فى ظل الظروف الاستثنائية التى تعيشها ولايات دارفور وما خلفته من اثار سلبية واجتماعية مع تكالب المنظمات الاجنية للعمل خاصة العاملة فى مجال التوعية الصحية ومكافحة مرض الايدز ما كان له دور فى لفت انتباه المواطن نحو مرض الايدز وذلك من خلال الورش الدورية التى تقيمها فى هذا الصدد ، فكان لشبكة جنوب دارفور لمكافحة الايدزالوطنية دور بارز ايضا رغم شح الامكانات فى ظل حاجز الخوف الذى ظل ينتاب المواطنين من انتشار الايدز الذي ظلت تتحدث عنه المنظمات الاجنبية بصورة دورية معللة ذلك بالظروف الاستثنائية التى عاشتها دارفور من حروب ونزاعات ونزوح قد يسهم بشكل كبير فى انتشاره حتى لايكون الشباب عرضة للمرض. «الصحافة» التقت مدير الشبكة بنيالا شايب النور دلندوك حسن الناشط فى هذا المجال الذي اشار لشائعة بنيالا برزت في 1992 تقول بان هنالك احد السودانيين جاء قادما من دول غرب افريقيا مصابا بالايدز وقام بعمل علاقات جنسية مع بعض الفتيات ما اصاب مواطني المدينة بحالة من الهلع والرعب وقتها لايعرف المجتمع هذا المرض سوى العاملين بوزارة الصحة قسم الشؤون الصحية «الوبائيات» التى ذكرت ان هنالك بعض الحالات المسجلة واغلبهم من الوافدين من جنوب وشرق السودان، واضاف شايب طوال هذه الفترة ظل المجتمع يصارع حواجز الخوف الا ان حلت الأزمة بدارفور فبدأت المخاوف تتزايد رويدا رويدا ، ويقول شايب فى غفلة مجتمع الولاية وانشغالة بمشكلة دارفور كان من الضرورى الانتباه لزحف مرض الايدز الذى فتحت امامه كل الابواب . يقول شايب النور ان هنالك صعوبات كثيرة واجهتهم كشبكة اهمها كيفية الوصول للمجتمع لاقناعه وتوصيل الرسالة له بانتشار الايدز ،فضلا عن تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع والعاملين فى هذا المجال، واضاف شايب ان الشبكة انتهجت مبدأ الشفافية والوضوح مع الوضع فى الاعتبار ثقافة وتقاليد المجتمع السائدة ، فاستطاعت الشبكة دخول كل بيت وكل قرية بجانب كافة فعاليات المجتمع وفق منهج البرنامج القومى لمكافحة الايدز، فضلا عن تناول الامر من الزاوية الدينية لتحتل الشبكة مكانا مرموقا وذاع صيتها وسط المجتمع بالولاية والاتحادية وخاصة وسط الطلاب والنساء لجهة ان هذا الامر اسهم بشكل كبير فى كيفية اقناع هذه الشرائح بضرورة الفحص الطوعى الذى يقوم به برنامج مكافحة الايدز ،ويكمن دور الشبكة فى توعية المجتمع وحث الاهالي علي ضرورة الفحص ،الامر الذى اسهم بشكل كبير في انخفاض حجم المخاوف وذلك من خلال نتائج الفحص التى جاءت معظمها ايجابية ، ورفض شايب ذكر الارقام الحقيقية للمصابين بالايدز وحمل المسؤولية لبرنامج مكافحة الايدز بوزارة الصحة غير انه عاد للقول ان هنالك اصابات ، وعزا ذلك لانفتاح الحدود مع دول الجوار، فضلا عن ظروف النزوح والحالة الاستثنائية التى تعيشها الولاية بجانب الهجرة الداخلية والعكسية. وفيما يتعلق بالمحليات ابدى شايب مخاوفه من تركيز التوعية برئاسة الولاية واهمال القرى والمناطق النائية من الولاية ما دفع الشبكة للخروج ببرامج توعية فى كافة ارجاء الولاية مستصحبة ثقافات وتراث القبائل المختلفة كل حسب ظروفة ومتطلبات ريفه من خلال التنسيق مع البرنامج القومى للايدز وباقى المنظمات الاجنبية العاملة فى هذا المجال، ويقول شايب ان هنالك تعاونا من قبل صندوق الاممالمتحدة وبعض المنظمات الاجنبية فى الماضى الا ان التعاون مع الشبكة تقلص لحد بعيد ليترك المجال للبرنامج القومى لمكافحة الايدز ليلعب هذا الدور، ويقول شايب انه ورغم تزايد عدد المنظمات الاجنبية الا ان دورها غير واضح فى هذا المجال، داعيا البرنامج القومى للمكافحة بضرورة الجلوس مع هذه المنظمات ووضع برنامج عمل واضح يشمل المحليات وتوفير الدعم اللازم بجانب توزيع الادوار للمنظمات العاملة فى هذا المجال فى ظل شح الامكانات التى تهدد المنظمات الوطنية من عدم القيام بدور واضح مع عدم قدرة المنظمات الاجنبية في الوصول لبعض المناطق لتوصيل الرسالة التوعوية وفقا لثقافة وتراث اهالى المنطقة مع توفير السند الشعبى والتشجيع الحكومى ، مشيدا بدور مجلس الولاية التشريعى للوقوف مع الشبكة ومساندته بعد الورشة القيمة التثقيفية التى قدمتها الشبكة لاعضاء المجلس.