يصادف السابع والعشرون من مارس الجاري اليوم العالمي للمسرح للاهتمام بالمسرح وقضاياه ويتزامن مع ذلك انطلاقة دورة جديدة من فعاليات مهرجان ايام البقعة المسرحية وفي حضرة المسرح نستعيد دور المسرح في العديد من القضايا الوطنية حيث كان المسرح اهم ادوات الحركة الوطنية والتغيير الاجتماعي، ودور ابو المسرح السوداني خالد ابو الروس والرعيل الاول من المسرحيين الفكي عبدالرحمن والراحل ياسين عبدالقادر وابو قبورة وتور الجر ورائد مسرح الكوميديا الفاضل سعيد ومكي سنادة والراحل فتحي بركية ولا ننسي الرائدات تحية زروق وبلقيس عوض وتماضر شيخ الدين وانتهاء بالجيل الحالي من الشباب والذي مازال صامدا علي خشبة المسرح ويواصل الابداع رغم كل المعوقات والظروف الصعبة التي تحيط بالابداع، الاسبوع المنصرم اتاحت لي الظروف زيارة مدينة كوستي في مهمة صحفية وهناك تذكرت المقولة التاريخية «اعطني مسرحا اعطك شعبا» تلك التي نطقنا بها في مدرسة كوستيالجديدة الثانوية «الشعبية » عندما كانت هناك مدارس ثانوية بحجم جامعات اليوم ، ولعل من نافلة القول الحديث عن اهمية ودور المسرح في الارتقاء بوعي المجتمع من خلال رصد القضايا الاجتماعية وابراز ما يدور في المجتمع لايجاد المعالجات لها ، وفوق كل ذاك تطوير وتنمية الفنون باعتبار ان المسرح هو ابو الفنون ولقد تأسفت كثيرا لواقع المسرح المزري في المدينة التي تعتبر جسرا للتواصل والانصهار بين الشمال والجنوب والشرق والغرب والتي لم اجد بها مسرحا لتقام عليه الانشطة الثقافية والمسرحية في المدينة، حلم انشاء مسرح قومي بمدينة كوستي يعود الي مطلع التسعينات ولكن الحلم ظل يراوح في خانة الامنيات ولم يتبلور علي ارض الواقع الا من خلال حجر الاساس الذي يقف شاهدا علي ضعف الاداء الثقافي وارادة المعنيين، والمشهد لا يختلف في معظم الولايات، ومن الملاحظات التي وجدتها عند بعض شباب المدينة هو تقوقع كل الانشطة المسرحية وغياب الفرق المسرحية والتي كانت في يوم ما تسع فرق مسرحية بمدينة كوستي علما بان اخر زيارة لفرقة مسرحية لكوستي كانت لفرقة الفاضل سعيد في اواخر تسعينات القرن الماضي نتطلع الي وزارة الثقافة الاتحادية بان تنظر الي واقع حال المسرح في الولايات، وان تعمل علي اقامة بعض المهرجانات الكبيرة في عواصمالولايات لاحداث الحراك الثقافي والفني المطلوب . عبدالوهاب جمعة تعقيب شكرا للزميل عبدالوهاب الذي ازدانت هذه المساحة بمداد قلمه الانيق وافكاره الموضوعية وحسه الصحفي المتقدم والذي دأب علي التقاط القضايا المهمة ونأمل ان تجد كلماته صدى لدي القائمين علي امر الثقافة علي المستوي الاتحادي والولائي . [email protected]