*وإن جاز لنا أن نعترف ونقول الحق على أنفسنا فنعلنها صريحة أننا نمارس العشوائية وننتهج عدم الجدية والإستهتار وسوء التخطيط والمؤسف أن هذا يحدث من المسؤولين عن التطوير والبناء والتحديث والتنمية، ونقصد هنا القائمين على أمرالرياضة فى البلد . فالطريقة التى تشيد بها المدينة الرياضية ( سلحفائية) تشير إلى عدم إهتمام السلطة ببنيات الرياضة الأساسية وليس هناك دليل أكثر من أن نقول إن العمل فى بناء هذه المنشأة بدأ قبل قرابة العشرين عاما ومازال مستمرا وقد يحتاج لعشرين عاما أخرى ليكتمل، وربما لم يكتمل بسبب ضعف الهمة وعدم الحماس وإنعدام الجدية . كان من الممكن أن نجد عذرا لو أن هذا المشروع خاص أو أن الجهة التى تتبناه فرد أو مؤسسة، ولكن أن تكون الدولة هى صاحبة الشأن وأن إنشاء هذا الصرح من مسؤئولياتها فهذا ما لم نجد له سببا حتى الآن وإن كان هناك تفسير لما يحدث من تعطيل فى قيام هذا المشروع فهو أن الدولة إما أن تكون غير راغبة ولا متحمسة نحو إكمال المدينة الرياضية لأسباب تعرفها هى، أو أن تكون الرياضة نفسها بعيدة عن قائمة الإهتمامات والأولويات، علما به أن كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الشباب والرياضة ظلوا يلوحون بورقة إكمال هذه المدينة وقد وضح تماما أنهم كانوا ( يناورون) ويمارسون التخدير والمسكنات فقط وليس هناك دليل على أنها لم تكتمل برغم تعاقب أكثر من خمسة وزراء على وزارة الرياضة. *يبدو أن هذا المشروع كان القصد منه الكسب الرياضى ليس إلا ولكن تبقى المسؤولية حية والتفسيرات تتقاطر والتاريخ يسجل ويقول ساخرا إن بناء المدينة الرياضية فى السودان إستمر لعشرين عاما ( هذا إن إكتملت فى هذه المدة ولا نظن أنها ستكتمل ) *نقبل أن يأتى التباطؤ من مؤسسات القطاع الخاص أو من الأفراد ولكن أن تتسيب جهات رسمية محسوبة على الدولة فهذا ( عيب كبير ) *لقد سبق وأن تناولنا السلبيات التى تصاحب سلوكنا العام نحن كسودانيين، وذكرنا أننا نتحرك دائما فى ( الدقائق الأخيرة وفى الزمن المحتسب بدل الضائع وضربنا العديد من الأمثال منها - علوق الشدة - وإستذكار الدروس قبل ساعة من الإمتحان وحالة الترزى يوم الوقفة )، وهذا العيب والذى هو كبير بات ملازما لنا حتى فى التخطيط نقول ذلك فى ذاكرتنا الفوضى والهرجلة التى صاحبت تنظيمنا للنهائيات الأفريقية وتحديدا فى ( صيانة إستاد مدنى ) وما حدث قبل أيام فى إستاد الحصاحيصا، وكانت نتاجه أن تم تحويل مباراة النيل لتقام بإستاد مدنى وعلى ملعب شبيه ( بحواشات ) مشروع الجزيرة . فبرغم أننا على علم بأننا سننظم النهائيات قبل أكثر من عام وأن مدينة مدنى ستسضيف إحدى المجموعات وبرغم علمنا التام أن إستاد مدنى غير جاهز و يحتاج لإعادة بناء وتأهيل وتحديث فى أرضيته إلا أننا مارسنا ( المحركة وجاء إنفعالنا بطيئا وإستصغرنا الأمر تعاملنا معه بلاجدية ) وظللنا ( نتكاسل ) ونستهين بالموضوع رغم أهميته وحيويته وعلاقته بسمعة البلد، وأنه سيحسب عليه ولم نتحرك للإصلاح إلا قبل إنطلاق البطولة بأسبوع أو اثنين وكان مؤسفا ومحزنا ومحبطا أن يظهر إستاد مدنى بذات المنظر القبيح والمخجل. كل ذلك بسبب تعاملنا غير الجاد والذى فيه كثير من ( السبهللية والإستهتار) *وبرغم ماتعرضنا له من موقف حرج وكان يستحق أن نتعامل معه على أساس أنه درس أو تجربة تعرضنا لها لنستفيد منها فى المواقف القادمة فقد فضلنا التمادى فى ممارسة العشوائية وعدم الجدية فيما خصً تجهيز إستاد الحصاحيصا ليستقبل مباراة النيل الأفريقية أمام بطل الجابون . كل الشعب الأفريقى يعلم تماما ومنذ نهاية نوفمبرالماضى أن فريق النيل الحصاحيصا سيمثل السودان فى بطولة كأس الإنحاد الأفريقى سيلعب مباراة الذهاب بعد منتصف مارس و توقع الكل أن ينفعل والى ولاية الجزيرة والوزير المعنى بالشأن الرياضى فى حكومة هذه الولاية بهذا الحدث الكبير جدا والمهم بحكم أنه محل إهتمام ومتابعة كل أفريقيا وليس السودان فقط، وإنتظر الجميع من معتمد محلية الحصاحيصا أن يدخل التاريخ عبر هذه البوابة لا سيما وأن الوقت كان كافيا بل كبيرا وفيه مجال لبناء إستاد جديد مكتمل ولكن ماذا حدث !!؟؟؟ إهمال وعدم إعتبار وإستصغار وحركة تقيلة وإهتمام ضئيل بل منعدم وتحرك فى الثوانى الأخيرة وكان الناتج قرارا من مراقب المباراة جاء فيه أن إستاد الحصاحيصا ( غير لائق وتنقصه الجاهزية وغير صالح لإستقبال المباراة فى وقت تهيأ فيه الكل ( جمهور الكرة بولاية الجزيرة وعشاقها بمدينة الحصاحيصا وضواحيها ولاعبى وإدارة النيل لإقامة المواجهة بإستاد الحصاحيصا ) وبكل سهولة تم تحويلها لإستاد مدنى الذى يفوق إستاد الحصاحيصا فى السوء مليار مرة ) وكان طبيعيا أن يتعثر النيل على إعتبار أن هناك مردودا نفسيا سيئا على اللاعبين سببه تحويل المباراة لملعب آخر قبل ساعات من انطلاقتها. *متى نواكب وإلى متى نظل نمارس العشوائية ونستصغر ( الأمور الكبيرة ) وحتى متى نظل قابعين فى التخلف والبدائية ؟.