محرر بالقسم الاقتصادى بتلفزيون السودان، نموذج للشباب الطموح، حقق نجاحاً ملحوظاً بعد أن تغلب على المصاعب، واقتحم مجال الإعلام ليحقق رغبته وتطلعاته رغم نجاحه الباهر فى كلية البيطرة جامعة الخرطوم، إلا أنه التحق بالتلفزيون القومى ليحقق حلماً ظل يراوده منذ الطفولة. ٭ نتعرف عليك؟ أنا أحمد عيسى الحاج، ترجع جذوري الى قرية الشريف يعقوب بشرق مدينة ود مدني، نشأت في الخرطوم ودرست مراحل تعليمي الاولى بمدارس الشيخ مصطفى الامين، ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية البيطرة، وتحصلت على البكالريوس في عام 2007م، وحالياً مازلت أحضر في الماجستير فى العلوم البيطرية. ٭ ما هى الصعوبات التى واجهتك وأنت درست الطب البيطرى.. أى أنت بعيد عن الاعلام؟ نعم في البداية كنت أخشى الرفض نسبة لوجود عمالقة في هذا المجال، وكذلك عدم التخصص وهاجس اللغة، والمجتمع نفسه كان مجهولاً بالنسبة لي، ولكن بالعزيمة والإصرار والحماس ومساعدة العديد من الاشخاص في التلفزيون الذين احفظ لهم الجميل، تجاوزت كل العقبات. ٭ كيف دخلت حوش التلفزيون؟ كان ذلك من خلال بوابة «البيت السعيد» حيث تقدمت مع دفعة قوامها «1000» متقدم لسد حاجة البرنامج من مقدمين، واجتزنا المعينات وكنا «سبعة عشر» شخصاً، اذكر منهم التيجاني خضر وتقوى محجوب ونهى عطاء المنان وميرال واحمد عبد القيوم وصالح يوسف شرف الدين، وكانت رغبتي ان اكون مذيعاً، ومن ثم بعد ذلك عملت مذيعا للربط والفقرات مع سلوان دفع الله من خلال برنامج «سمر المدينة». ٭ إذن كان لا بد لك أن تطور نفسك باعتبارك من خارج مجال الإعلام؟ نعم اجتهدت في أن أطور نفسي بالتدريب والمتابعة للقنوات الفضائية، والاستفادة من تجارب الذين من حولي من رواد العمل التلفزيوني، وكان أن تلقيت تدريباً على النفقة الخاصة بمركز تدريب بالرياض، اضافة الى دورات الاعداد والتقديم التلفزيوني وكتابة التقارير من مركز أثير، ودورة الصحافي المصور في التلفزيون من ال «بي. بي. سي»، وكذلك تحصلت على رخصة مزاولة العمل الصحفي «القيد الصحفي» منذ العام الأول لعملي بالتلفزيون، ومازلت أسعى لتطوير إمكانياتي. ٭ من خلال عملك في التحرير هل ضاع حلم التقديم التلفزيوني؟ أنا بدأت العمل محرراً للنشرة في عام 2008م، وكنت اقوم بإعداد التقارير عن الثروة الحيوانية، وأعددت مجموعة من التقارير في هذا المجال، ووجدت نفسي في التحرير أكثر من التقديم، فالمحرر يصنع العمل بنفسه ويخرجه للناس. واذكر أن أول مأمورية اوكلت مهمتها لى كانت في شهر رمضان 2008م، ومن خلالها اعددنا ملفات عن الموسم الزراعي بالنيل الأزرق بصفتي مراسلاً، وهي أول تجربة لي للعمل في الولايات، وخلال فترة الانتخابات عملت مراسلاً بولاية الجزيرة، وقمت بتغطية كافة المناشط بالولاية. ٭ ما هو رأيك في تناول الإعلام للقضايا الاقتصادية؟ التناول الإعلامي للقضايا الاقتصادية ضعيف، ومساحات الطرح لهذه القضايا ايضا ضعيفة، وفي اعتقادي أن نشرة يومية مدتها ربع ساعة لا تكفي، ونحن نحتاج إلى زيادة في زمن طرح القضايا الاقتصادية واستجلاب الرعاية، ولا بد من التحرر من تناول الاقتصاد الحكومي فقط، وتناول اقتصاديات السوق والترويج لإمكانيات السودان في الانتاج الزراعي والحيواني، والانفتاح على كافة ولايات السودان. ٭ فى رأيك ما هى أهم ادوات المحرر التلفزيونى؟ المحرر الصحافي يجب أن يمتلك عدة اشياء حتى يصل الى تجويد عمله، واهم شيء هو الصورة قبل الكلمة، والصورة الدلالية مهمة جداً، والكتابة للتقرير تكون مكملة للصورة، واختيار السهل الممتنع عن التعقيد من الكلمات مطلوب. ٭ ما هي صفات المراسل التلفزيوني الناجح؟ قوة الاقتحام والجرأة والتميز في العمل من خلال الابداع والابتكار، واختيار الصورة الجيدة، وعدم الاعتماد على تلقي الاوامر، وان يكون مبادراً، فالاعلام عمل رسالي ولا يحتاج الى الجمود، كما يجب عليه ان يخرج عمله بشكل يجد الاحترام عند الناس، فالتجويد والاتقان والمصداقية ودقة المعلومات من المطلوبات المهمة في العمل الاعلامي، كما يجب أن يكون المراسل واسع الافق ومدركاً لما يريد، وملماً بأدوات الانتاج التلفزيوني واللغة، وامتلاك الخامة الصوتية الجيدة. ٭ ما الفرق بين المحرر والمراسل التلفزيوني؟ الفرق يكمن في أن المراسل يتحكم في العمل بمفرده، ويقدم المادة التي يراها مناسبة، ويعرف المشاهد بالمنطقة أكثر، ويربط الولاية بالمركز بصورة مقربة، ولا بد أن تكون لديه الحرية في تناول أكبر قدر من المعلومات والأحداث بالولاية. ومن خلال عملي بولاية الجزيرة عكسنا عدداً من الأخبار والتقارير والتغطيات، وطرحنا أيضا قضايا تهم المواطن. ٭ النقل المباشر يعد اختباراً حقيقياً للمراسل؟ العمل المباشر الحي يواجه فيه الشخص عدة مواقف صعبة، تتطلب حسن التصرف والصبر والحضور والجرأة بغية تجاوزها، واحياناً قد يحدث خطأ فني أو ألا يأتي الضيف. واذكر هنا ان اول عمل مباشر لي كان افتتاح سد مروي، وكانت مهمتي الربط، وأذكر أن الضيف في نقطة الربط الاخرى لم يأتِ وتم ادخالي، وهنا بدأت في الربط المباشر، وتصرفت باحضار ضيف آخر وكان من الوفد الرسمي لافتتاح السد، وهو د. عوض الجاز، ومن ثم تابعت إدخال الضيوف وانقذت الموقف. ٭ ماذا تضيف متابعة القنوات الفضائية للمراسل والمحرر التلفزيوني؟ أنا أتابع القنوات الإخبارية وبالذات «الجزيرة» و «العربية» وال «بي. بي. سي»، اضافة الى القنوات الانجليزية، وذلك من أجل الاستفادة من طريقة الكتابة للمراسلين، وتغطية الاحداث الساخنة، ومعرفة طرق كتابة التقارير على الصورة، وتعجبني تقارير فوزي بشري وتامر المسحال ووليد العمري بقناة «الجزيرة» وشهدي الكاشف. ٭ بإعتبارك من المتابعين للشأن الاقتصادى.. ما رأيك فى الصحافة الاقتصادية؟ أولاً التخصصية مهمة جداً فى تجويد اى عمل، ولكن ما أراه أن الصحافة الاقتصادية ضعيفة ولا توجد غير صحيفة واحدة متخصصة في هذا المجال بالبلاد، ولذلك نحتاج الى صحافيين متخصصين في هذا المجال، وان يكون عطاؤهم وجهدهم بمهنية ويفعل من خلال التدريب والتأهيل، لأن الإعلامي المهني يكون مدركاً للحقائق والأرقام، ويستطيع أن يتعامل معها. ٭ الإعلام العربي يفتقد للكثير من أدوات الجذب والمهنية.. ما تعليقك؟ الإعلام العربي حتى يتطور يجب أن يتناول القضايا بجرأة أكثر ومهنية وحيادية، ويجب على القنوات العربية أن تخرج من طور المشاهد العربي أو الشرق أوسطي، ولا بد من توسعة المفهوم الشامل، ونحتاج لحرية أكبر للإعلام، وتحديث لأجهزة النقل المباشر، والاهتمام بالتدريب والتأهيل حتى نلحق بركب الآخرين.