٭٭ موسى ابراهيم هو أحد القامات الاذاعية السامقة التي قدمت الكثير للاذاعة هو رجل من زمن الاذاعة الجميل اسهم في أن يجعل الاذاعة ذاكرة الامة وحفظ التسجيلات النادرة وظل شاهد عصر على أهم الاحداث في الاذاعة، وقد مزج بين الخبرة والموهبة والتدريب العالي الذي تلقاه في الدول المتقدمة في صناعة الاعلام.. ليصبح الرجل أحد أهم الفنيين الذين عملوا في الاذاعة السودانية. رجل مثل موسى ابراهيم بتاريخه الاخضر يستحق أن يجد الاهتمام والرعاية من المؤسسة التي قدم لها أحلى سنين عمره ، ولكن القصة تبدو حزينة عندما نعلم كيف تعاملت الاذاعة مع موسى ابراهيم. في الآونة الاخيرة تدهورت حالة موسى ابراهيم الصحية الرجل الذي ناهز الثمانين عاماً ولأن الرجل لم يهتم بالمال وزينة الحياة الدنيا واهتم بعمله في الاذاعة السودانية لم يكن يملك مالاً للعلاج، وفي مبادرة انسانية تدخل الصحفي الانسان أمير أحمد السيد، جار موسى في حي البوستة العريق بأم درمان واتصل أمير بعدد من قدامى الاذاعيين وبدورهم اتصلوا بمدير الاذاعة وطلبوا منه تكفل الاذاعة بعلاج موسى ابراهيم ، وابدى مدير الاذاعة الاستاذ معتصم فضل تجاوبه وحتى هنا الأمور تمضي بشكل انساني ولكن السطور القادمات ليست انسانية!! اتصلت أسرة موسى ابراهيم بمدير الاذاعة فطلبوا منهم احضار موسى في عربة اسعاف لمباني الاذاعة!! وفعلاً تم احضاره وبعد دقائق ذهب معهم الشخص المكلف من المدير وهو يحمل خطاباً إلى مدير الخدمات بالسلاح الطبي الفريق بن ادريس وذهبت العربة تصحب المريض إلى بن ادريس وهي تحمل خطاب الاستجداء الذي كتبه مدير الاذاعة وقابل الموظف وشقيق موسى الاستاذ أمين ابراهيم الفريق بن ادريس الذي أحسن استقبالهم وحولهم إلى اللواء طبيب النور العاقب استشاري الطب الباطني الذي قام بتشخيص حالته وطلب منهم اجراء تحاليل بمبلغ 1380 جنيها، وهنا سأل شقيق موسى الأستاذ ياسين مندوب مدير الاذاعة عن الموقف وهل يتم تحويل المريض إلى العنابر خاصة وانه يعاني من تقرحات في الجسم، وعندما لم يجدوا اجابة لدى المندوب ذهب مندوب من الاسرة إلى مدير الاذاعة فلم يتمكن من مقابلته قالوا له المدير في اجتماع، وعندما طال الانتظار والمريض موسى طريح النقالة منذ الساعة 11 إلى الساعة السابعة ،تدخلت الأسرة وقررت نقله إلى مستشفى أم درمان، يقول شقيق المريض الأستاذ أمين لم نزعل من الاخوة في السلاح الطبي وهم قد أحسنوا استقبالنا، ولكن حسب افادتهم ان الخطاب لم يكن يتضمن تكفل الاذاعة بالتكلفة المالية للعلاج، ويضيف أمين وعندما طالعت الخطاب حزنت جداً لأن الطريقة التي كتبه بها مدير الاذاعة تريد أن تحولنا إلى متسولين، وهذا وضع لا نقبله لشقيقي موسى ولا أسرته ونحن من عائلة أم درمانية عريقة. ولهذا قمنا بتحويل موسى ابراهيم إلى مستشفى ام درمان وما زال يتلقى العلاج هناك.. انتهى حديث أمين. السؤال الذي أوجهه للأخ معتصم فضل أين تذهب أموال شركة افنان أغنى شركات الاذاعة والتلفزيون وأين تذهب أموال الدعم والاعلانات وأموال صندوق الزمالة إذا كانت الاذاعة تعجز عن علاج رجل وهب عمره وتستجدى علاجه؟!! هل تحتاج إلى أن نعرفك لموسى ابراهيم لا أظنك تحتاج لأنك اعترفت في الخطاب وقلت انه أستاذك وانه عمل في الاذاعة قرابة نصف قرن بجد واجتهاد وتفانٍ.. اذن لماذا لم تستجب الاذاعة لصوت قدامى الاذاعيين وتتكفل بعلاجه.. ان مدير الاذاعة لم يفعل ذلك ولن يفعل (الفيك اتعرفت يا معتصم فضل). أوجه النداء إلى الدكتور أمير عبد الله خليل ابن أم درمان المخلص والدكتور الانسان يوسف الأمين مدير مستشفى أم درمان بالتكفل بعلاج موسى ابراهيم تقديراً لدوره الوطني. وسنعود لنروى قصة الاذاعة الحزينة..