تنعقد غداً الجمعة، اعمال الجمعية العمومية لجمعية جراحي العظام السودانية في دورة انعقادها الثالثة على ما اظن، وهي فرصة لنزجي فيها الشكر اجزله للصديق الفاضل د. حسن بحاري اختصاصي جراحة العظام على الثقة الكبيرة التي اولاني اياها في التعقيب على ما اورده بالامس عن مسيرة جمعية جراحي العظام السودانية خلال عامين، فقد كان لي شرف حضور انعقاد الجمعية العمومية للجمعية وشهود اختيار مكتبها التنفيذي وبالطبع كان بحاري ود. محمد عنايت فرسي الرهان على نجاح الجمعية وبرامجها خصوصاً عقد المؤتمر الاول لها بحضور عدد مقدر من عضوية الجمعية بالداخل والخارج . مازلت اذكر الوجوه رغم تطاول المدة فقد حضر اطباء كثر من مختلف دول العالم ليشهدوا ميلاد المؤتمر الاول وكان مؤتمراً ناجحاً بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ . ثم ان الامور ساءت بعد ذلك وعلمت لاحقاً ان الجمعية مرت بظروف عصيبة اقعدتها عن المضي قدماً في برامجها وحدثت اشكالات عديدة نحتاج لمساحة اكبر لاستعراضها وسنفعل ان شاء الله، بيد ان ما اريد اضافته هنا هو الطموح المتعاظم الذي لمسته من شباب الجمعية وهم يضعون الخطط المستقبلية لجمعيتهم الفتية ، كانوا متفائلين جداً بأن برامج التدريب التي حظوا بها عبر المؤتمر الاول من الجمعيات العربية والاجنبية المماثلة التي شاركت في المؤتمر ستقفز بالاطباء الى مصاف اطباء العالم الاول في مجال جراحة العظام ، لقد ادرت حوارات عديدة مع كوادر الجمعية مع بحاري وعنايت والبروف عثمان بكري ومحمود البدري وحتي البروف عبدالمنعم الشفيع، كان له نصيب من الحديث عن مستقبل الجمعية وكانوا في تلك الايام يكتبون كثيراً عن المستقبل المشرق فلماذا تراجعت الخطى عن الطريق المرسوم ؟ مجمل ما ادركته عن الازمة في جمعية جراحي العظام السودانية ان هنالك صراعاً بين الشباب والشيوخ حول قيادة الجمعية والسير بها نحو المستقبل الواعد ، الشباب امثال بحاري وعنايت يرون ان الشيوخ قدموا ما فيه الكفاية وانقضى زمانهم وحان الوقت للشباب ان يقدموا بعيون جديدة ما يدفع بالجمعية نحو الريادة واكتشاف آفاق جديدة ، وبرأيي ان الشباب لهم الحق وعلى شيوخ الجمعية الافاضل ان يقبلوا بحفل تكريم تقدم فيه الجوائز لهم ويفسحوا المجال امام الشباب دون تدخل او عراقيل ، والحق اقول ان العصر هو عصر الشباب في كل المجالات بما في ذلك السياسة ..الا ترون الى الحزب الحاكم كيف يمضي باتجاه انزال القيادات ( الهرمة ) او التي شاخت الى كرسي المعاش والدفع بالوجوه الشابة لتجد الفرصة في ادارة امور البلاد ؟ انظروا الى الوزراء الشباب الجدد في الحكومة الحالية كم هو عددهم ؟ ان لكل زمان رجالا وقد حان وقت الرحيل للاجيال القديمة ، لقد اصبح الرحيل ثقافة كاسحة في تونس ومصر وليبيا والبحرين وعما قريب في السودان .