يعد برنامج «للنساء والرجال» الذى تبثه قناة النيل الازرق فى التاسعة والربع مساء كل ثلاثاء، احد البرامج الناجحة الاكثر مشاهدة فى الفضائيات السودانية، ويكسب البرنامج مع كل حلقة جديدة جمهورا جديدا من المشاهدين داخل وخارج الوطن. للتعرف على سر هذا القبول والانتشار للبرنامج الذى يستعد لاطفاء الشمعة الخامسة.. جلسنا الى معد البرنامج محمد عكاشة والمخرج ايمن بخيت والمذيعة نجود حبيب.. وكانت هذه حصيلة اللقاء. ٭ المسكوت عنه: محمد عكاشة صاحب فكرة البرنامج، قال ان برنامج للنساء والرجال، جاء نتيجة معايشته للواقع السودانى، وملاحظته للنقاشات التى تتم داخل البيوت، وفى المناسبات الخاصة والعامة.. وكان القصد منه معالجة قضايا الرجل والمرأة بصورة جادة وبكل شفافية، والتطرق للمسكوت عنه، ووضع حلول لكل مشكلات الحب والعنوسة وتكاليف الزواج والطلاق والمعاشرة والعنف، وغيرها من الهموم، اضافة الى محاربة المظاهر السالبة والعادات الضارة مثل الختان، وانطلقت الحلقات تستضيف رجلين وامرأتين فى مجالات مختلفة، منهم الاطباء وعلماء النفس والاجتماع والناشطات فى مجال المرأة والعمل الطوعى ومنظمات المجتمع المدنى ودراسات الجندر والاعلاميين وربات البيوت. وقدمت اولى الحلقات المذيعة نسرين سوركتى ثم مزار الحاج، وقدمت نسرين النمر حلقة واحدة، واستمر البرنامج بالاداء المتميز للمذيعة نجود حبيب. وقال عكاشة إن ابرز الحلقات كانت عقب اتفاقية نيفاشا التى تناولت حقوق المرأة فى الدستور، كذلك ناقش البرنامج التعددية فى الزيجات والغيرة بين «الضرات». واستضاف البرنامج زوجتي الممثل محمد نعيم سعد رحاب كرار وسحر إبراهيم. وقدم حلقة عن دور المرأة فى صناعة القرار استضافت اعضاءً فى منظمة النساء يصنعن القرار، وحلقة عن حرية المرأة وسيطرة الرجل استضافت الصحافى جمال عنقرة والباحث فى مجال حقوق الإنسان مجدى النعيم ورئيس رابطة المرأة العاملة بالتلفزيون هالة محمد عثمان والاستاذة بجامعة الاحفاد فاطمة. واخرى عن التقدير والكلمة الطيبة بين الازواج والمودة بين الامس واليوم. ٭ الإمام المهدى ينصف النساء: مذيعة البرنامج نجود حبيب أرجعت النجاح الى الصراحة فى تناول كل القضايا دون حذر وتعتيم، بحيث يكون النقاش بكل اريحية ودون تكلف، كما يتم فى البيوت، واعطاء الضيف الفرصة كاملة في الكلام دون مقاطعة. وقالت ان نتاج هذا النجاح كان الاحتفال بالعام الرابع للبرنامج مع الامام الصادق المهدى الذى انصف المرأة وقدم افادات جديدة. وقالت نجود إن اكثر الحلقات اثارة وسخونة كانت حلقة عن الخيانة بين الازواج بين مؤيد لوجودها فى المجتمع السودانى وناكر لها. وتناولت الحلقة كل المستور فى المجتمع الشرقى والعادات والتقاليد السودانية الضارة. ونفت نجود ان يكون البرنامج يميل الى النساء دون الرجال، مشيرة الى ان الاثنين يكملان بعضهما، ولا يمكن أن يستغنى احدهما عن الآخر. وقالت إن البرنامج يناقش ايضا قضايا الرجال، وانها تقف موقف الحياد فى التقديم دون أن تميل الى بنات حواء ضد آدم. وقالت نجود ان الحلقات القادمة ستتناول الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، وتستضيف لأول مرة ناشطات من مركز سيما لمعالجة المعنفات من النساء اللائى تعرضن لعنف من الرجل، سواء أكان العنف جسديا او عاطفيا او نفسيا. وأشارت الى اهمية هذا المركز، موضحة ان الرجل لا يتعرض لعنف من المرأة الا نادرا ولا يعترف به اذا تم. وقالت إن أبرز الحلقات كانت مع منظمة «توازن» التى تهتم بشؤون المطلقات السودانيات. ٭ بين السيدات والسادة: ايمن بخيت مخرج برنامج للنساء والرجال، قال إن البرنامج تعاقب على اخراجه عادل الياس وقاسم احمد عطا. ونجح فى استقطاب مجموعة متميزة من الاختصاصيين فى كل مجالات الحياة واصحاب التجارب والخبرات الكبيرة، نجحوا فى وضع حلول لمشكلات معقدة مثل عمل المرأة وتربية الأبناء فى ظل وجود القنوات الفضائية والانترنت. وقال أيمن بخيت إن الرؤى الإخراجية تعتمد على إجلاس الرجال والنساء فى مواقع مختلفة ومتقابلة، واستخدام لغة سهلة يفهمها الجميع من الجدة والجد الى الام والاب والشباب وحتى الاطفال، لاعطاء طابع الحماسة والجاذبية للبرنامج، وقال ان البرنامج لا يعتمد على أية اعلانات وفواصل كثيرة، لان الموضوع المطروح للنقاش دائما يكون ساخنا ويشد انتباه الجميع، ولا يمكن اطفاء نيران المناقشة بخروج يشتت المشاهد، خاصة ان فترة الساعة لا تكفى لطرح كل الاسئلة والاستماع الى كل المداخلات، وقد يحدث كثيرا ان تتم تجزئة البرنامج الى حلقات متواصلة، وقال ايمن بخيت ان البرنامج يأتى عامرا بالمشادات بين الرجال والنساء، لكنها كلها ايجابية، اضافة الى بعض المواقف الطريفة، منها أن أحدهم اتصل باحد الضيوف وقال له إنك كنت ضعيفاً امام زوجتك الجالسة بجوارك، ولم تستطع ان تجادلها وتحاورها، بل فرضت عليك رأيها، ولم تكن الجالسة بجواره زوجته، بل امرأة اخرى مشاركة فى البرنامج. وبعد الحلقة أصبح التجليس يعتمد على وجود امرأتين فى جانب ورجلين فى جانب آخر. واعترف ايمن بخيت بالوقوف الى جانب المرأة فى عدد من آرائها ضد الرجل، مشيرا الى انها كائن ضعيف يجد أحياناً قسوة من الرجال. ولكنه قال إن بعض السيدات احيانا يمتلكن مهارات فائقة فى الحديث والسيطرة على البرنامج، وتكون الكرة فى ملعبهن حتى الختام، ويضعن الرجال على كنبة الاحتياطى.