سلسلة جميلة متصلة خطها يراع الزميل الوقور مصطفى محكر، طاف فيها كل المسافات، وطرق كل الموضوعات وسبر كل أغوار حياة المغتربين بأسلوب الصحفي النابه، والخبير الذرب الذي يدرك مكامن القلق، ومصادر القصور، ومواقع الخلل، وقد ختم تلك السلسلة بمقابلة شاملة، مع السفير القدير أحمد يوسف الذي يحمد له الكثيرون أصالته وكفاءته، وتواضعه الجم فهو ابن بلد، لم يغيره الموقع الرفيع، عن التعامل اللطيف، لا التكبر العنيف مع بني وطنه المغتربين، وقد لفتت نظري مناشدة الأستاذ أحمد يوسف المهذبة لإخوتنا الذين يمارسون بعض «الطقوس» على أنها نابعة من الدين، بهدف معالجة مريض، أو «التقريب أو التفريق» بين زوجين.. الخ، الامتناع عن هذا العمل باعتباره عملا يتنافى مع الأنظمة، بل يقع في خانة «الدجل والشعوذة» التي تتنافى مع تعاليم الإسلام. هذا الموضوع بقدر ما هو من المحظورات «تابو» محرم، حيث يخشى الكثيرون الخوض فيه، إلا أنه يشكل واحدة من السلبيات التي تصم بعض سلوكيات أبناء بلادنا الأعزاء، وقد تكون صعوبة التعامل المادي مع بعض الأمور هي الدافع أو الحافز الذي يدفع الكثيرين للجوء إلى الغيبيات، قهرا للواقع ، وتحقيقا لغرض، ووصولا إلى هدف عز مناله بالوسائل الطبيعية، وفي بلادنا وللأسف يعتبر الكثيرون هذه الأمور شيئا عاديا، فالذهاب إلى الفكي، أو حمل الأحجبة من الأمور العادية في حياتنا، بل ويفخر البعض بأن شيخه يأتيه ويلجأ إليه فلان وعلان من أصحاب الأسماء اللامعة. لقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتوكل والتوكل هو ثقة القلب بالله، ومن توكل على الله التوكل الحقيقي تجنب أن يلجأ إلى ما حرَّم الله من العمل بالسحر وإتيان العرافين والمنجمين ولا يلجأ إلى ما حرم الله، فمن عمل له سحر يجوز له لفك السحر بأن يقرأ شيئا من القرآن كسورة البقرة التي يقول الرسول الكريم «ص» «إنها لا تستطيعها البطلة، ولا يقدر عليها السحرة» أو كما قال الحبيب الكريم «ص» اضف إلى ذلك ما يشكله اللجوء لهذه الأشياء من هدرٍ للمال والوقت، وإشانة سمعة السودان وأبنائه الأعزاء، وشكراً لسعادة السفير وللزميل مصطفى، والله هو الكافي والشافي والمعافي، وهو خير حافظ وأرحم الراحمين. عوض الله محمد عوض الله