احتشدت قاعة السلطنة الزرقاء بسنجه بالأمس بجموع المواطنين الذين تدافعوا من مختلف محليات الولاية : ( الدالي والمزموم ، الدندر ، سنار شرق سنار ، السوكي وأبو حجار ) ليشهدوا الاحتفال الكبير الذي أعاد الفرحة والبسمة لمئات المعاقين بالولاية تجاوز عددهم 500 معاق تم تركيب الأطراف الاصطناعية لهم في احتفالية أكدت من خلالها وزارة الشئون الاجتماعية والدعوة بولاية سنار بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي اهتمامها بهذه الشريحة تعظيماً لدورها في المجتمع وحقها في الحياة الكريمة وتوفير فرص العمل والكسب الشريف للعديد من أفرادها لتعود الى دفة الحياة أكثر قوة وعزيمة تدفع بإرادتها مسيرة الإنتاج إلى الأمام . وأوضح وزير الشئون الاجتماعية والدعوة بسنار فضل المولى الهجا أن هذه الشريحة تضم فعاليات منتجه من أرباب الأسر وقيادات ومزارعين وطلاب مدارس ، وقال إن هذا اليوم يوماً للفرحة للمساكين والفقراء مشيراً الى أن إعادة تأهيل الأطراف كان يستغرق 45 يوماً في الخرطوم وخلال 3 أيام فقط بعد وصول الفريق الفني في عمليات تأهيل الأطراف الاصطناعية يتم الفراغ من التركيب اختصاراً للوقت والجهد ومخاطر الطريق مناشداً حكومة الولاية بقيام مركز لتأهيل الأطراف الاصطناعية بمدينة سنجه وأشار الى ان التكلفة الكلية للاطراف تقدر بنحو 265 ألف جنيه . والي سنار المهندس أحمد عباس حيا القائمين على أمر هذا الاحتفال وقال اللواء عبد الحي محجوب مدير الهيئة القومية للأطراف الاصطناعية : ( أنت اليوم بيننا مشير ، لقد زرعت الفرح في قلوب أهل سنار ) ، وأعلن الوالي تبرع حكومته بعدد 100 عجلة للمعاقين بها متجر صغير لكل عجلة ، وحمد الله قائلاً : رغم هذا العدد الكبير من المعاقين الا أننا لم نجد متسولين يسدون منافذ الطرقات بالولاية . فيما حيا مدير عام الهيئة القومية للأطراف الاصطناعية اللواء عبد الحي محمود حكومة ولاية سنار واهتمامها المتعاظم بشريحة المعاقين مشيراً إلى أن رعاية المعاق رسالة سامية تنطلق من قيم ديننا الحنيف داعياً إلى مضاعفة الجهود والمساهمة في تأهيل المعاق فنياً واجتماعياً ومهنياً وأشار إلى أن إدارته عقدت شراكات مع عدد من المنظمات الخيرية لجلب الأطراف الاصطناعية مجاناً حتى العام 2015م وتوزيعها للمعاقين معرباً عن شكره وتقديره لحكومة ولاية سنار وهي تهتم بانسانها وتمتن للروابط والعلاقات الاجتماعية بين الناس دون فوارق أو تمييز ولكن يبقى هنالك جهد يلى حكومة ولاية سنار ووزارة الشئون الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وذلك بعمل دراسات اجتماعية شاملة للتعرف على أحوال المعاقين وتأمين احتياجاتهم الضرورية أو على الأقل مساعدتهم في تمليكهم وسيلة إنتاج مطاحن ، متاجر ، مزارع ، أو ركشات وغير ذلك من المشروعات الصغيرة التي دأب على تنفيذها ديوان الزكاة لتخفيف وطأة الفقر كما أن تنظيم الورش كالحدادة والبرادة والنجارة يكسب المعاق حرفه جديدة تعينه في الكسب الشريف وتنمى فيه صفة الاعتماد على الذات . إن الإعاقة لم تكن في يوم من الأيام أداة معطلة للطاقات بل هي حافز لتفجير الطاقات الكامنة في النفس البشرية لتنطلق نحو الجديد المبتكر ويفيض الإبداع عطاءً في سوح العلم والمعرفة والعمل والإنتاج إذا أحسن الإعداد والتأهيل للمعاق وتغيرت النظرة الدونية له، ليمضى شامخاً في طريقه تحيطه وتشجعه نظرات المحبين والمتوثبين للغد القريب بيقين الإيمان وعزيمة المتوكلين .