٭ كتب فيها الشاعر السوداني إدريس جماع أحلى القصائد واصفاً جمالها وطبيعتها الساحرة وأهلها الكرام، حتى خلت انني في قلب المدينة الوادعة اشاهد جمالياتها التي جاءت على لسان الشاعر الراحل الذي طوّع الكلم من أجل القضارف ولكن..!! ٭ القضارف اليوم تطلق صيحات الأنين والوجع، وترسل دمعها مدراراً لأنها أصيبت في «مقتل» فالمدينة اليوم تشكو انتشار الكلازار الذي ارتفعت نسبة الإصابة به إلى «5.550» حالة. ٭ كثرت عثرات أهلي في القضارف، فها هو الكلازار والدرن يأخذان ناصية المدينة الهادئة التي استقبلت في مارس المنصرم وفد البرنامج القومي لمكافحة الدرن، لينطلق من هناك «التذكير» باليوم العالمي لمكافحة الدرن، وهو يأخذ مساحته في الولاية التي ترسف الآن في قيد الكلازار. ٭ لا بد من استنفار صحي «اتحادي وولائي» لمجابهة المشكلة قبل أن تصبح وباءً كما جاء على لسان من فضل «حجب اسمه» وربما فضّل المصدر «الاحتجاب» لأنه يعلم تماماً أن الخطى بين الانتشار والوباء «تتقارب» كل يوم، وحينها ستعلن الولاية فقدان السيطرة على الكلازار. ٭ الحلول في بلدي دائماً تأتي متأخرة مهما عظمت المشكلة التي يراد حلها، فالآن مجمل الحالات خمسة آلاف حالة، وهي ليست بالرقم السهل في ظل انتشار امراض أخرى كالايدز. ٭ مازلنا في أول السلم لمجابهة الأمراض المنتشرة في الوطن، فالوقت يمر وتكثر الأمراض من شاكلة الملاريا والدوسنتاريا والتايفويد، كما تكثر مشكلات البيئة وترديها الملحوظ ويخرج «من تحت رأسها» الكثير من الباعوض والذباب الذي لم يجد من يكبح جماح انتشاره، فيزيد ويتوالد مع وجود إهمال بيئي لا تخطئه العين، وبقايا نفايات أمام المنازل حتى إعلان آخر.. ٭ يجب البحث عن الأسباب التي أدت لسقوط هذا العدد صرعى جراء مرض الكلازار، فالوصول للسبب «يبطل العجب»، ويعمل على تقليل الإصابات ونشر العافية، وردم المساحات الصحية السالبة التي تعاني منها الولاية التي تغزَّل في كبرى مدنها الشاعر الراحل المقيم جماع، ولكي تظل العافية هي المظلة التي يحتمي بها أهلي في الولاية دائماً وأبداً. ٭ للتوعية دور مهم في تحسين سلوك الفرد وتصحيح المساوئ البيئية التي تتم «بفعل فاعل»، لذلك لا بد من تكاتف كل جهات الاختصاص في الولاية لتكثيف حملة مكافحة الذبابة الرملية المسببة لمرض الكلازار، لأنه من الأمراض التي تنتقل وفق الحراك السكاني، لذا نجده في مناطق التداخل الجغرافي مع دول الجوار. ٭ وأخيراً لا بد من استصحاب النظافة العامة والنظافة الشخصية، وتناول الأدوية بصورة منتظمة حتى لا يهاجم بقية الجسم فيفقد الفرد حياته. ٭ همسة: سألني إن كنت عرفته.. فرددت أن قلبي يعرف الجميع.. كنت الأول فيه.. فصرَّحت لك بالخروج..