أعلن برينستون ليمان، الذي عين مبعوثاً خاصا للسودان من قبل الرئيس الاميريكي بارك اوباما خلفاً لاسكوت غرايشن، انه سيغادر الولاياتالمتحدة لحضور اجتماعات بين ممثلين للحركة الشعبية والمؤتمر الوطني باديس ابابا في اثيوبيا اليوم السبت،وقال انه سيحث مجددا على التوصل لاتفاق بشان أبيي، وايضا المسائل الاخرى العالقة مثل ترسيم الحدود والمواطنة، وتقسيم الايرادات النفطية. واضاف ليمان، عقب قرار تعيينه مساء أمس الاول «لدينا 100 يوم حتى 9 يوليو عندما سيصبح الجنوب مستقلا بشكل كامل، لديهم الكثير من القضايا الصعبة تنتظر التفاوض، وهذه ستكون مفاوضات شاقة»، ولفت ليمان الى ان تدفق المقاتلين والاسلحة الي أبيي أوجد «وضعا متوترا جدا» ، وان بعثة الاممالمتحدة لحفظ السلام في المنطقة سيتعين تعزيزها لتنفيذ التكليف المنوط بها كمجموعة للمراقبة والتحقق. من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، وهي تقدم ليمان إلي الصحفيين «هذه مرحلة حاسمة في تاريخ السودان»،واضافت ان حكومة الخرطوم تعاونت بشكل جيد مع الاستفتاء الذي اجري في التاسع من يناير، و»استمرت في السير قدما في هذه العملية بنفس روح التعاون»،لكنها اشارت الي تحديات كبيرة على الطريق خصوصا فيما يتعلق بمنطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها حيث تقول الاممالمتحدة ان كلا من الشمال والجنوب نشر قوات مجهزة باسلحة ثقيلة ، في خطوات يخشى محللون انها قد تعيد اشعال الحرب الاهلية ،وقالت كلينتون «نناشد الجانبين كليهما اتخاذ خطوات فورية لمنع الهجمات مستقبلا واستعادة الهدوء، قيام كل من الجانبين بنشر قوات هو انتهاك لاتفاق السلام الشامل كما انه يقوض النوايا الحسنة التي بعد استفتاء يناير. ورأت كلينتون ان الجانبين كليهما يجب عليهما ان يتوصلا الي اتفاق أوسع بشان منطقة أبيي قبل التاسع من يوليو ، وان يحققا ايضا تقدما لتسوية العنف المستمر في دارفور. وكان اوباما قد اكد في بيان تعيين ليمان «بفضل خبرته الطويلة في العمل في معظم التحديات الملحة في افريقيا فان السفير ليمان مؤهل بشكل فريد لمواصلة جهودنا في دعم مستقبل سلمي ومزدهر للشعب السوداني»، وأضاف قائلا «مثلما اعتمدت الولاياتالمتحدة على مهاراته الدبلوماسية للمساعدة في دعم الانتقال السلمي من التمييز العنصري الى الديمقراطية عندما كان سفيرا للولايات المتحدة لدى جنوب افريقيا، فانني على ثقة بأن خبرة السفير ليمان العميقة في القارة الافريقية ستدفع المصالح الامريكية وطموحات الشعب السوداني الى الامام». وفي السياق اكد القيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق ان التحدي امام المبعوث الامريكي الجديد للسودان هو أبيي ورحب بقرار تعيينه . وقال ان تعيين ليمان جاء في وقت مناسب لاسيما وان الرجل لديه قدرات في فهم القضايا ويحمل خلفية جيدة عن اتفاق نيفاشا والسودان، وذكر ان الرجل امامه تحدٍ كبير في حال استفاد المؤتمر الوطني من الفترة المقبلة وحل قضية أبيي. ورأى ان ليمان عليه ان يركز على قرار لاهاي الخاص بحدود أبيي، الي جانب رصد دعم خاص للتنمية في المناطق الرعوية خاصة للمسيرية كبدائل للاستقرار، الى جانب تجديد حزمة الدعم من الجنوب وامريكا والشمال للمسيرية لتقليل تشنج الوطني تجاه أبيي واحداث انفراج في القضية وربطها بانفاذ البترول والديون والسياسة الخارجية. ورجح بيونق ان لا يجد الرجل ذات الخصوصية في الاتصال بالبيت الابيض واوباما التي كان يتمتع بها غرايشن ،لكنه قال انه سيتمتع بخصوصية واحترام من اللوبي الامريكي والجمهوريين المتوقع وصولهم للسلطة . واكد لوكا ، ان غرايشن في الفترة الاخيرة لم يحظ بثقة الحركة الشعبية رغم نجاحه في مساعدة الطرفين في الوصول للاستفتاء، وذكر ان محاولة الرجل كسب المؤتمر الوطني خلقت له ربكة داخل اللوبي الامريكي اضافة لنظرة الحركة والجنوب تجاهه خاصة فيما يتعلق بنظرته لقضية أبيي. من جهته قال سفير السودان في واشنطن، إنه من المهم مواصلة إصلاح العلاقات السودانية - الأمريكية ودفعها في هذا الاتجاه، خاصة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإزالة العقوبات المفروضة عليه، وأن تكون العلاقات بين الخرطوموواشنطن طبيعية. وأشار السفير لدى واشنطن، في حوار مع الإذاعة السودانية، أمس، تعليقا على تعيين برينستون ليمان مبعوثا أمريكيا جديدا بالسودان، إلى أن المسؤولين فى الدولة ظلوا حريصين على الصلة مع الولاياتالمتحدة لأن كثيرا من الناشطين والعاملين فى مجال الأوساط الإعلامية الأمريكية يعملون ضد هذه الإرادة. كما أعرب عن أمله فى أن يواصل المبعوث الجديد ليمان جهود المبعوث السابق سكوت جرايشن فى دعم وتطوير العلاقات السودانية الأمريكية. وقال امين الدائرة السياسية بالمؤتمر الشعبي كمال عمر ل«الصحافة »، ان السودان مقبل على مرحلة جديدة ويحتاج لشخص له افق سياسي ، لاسيما وان المرحلة السابقة كانت تقتضي تعيين رجل عسكري يركز في اتجاه واحد «في اشارة لغرايشن « ، واوضح، حسب معلوماتنا عن المندوب الجديد فهو اكثر دراية وخبرة سياسية، واعتقد انه سيأتي بتفويض متعلق بكل الشأن السياسي بالبلاد، لاسيما قضية دارفور والحريات والعلاقات مابين الشمال والجنوب، واضاف ولا اعتقد انه ممكن ان يكون لديه سند للحكومة في رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب .