلك المشاهد الملونة متعددة ويستند حيدر في مرافعته على ان الشعور الذي ساد النفوس السودانية جراء تعطيل العقل الناقد المنهجي للعقل والرافض في أحايين كثيرة للتغيير وتضافر بعض العوامل الاخرى مثل الاعلام والتعليم والترفيه والثقافة الهابطة ومستوى المعيشة البائس وزاد»ولك ان تتصور من انهى يومه بوجبة»بوش» وصعوط ردئ،أنه يذكرك فقط بالممثل سمير غانم في مسرحية:المتزوجون،والذي لا يفرق بين اشارات المرور المختلفة.وقد اسميت هذه الظاهرة من قبل:حيونة الانسان السوداني أي اعادته للبحث عن تلبية غرائزه الأولية فقط.وبالتأكيد مثل هذا الشخص يتماهى مع جلاده بلا تفكير.
ويمضي حيدر في مقاله مستدلا ببعض الممارسات التي اسهمت على حد قوله في ما اسماه بتعاطف الضحية مع جلاده ويرى «ان الانقاذ اخلت بسلم القيم بمعنى أن المال والغنى،وبغض النظر والمقارنة بفلان الذي اغتنى فجأة في بلاد علاءالدين والمصباح السحري.وهذا رصيد اصوات لا تنضب للمؤتمر الوطني.وضمن خلل القيم،ظاهرة غريبة هي ازدياد التدين الشكلي وتراجع الاخلاق وموت الضمير.فقد كانت كلمة :عيب،رادعة في الماضي أكثر من حرام الآن.فالفساد عيب ولكن يصعب اثباته كحرام خاصة لو كان يتعلق بأموال الدولة.والآن يتفاخر المفسدون بفسادهم ويعرضونه:وامّا بنعمة ربك فحدث!.وتساءل حيدر « هل لا يمكن أن يكون لمن صوّت للمؤتمرالوطني قريب مفصول في الصالح العام؟أليس له أخ أوعم لاجيء في استراليا أو كندا أو هولندة؟أليس له ابن تخرج في كلية الهندسة قبل أربع سنوات ويسوق عربة امجاد؟هل عادت بنته من المدرسة بسبب الرسوم؟ويختم مقاله بايراد بعض الممارسات الشعبية التي لم تخلُ من الطرافة والغرابة ويقول
«هناك من يقول إن السوداني محب للألم والعذاب،لذلك يضرب بالسوط في الفرح(البطان).ويتستغفر الله وهو يضحك ولم يدمغ حيدر بصواب رأيه في تعاطف الشعب مع الحزب الحاكم لحظة الاقدام على صناديق الاقتراع بل ترك حيدر الباب مواربا للتوافق مع رأيه وختم تحليله بتساؤلات وتشخيص لحالة السودانيين باصابتهم باستكهولم وتساءل هل اصيب المواطن لحظة تصويته بمرض استكهولم ويستحق الشفقة ؟
لكن المؤتمرالوطني اعرب عن ثقته بان المنجزات جاءت مقبولة ومعقولة قياسا بتجربة زاخرة من حصيلة عام برزت فيه ارهاصات سياسية مثل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب وتداعيات الانفصال واكد انه بالرغم من ذلك حافظ على استكمال برنامجه السياسي وتحقيق تطلعات الناخبين ودافع القيادي بالمؤتمرالوطني اسماعيل الحاج موسى عن مسيرة حزبه وقال ان الفترة الماضية غير كافية للحكم على الوعود التي التزم به الحزب الحاكم بانزاله لارض الواقع بالرغم من ان هنالك بعض الاشياء التي انجزت على الارض.
وقال اسماعيل ل»الصحافة» ان الفترة الانتخابية معقودة على خمس سنوات وليس عاماً واحداً الا انه اشار ان الانقاذ لم تغفل الجانب التنموي وواصلت في طفرتها وانجازاتها واستطاعت تحقيق بعض من الوعود الانتخابية تجاه المواطنين وزاد « ماتحقق مقبول ومعقول» رغم الاحداث التي طرأت على الساحة مثل الانفصال واضاف قطعا لاندعي الكمال ولكن من اللائق ان نشير الى ان رئاسة الجمهورية عملت على انزال بعض من الاشياء لارض الواقع لافتا ان الزيادات الاخيرة ورفع الدعم من الوقود لها مبررات منطقية برغم من انها اثرت سلبا لنظرة المواطن للجهاز التنفيذي نسبة لانعاكسها على الحياة المعيشية من مأكل ومشرب، بيد ان هنالك صعوبات جوهرية اقتضت اللجوء لرفع الدعم من البترولية واضاف اسماعيل لم نستسلم لتلك الزيادات بعد ولكننا نعمل لخلق موازنة لتخفيف العبء من المواطن وذلك عن طريق منافذ البيع المباشرة للسلع الاستهلاكية بدعم من الحكومة. مضيفا ان حزبه عمل على توفير آلاف الوظائف للخريجين والحاقهم بالعمل بالقطاع العام والخاص عن طريق تمويل المشاريع الانتاجية وأقر اسماعيل ان ثورة التعليم العالي أفرزت اعدادا ضخمة من الخريجين وامتدح حزبه باستيعاب جميع الخريجين في مؤسسات الدولة او تمليكهم وسائل الانتاج والمعينات اللازمة .
وحول الاداء السياسي لحزبه قال اسماعيل ان سلام دارفور انحصر في الوثيقة الاستراتيجية لسلام دارفور من الداخل باشراك اهل الشأن في مناقشة مشاكلهم وليس بحصر التفاوض مع الحركات المسلحة ووصف الوثيقة بالملبية والمحققة لجميع المطالب وتابع اسماعيل « كانت الاستفتاء محطة مهمة لتنفيذها في الموعد المحدد وكنا على العهد دائما بل وفرت الحكومة تمويل العملية بدعمها لمفوضية الاستفتاء مباشرة بتوفير الاموال لاعانتها لتنفيذ العملية في الموعد المحدد «
وقال اسماعيل ان الرضا غاية لاتدرك ولكننا تلقينا تفويضا شعبيا جارفا لمدة خمس سنوات انقضى منها عام كان معقولا ومقبولا .
بينما ارجع الكاتب الصحفي قرشي عوض استمرار حالة النكوص عن الوعود الانتخابية لمبدأ الطريقة التي اجريت بها الانتخابات واستخدام منهج الترويع والتجويع ضد المواطنين والمعارضين لاتاحة فرصة لمرشحي الحزب الحاكم .
وقال قرشي ل»الصحافة» ان الانتخابات الماضية لم توحِ بانها مقدمة لاحداث طفرة للمواطن من قبل المرشحين لجهة انها افرزت برلمانا «لايسمع ولايرى ولايتكلم» ولايستطيع ان يراقب وان يكون قيما على اداء الجهاز التنفيذي.
واضاف ان ممارسة العمل الرقابي يتطلب اتاحة الفرصة لجهات من خارج الحزب الحاكم وليس لبرلمان مهتم بتسيير دولاب العمل الروتيني بدلا من اماطة اللثام عن تحريك ملفات مهمة كالاهتمام بالضائقة المعيشية واثارتها باستمرار في اروقة المجلس متوقعا باستمرار زيادات الاسعار بمتوالية هندسية وزاد « من المهم اطلاق يد منظمات المجتمع المدني لمحاربة الفساد ومساءلة الجهات الحكومية في اوجه الصرف وحثهم باستمرار على تحقيق الرفاهية للمواطن بدلا من الصرف على اشياء غير ضرورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.