عند التاسعة من صباح اليوم سيرتفع رنين الاجراس معلنة انطلاقة امتحانات الشهادة السودانية في كل ربوع الوطن حيث من المقرر ان يجلس414.908 من طلاب السودان في حجرات الامتحان بمدنه المختلفة بما فيها مدن الجنوب التي يجلس طلابها في امتحان الوداع بعد ان ودع الجنوب نفسه عبر حق تقرير المصير في يناير، وبين يناير ويوليو اخر المحطات يقف مارس بامتحانه ليقول للناس ان السودان ما زال واحدا ،اولي اوراق الوحدة سيحملها المراقبون قبل التاسعة بلحظات تحمل في جوف اسئلتها مادتي التربية الاسلامية والمسيحية . وقبل ان يمد الممتحنون خطواتهم نحو الجامعة عبر اجابتهم فهم يمدون بالسنتهم الساخرة لاولئك الذين جعلوا من هذا الامتحان هو الاخير في سودان يتردد صدي اجراس كنائسه مع اصوات الاذان بل يحتضن المسجد الكنيسة في الابيض . التاسعة بتوقيت امدرمان ساعة ستضبط علي شوكتها الحركة في الرنك و ملكال وغيرها من المدن بالجنوب حيث سيجلس 16301 من الطلاب السودانيين بالجنوب يتجهون الي داخل غرف الامتحانات ينتظرون اوراق الاسئلة والتي تأتي بشكلها المعروف ومسبوقة بعبارة جمهورية السودان وزارة التربية والتعليم وادارة الامتحانات ومختومة بامتحانات الشهادة السودانية مارس ابريل2011، وبعدها سيتجه الجميع لاجابة الاسئلة دون ان يدروا الي اين ستقود الاجابة الصحيحة هل ستقود الي جامعة الخرطوم حلم كل الممتحنين السودانيين ام ستقود الي «جوبا» التي غادرت الخرطوم ام سيضع البعض خطواته داخل «النيلين » حيث المقرن او في «السودان» سيد الاسم، اسئلة لم يأت بعد اوان الاجابة عليها فبعد ان يضع الطلاب اوراق التربية الاسلامية والمسيحية سيتجه من اختاروا فيهم المساق العلمي نحو الكيمياء بكل الوجل الذي يصيب به الامتحان، وفي بالهم ان ذرة اوكسجين زائد ذرتين هايدروجين ،فان النتيجة هي ذرات من الماء تمتد في المليون ميل مربع تسابق اوراق الامتحان في الوصول الي المراكز في الخرطوم عاصمة السودان حتي اوان الاعلان عن النتيجة . الا ان من اختاروا القسم الادبي بتاريخه وجغرافيته سيختلط عليهم حابل الان بنابل المستقبل وسيجدون صعوبة في الاجابة علي سؤال مادة الجغرافيا كم تبلغ مساحة السودان والاجابة التي يعرفها الجميع دون ان يدخلوا في لغط الارقام باستخدامهم كلمة مليون ميل مربع لن تكون مبرئة لذمة الواقع الان وان كانت اجابة سيقبلها من ينظرون الاوراق من الاساتذة لاحقا لان العاطفة تحتم عليهم القبول بها ، فالذين اجابوا عليها لم تمت الوحدة في داخلهم بعد وعلي كل حال فان امتحانات الشهادة السودانية بطلابها الان ستكون اخر اوراق الوحدة في السودان التي يكتبها414.908 صبيا وصبية مازالوا يحسون الوحدة الا ان القادمين في العام الاخر وفي نفس التاريخ سيجدون امتحانا جديدا تغيرت فيه وقائع التاريخ والجغرافيا وكيمياء الوطن .