تظاهر نحو مائتي خريج بمدينة الفولة حاضرة القطاع الغربي لولاية جنوب كردفان امس، احتجاجا على تجاهل حكومة الولاية لمطالبهم المتمثلة في توظيف الخريجين، وذلك للمرة الثانية خلال شهر، بيد ان تظاهرة الامس انضم اليها عاطلون عن العمل من لقاوة وكاودا وبابنوسة، بحسب محتجين ل»الصحافة». وطالب المحتجون بمعالجة الاضرار البالغة التي نجمت من مخلفات استخراج النفط بالمنطقة، وطالبوا بإنشاء مكتب تنفيذي لصندوق الخريجين اسوة بمنطقة كادوقلي عاصمة الولاية، لكن معتمد الفولة رفض التظاهر ووصف المحتجين بالمتعجلين. وحمل المحتجون، لافتات تطالب بالتوظيف ودعم مشاريع الخريجين وعدم تجزأة الحلول وارساء العدالة في توزيع الفرص، وتسخير عائدات النفط المنتج بالولاية للخدمات الصحية والتعليمية، وجابوا شوارع الفولة وانتظموا في وقفة احتجاجية صامتة لمدة ساعة وحذروا من تجاهل قضاياهم، وقالوا ان الصمت لن يستمر للابد وان اساليبهم ستتطور حال استمرار ازمتهم على حد تعبيرهم. وفي هذه الاثناء وصف معتمد محلية الفولة ناصر علي في تصريح ل»الصحافة» الاحتجاجات بغير المقبولة والمبررة، وكشف عن وضع خطة من قبل حكومة الولاية لاعلان وظائف للخدمة العامة وسيتم اختيار الخريجين وفقا لاحرازهم المؤهل المناسب في امتحانات ستعدها احدى الجامعات، بجانب الاستيعاب في شركات النفط العاملة بالولاية في شهر يونيو القادم، مؤكدا ان الخريجين لديهم زمام المبادرة للتقدم بمشاريع ستطرح في زيارة امين عام صندوق تشغيل الخريجين قرشي بخاري في التاسع من ابريل الجاري للفولة، واعتبر مزاعم المحتجين مجافية للمنطق والحقيقة. وقال المعتمد ان قضية الخريجين تعدت المحلية الى اهتمام المركز بنفس الشأن وزاد «ليس هناك تهميش لقضايا الخريجين بالقطاع الغربي ولكن خريجي الفولة «مستعجلين» للقفز فوق النتائج المأمولة مباشرة دون وضع اعتبار لترتيبات حكومة الولاية». واعتبر المتحدث الرسمي باسم رابطة الخريجين، الدخري عيسى، الوعود التي اطلقتها حكومة الولاية تجاه الخريجين زائفة ومسكنة لا تحمل حلولا حقيقية للازمة، لافتا الى ان الامين العام لصندوق تشغيل الخريجين تجاهل زيارة منطقة الفولة بعد انتظامهم في دورات تدريبية تمهيدا لاستيعابهم بمشاريع تمويل الخريجين. وقال عيسى ل»الصحافة» ان التظاهرة جابت شوارع الفولة واختتمت بوقفة احتجاجية صامتة لايصال رسالة للسلطات بأن قضاياهم يجب ان تجد حظها من النقاش، وكشف عن خريجين من مناطق اخرى مثل لقاوة وكاودا وبابنوسة انضموا للمحتجين، مؤكدا ان الشرطة لم تتعرض للمتظاهرين. وحذر من ان صبرهم حيال وعود التوظيف بدأ ينفد في ظل اوضاع قاسية يعيشها الخريجون، وقال ان المسيرات الصامتة ستتحول الى مسيرات ذات طابع غير مقبول حال تجاهل قضاياهم.