تنظم ولاية البحر الأحمر بالشراكة مع الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني، أعمال الملتقى الاستثماري بمدينة بورتسودان خلال الفترة من 10- 11 مارس 2010م، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والقطاع الخاص والأجهزة التنفيذية والوزارات وممثلي البعثات الدبلوماسية للدول ذات الارتباط الاقتصادي بالسودان، بجانب مشاركة المصارف وبرنامج الأممالمتحدة للإنماء. ويُقدم في المؤتمر عدد من أوراق العمل خاصة في مجالات الصناعة والسياحة والخدمات والزراعة، وعرض للمشروعات الاستثمارية، بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية والاقتصادية التي تزخر بها الولاية، وتوظيف الفرص الواعدة التي تتمتع بها الولاية للترويج للإمكانيات الاستثمارية في مختلف المجالات، خاصة قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، بعد أن بذلت حكومة ولاية البحر الأحمر جهوداً مقدرة في تهيئة البيئة الاستثمارية وتجهيز البنيات التحتية، وتوطين المرافق والخدمات العامة، ومعالجة المعوقات التي تحول دون استقطاب الاستثمارات، وتفعيل دور القطاع الخاص في تحريك النشاط الاقتصادي والتنموي. ومع وقوف جماهير ولاية البحر الأحمر مع البرامج التنموية الطموحة لحكومة الولاية وسعيها الدؤوب لتنشيط حركة الاستثمار الاقتصادي والجذب السياحي، إلا أن هناك من يلحظ أن فوائد التنمية والاستثمار لا تتعدى النخب «أبناء الذوات» والطبقة الراقية في المجتمع، بينما ترزح الغالبية العظمى من الشعب تحت مستوى الفقر. ولعلَّ هذا هو التحدي الذي يواجه السودان بوجه عام، حيث إن المعالجات التي تبنتها الحركة الإسلامية ووضعتها الدولة ما تزال قاصرة عن احتواء ومحاربة الفقر، وتلبية الحاجات الأساسية للمجتمع من غذاء وكساء ودواء ومسكن صحي ملائم. وأحسب أن تجاهل الحركة الإسلامية السودانية لقضية ترسيخ العدالة الاجتماعية، يعد أحد المثالب الكبرى للتجربة الإسلامية خلال ربع القرن الماضي، حيث نشطت البنوك الإسلامية في مجالات المضاربة على السلع والربح السريع، واحتكرت التمويل على المحاسيب، حتى أضحى المال دولةً بين الأغنياء بخلاف ما يدعو إليه الكتاب والسُّنَّة، فقد ورد عن نبي الهدى قوله صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن اعتكف في المساجد شهراً، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «ليس منَّا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم».