لقد التزم السيد رئيس الجمهورية بتعبيد شارع سنار الحواتةالقضارف وتم فرز العطاءات الخاصة به، وفازت شركة الجاك بعطاء الطريق وتم ادراج هذا الطريق في ميزانية العام 0102، حيث كان هذا العطاء يتعلق بتعبيد عدد 05 كيلومتر من هذا الطريق الذي تأخر كثيراً، وعندما كاد ان يرى النور تم وضع العراقيل في مواجهته، فرسو العطاء على جهة محددة يمثل مرحلة مهمة من مراحل التنفيذ. كذلك وعد رئيس الجمهورية والتزامه يؤكد اهمية هذا الطريق وحيويته، وعلى الجهات المختصة الشروع في تنفيذه فوراً ودون ابطاء، وعلى وزارة المالية الاتحادية ووزارة الطرق والجسور التحرك العاجل لوضع هذا الطريق موضع التنفيذ، فهذا الشارع يختصر مسافة كبيرة ويؤدي لربط مدن سنار وكوستي، والابيض وبقية مدن الغرب، ويربط دولة جنوب السودان الوليدة بالمنفذ البري ويؤدي لكسب الجهد والوقت، ويوفر تكلفة استهلاك الوقود وقطع الغيار، ويمر هذا الطريق بمنطقة تعتبر من اغنى مناطق السودان، حيث ان هذا الطريق يمر بمنطقة الدندر الغنية بالمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ويربط حديقة الدندر بالشبكة القومية، ويربط منطقة الحواتة الغنية بالمحاصيل البستانية والثروة الغابية ويربط مناطق الزراعة الآلية بالقضارف بالجزء الغربي من السودان، ويربطها كذلك بالطريق القاري بين السودان واثيوبيا، ويقدم هذا الشارع خدمة كبيرة لقاطني المناطق التي يمر عبرها، لانها تنقطع عن بعضها وعن بقية مدن السودان في فصل الخريف الامر الذي يترتب عليه اتلاف الخضر والفاكهة التي تمتاز بجودتها ونوعيتها المتميزة، نتيجة لعدم استعمال الاسمدة والملح في انتاجها فالارض مغطاة بكميات كبيرة من الطمي الذي يجرفه نهر الرهد من الاراضي الاثيوبية، كما ان المواطنين يعانون معاناة قاسية في فصل الخريف، عندما تتقطع بهم السبل عند هطول الامطار الغزيرة، ومعظم الضحايا من النساء الحوامل لانعدام الطرق المسفلتة التي تساعد في سرعة متابعة حالاتهن فالطريق يكتسب اهمية من نواحي استراتيجية واقتصادية وانسانية. وقد اتيح لي قبل عدة اشهر زيارة الولاية الشمالية، عبر شريان الشمال واول ما لتف نظري بعد ان غادرنا ام درمان ان اول عربة قابلتنا بعد تحركنا من نقطة التفتيش بعد نصف ساعة كاملة، وحتى وصولنا لمحطة الملتقى لم نلتق عربة محملة باي نوع من انواع المحاصيل، وعند مروي وجدنا الطرق الحديثة التي تشق المدينة والتي تربطها بالمدن والبلدات القريبة وعلمت بان هناك شارع من مروي الى عطبرة ومن مروي الى دنقلا وهنالك شارع يشق الصحراء ولا يقطن جنباته بشر ولا اثر لاي حياة انسانية حوله وليس هنالك منتج يتم جلبه على هذا الشارع «كريمة- ناوا»، فالطرق الحديثة تشق الولاية وتربطها ببعضها والخدمات المتميزة الاخرى كالمستشفيات والدواوين الحكومية، وأكثر ما لفت نظري الاندية الاجتماعية التي تناثرت في معظم مدن وقرى الولاية، والتي تم بناؤها باحدث طراز ومغطاة ومزدانة بزجاج البيرسول الفخم الذي يغطي طوابقها المتعددة، كل هذا الترف يخدم عدداً قليلاً من السكان فالولاية هجرها اهلها وهي تمثل منبعاً إثنياً لمعظم الولايات الاخرى، التنمية حق اصيل لها ولكل الولايات، ونحن لا نطعن في حقها في التمتع بالخدمات المختلفة والتنمية، ولكن هذه التنمية يجب ان تكون متوازنة فقياساً على انتاجها وعدد سكانها فان ما تمتعت به هذه الولاية الشمالية تحديدا من التنمية لا يتناسب مع امكانياتها المحدودة، ولعل اهم محاصيلها هو التمر الذي لا يحتاج لسرعة في ترحيله ولا يصيبه العطب الا بعد امد طويل، فالمنطقة التي يعبرها طريق سنار الحواتةالقضارف تنتج مائة ضعف ما تنتجه الولاية الشمالية، التي تشقها الطرق العرضية والطولية والكباري الضخمة وتتمتع بكل الخدمات المدنية، والاولى لا تتمتع بواحد متر طولي مسفلت هذا هو الحشف وسوء الكيل والقسمة الطيزى، فانتماؤنا للشمالية لا يمنعنا من الصدع بقول الحق فالعدالة قيمة اساسية واحدة لا تتجزأ، والولاية الشمالية على سبيل المثال لم تحظ بكل هذا الزخم التنموي إلا لأن من يتحكم في مفاصل الحكم ينتمي لها فارادوا تعمير ديارهم وتركوا الآخرين نهباً للتخلف والبؤس والشقاء، والنغمة السائدة بين مواطني شارع سنار الحواتةالقضارف ان هذا الشارع وجد من العقبات ما وجد وتم محاربته بهذه الشراسة لعدم وجود وجيع له، وان ابناء المنطقة ليس لهم من حظ في قيادة الدولة، وبالتالي ليس لهم صوت مسموع وان منطقتهم لن ترى التنمية ولن تقوم لها قائمة الا باستعمال اللغة السائدة في انتزاع الحقوق، فعلى الجهات المختصة التعامل بشفافية وعدالة مع مثل هذه المطالب المشروعة فالاحساس بالظلم والغبن احساس مؤلم وله افرازاته وانعكساته السالبة. ومعظم المشاكل التي تعاني منها الدولة الآن السبب الرئيسي فيها هو الظلم وعدم المساواة واجبار الناس على انتزاع حقوقهم باستعمال القوة دون الالتفات لهذه المطالب العادلة والساطعة، فالفرصة ما زالت سانحة امام وزارة المالية ووزارة الطرق والجسور باعادة الامور لنصابها وفك اسر هذا الطريق الحيوي.