برغم انخفاض معدلات الاصابة بالملاريا في الحقبة الماضية الا ان انتشار الناموس عاد ليشغل سكان العاصمة ليلا عندما يغض مضاجعهم ونهارا وهم يدورون بين مراكز الفحوصات والاطباء لبحث اسباب العلاج . لقد بات البعوض اكثر كثافة ما ادى الى انتشار المرض وسط المواطنين اذ اشتكى مواطنو جبرة و الديوم الشرقية كثافة البعوض الذى اصبح هاجساً يؤرق منامهم ،وعزا مواطنو المنطقة انتشار البعوض للصرف الصحى جنوب جبرة، خاصة ان مقومات الصرف الصحي قائمة على احواض الاسمدة العضوية يتوالد فيها البعوض بنسب كبيرة مما ازعج سكان الاحياء القريبة. وفى مربع (15) يعانى المواطنون من توالد الباعوض الامر الذي دفعهم للاستعانة بالمحلية التى لم تقم بأي دور فى مكافحة الباعوض حسب قولهم، ويرى المواطن حسن عثمان من سكان جبره مربع 15 ان الباعوض انتشر بصورة مكثفة فى الفترة الاخيرة و ارتفعت الاصابة بمرض الملاريا الذى اختفى فترة طويلة الا انه عاود الظهور مرة اخرى، وارجع حسن ذلك الى وجود كميات كبيرة من البرك من جراء رصف الطرق الداخلية وسط الاحياء الى جانب حفر الشبكات الجديدة للمياه والتى خلفت كميات كبيرة من البرك التى اصبحت بيئة جيدة لتوالد الباعوض، وناشد حسن سكان الحى بالتكاتف لحل هذه المشكلة . وفي شرق النيل وتحديدا في الحاج يوسف اشتكى عدد من المواطنين من تكاثر الباعوض مبدين قلقهم من انتشار البعوض الذى ارق مضاجعهم مؤكدين ان المنطقة لم تشهد انتشارا للبعوض مثل ما شهدته هذا العام ، فمنذ بداية الشتاء لم يستطيع الاهالي الخلود الى النوم الا عبر المراوح برغم برودة الجو وعزا المواطنون انتشار البعوض الى كسور خطوط المياه بالشوارع اضافه الى تراكم النفايات التى باتت تنتظر شهرا كاملا في بعض المناطق الشئ الذى ساهم فى توالد البعوض والذباب وبات جوا موائما لاحتواء الحشرات مؤكدين ان احياء الحاج يوسف لم تشهد حملات رش فى الفتره الاخيرة على الرغم من الشكاوى التى قام بها المواطنون . في مناطق الدروشاب والسامراب قال الاهالي ان ظروفهم ليست افضل حالا من باقي انحاء العاصمة وعزا ابراهيم الامين انتشار البعوض الى المشاريع الزراعية المحيطة بالمناطق السكنيه اضافه الى تهالك شبكات المياه في ظل تجاهل الجهات المختصه بصيانتها على الرغم من الشكاوى المتكرره من المواطنين الذين اكدوا انتشار الحميات بصورة واسعة بالمنطقة، الشئ الذى ادى الى توتر وقلق الاسر. في ام درمان شكا الاهالي معاناتهم من كثرة البعوض وخوفهم من زيادته خاصة ان الصيف على الابواب مؤكدين ان الصورة غاتمة وربما يزداد الوضع سوءً ،مناشدين الجهات المختصة بمكافحة والحد من انتشار البعوض الذى يزيد الاصابة بمرض الملاريا وكشف مدير الشئون الصحية والبيئية بمحلية الخرطوم بحري عمر علي محمد الحاج عن ارتفاع حالات الاصابة بمرض الملاريا خلال شهر يناير حيث سجلت المحلية حوالي 17676 حالة بمعدل 214 حالة اسبوعيا ، وعزا الحاج ارتفاع عدد الاصابات الى المشاريع الزراعية المجاورة للمناطق السكنية وكثرة الكسورات في شبكات المياه بالاحياء والتي قدرها بحوالي 800 «ماسورة» بجانب اشكالات الصرف الصحي والمصارف وتأخر استحقاقات العاملين ورحيل العمالة الجنوبية الى الجنوب وعدم اكتمال عملية الاحلال والابدال والعمالة الوافدة وشح الميزانيات لاسيما شهري ديسمبر ويناير .