عندما أتناول مسألة الفكر التنظيمي لا اقصد المقارنة بالمنظومة الفكرية بمؤسساتها وأهداف برامجها ومبادئها التنظيمية، فهذه مسألة بعيدة كل البعد عما نحن عليه داخل مؤتمر البجا 1994م. فالمسألة لدينا مزيج لمركب افكار متناقضة في حد ذاتها تم تطويعها فجزء منها اشتراكي التوجه والجزء الآخر ليبرالي التوجه. واخيرا مصطلح الديمقراطية المركزية المأخوذة من الجبهة الشعبية الاريترية. فهذا هو البرنامج التأسيسي لمؤتمر البجا ثم الانتقال لمشروع التوجه الحضاري ثم العودة للمربع الاول. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تم التوفيق بين هذه الافكار المتناقضة؟ أرجو من منظرينا وفلافستنا وعلمائنا الذين صاغوا لنا البرنامج السياسي واعدوا لنا دستور مؤتمر البجا وجعلوا منه وسيلة ضبط وضغط للعملية التنظيمية، يأتون بمن شاءوا ويبعدون من شاءوا ، عليهم ان يجيبوا على هذا السؤال!! وهنالك العديد من الاسئلة التي ستفرض نفسها. فنحن لا نعرف تركيب الأفكار. ولكن نعرف تركيب العطور «ولماذا يستخدم الكجور» ونجيد الضرب على الطبول، حتى لا تفقد هذه المكتسبات الوظيفية التي تحققت بجهد وعرق ومستقبل الرجال ودماء الشهداء لتصبح الشلليات هي المرجعية التنظيمية. ومحاولة الوصول للمواقع الوظيفية قدر الامكان هي الغاية والاهداف المنشودة القصر الولاية المحليات والابتدار بسؤال أين يقع موقعي داخل هذه التشكيلات الجديدة صار لغة للتخاطب والتفاوض. ولقد وضحت جلياً الصورة الحقيقية لهؤلاء المتهافتين المتساقطين ووضحت كل الاخطاء والاخفاقات التي صاحبت مسيرة العمل التنظيمي وتمثلت في الآتي: * اختلال الفكرة التنظيمية وعدم الاقتناع بها. * ضعف وهشاشة البناء التنظيمي القائم على الشلليات والمحسوبية. * عدم اهلية القيادة لادارة العمل التنظيمي ومجابهة تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية. * نعزو ذلك للخلافات الواضحة للقيادة والتصريحات المتناقضة. هذا يمثلنا وذاك لا يمثلنا هذا يدل على اختلال الفكرة التنظيمية التي تجمعوا حولها. اذن لماذا هذه الخلافات والانقسامات؟! فما بني على باطل فهو باطل، عندما نأخذ معايير وشروط استحقاق العضوية لممارسة الحقوق السياسية على الأساس القبلي والشلليات هذه مجموعة فلان وهؤلاء جماعة علان. كيف يتسنى لنا ادارة عملية البناء التنظيمي وارساء المؤسسية بالطرق القانونية الصحيحة داخل التنظيم وبهذا الشكل؟. رغم هذه الاخطاء التاريخية التي أهدرت الحقوق وبددت كل آمال وتطلعات جماهير شعبنا الوفي، ففي محاولة يائسة وبكل سذاجة واستحقاق لازالت هذه الجموع تتمحور في المربع رقم (1) وذلك بتحريك الشلليات القبلية لعقد المؤتمرات القاعدية للاعداد والتجهيز لعقد المؤتمر العام بغية تصفيات الحسابات والخصوم ومحاولة اضفاء الشرعية على ........ وتمرير أجندة لا تعنى قضيتنا في شيء. بل خصماً من الرصيد السياسي والنضالي من مؤتمر البجا لحساب ما يسمى جبهة شرق السودان غير المعروفة الاهداف والمعالم اصلا. والتي بنيت على فراغ سياسي وتخبط اداري لا يحتوي على أي مضمون سياسي تنظيمي في ظل غياب الدستور والبرنامج السياسي. وأخيراً الدعوة لعقد مؤتمر تشاوري جامع لأهالي شرق السودان بعد كل هذا يا ترى ما هي الاجندة والأهداف الخفية من وراء عقد هذا المؤتمر؟!. كان من الأفضل والأجدى لنا جميعاً معالجة مشاكلنا المتأزمة بالحكمة اللازمة داخل الاطار التنظيمي «مؤتمر البجا» لمعرفة الاخطاء والأسباب التي اعاقت مسيرة العمل التنظيمي، من خلال اقامة السمنارات والندوات وورش عمل لتقييم أداء المرحلة السابقة ومحاولة تصحيح تراكم كل الاخطاء التنظيمية ووضع تصور كامل لبرامج المرحلة القادمة يؤمن تطلعات جماهيرنا بتهيئة الاجواء المناسبة لزيادة فعالية العمل الجماعي، واعادة ثقة الجماهير بعد حالة الاحباط والاستياء التي أصابتها من تجربتنا المريرة حتى يتسنى لنا ولكم تكملة البناء التنظيمي القاعدي بالأسس الصحيحة. ينبغي محاربة الفساد والقبلية والحفاظ على المال العام وارساء المؤسسية واحترام المبادئ والدستور، وهي مسؤولية القيادة التي تمتلك السلطة ولكن السلطة........