هل العنف ضد (المرأة) صادر في كل الاوقات من الرجل؟ ام هناك انواع اخرى من العنف الاجتماعي يقع عليها من النساء والرجال على حد سواء؟ وهل لابد من ان تتعرض المرأة لاذى جسدي لينطبق عليها مفهوم العنف ضد النساء؟ جالت كل هذه الاسئلة بخاطري اثناء مشاهدتي لفيلم امريكي يستعرض حياة نماذج متعددة من النساء فيهن المطلقة والارملة والآنسة والمتزوجة. مستعرضا طبيعة المشاكل المعقدة التي تتعرض لها كل منهن ولكنهن بالرغم من ذلك يقمن بمتابعة حياتهن بمساندتهن و مؤازرتهن لبعضهن.. البعض. لنجد ان الوضع مختلف في مجتمعنا الشرقي هذا المجتمع الذي يحكم على المرأة المطلقة حكماً سلبياً يجعل كل خطواتها محسوبة عليها بل وكل تصرفاتها ضدها وذلك عبر ادانتها وتحميلها لمسئولية فشل زواجها مع ان مسئولية الفشل قد تكون مشتركة، او قد تكون من جانب الرجل، ولكن المجتمع يقوم بتجاهل كل هذه الاحتمالات بل ويقوم بمحاصرتها تقليلا لفرص استقرارها العائلي مرة اخرى كيف لا وكل ام لا تريد لابنها ان لا يتزوج الا بفتاة لم يسبق لها الزواج وفي نفس الوقت لا ترى غضاضة في ان يتزوج ابنها (المطلق) من فتاة بكر، علما ان هذه الام هي امرأة اولا و اخيرا! وتلك الارملة التي يصبح مكتوبا عليها ان (تتقمص) دور الكآبة لباقي عمرها مع ان الرجل (الارمل) الذي في نفس موضعها يسعى كل من حوله وقريباته من النساء على رأس هؤلاء الساعين لتزويجه.. وفي اقرب فرصة ممكنة!! اما تلك الآنسة التي اصبحت ذات نجاح مهني فالويل لها ان تأخرت على الزواج وقطاره اذن لاصبح هذا التأخير هو الخنجر المسموم الذي يستعمله اعداء النجاح لطعنها به بقصد الانتقاص والتقليل من شأن نجاحها هذا. لتصل بنا المفارقة مداها لنجد ان هناك دستور (مبطن) غير مكتوب تلتزم به بعض الشركات والمؤسسات والذي يتمثل في تفضيلهم لعنصر الرجال على النساء عند الاختيار للعمل تجنبا لاجازات الوضوع والامومة ومن ثم.. ساعات الرضاعة!! ليتضح لنا ان العنف ضد المرأة ليس بالضرورة ان يكون مادياً تسيل فيه الدماء بل يمكن ان يكون معنوياً تذبح فيه الروح بخنجر المجتمع الباردة!!! لتعيش المرأة داخل هذه الحلقة الجهنمية مصطلية بنيران مثل هذا العنف الصامت متزوجة كانت ام آنسة.. ربة بيت او عاملة، ولو تمعنتم شيء ما في النماذج الانثوية التي تحيط بكم واستحضرتم طبيعة المشاكل التي تواجههن لتجسدت لكم حقيقة وجود عنف معنوي يمارس ضدهن ضمن طقوس المجتمع المسكوت عنها سواء كان في حياتهن المهنية او الاجتماعية، ولاكتشفتم ويا للدهشة ان النساء ايضا يقمن بممارسة انواع من العنف بعضهن ضد.. البعض.