٭ مراجعة النفس ومحاسبتها على ما ارتكبت من آثام وذنوب في كل لحظة، قيمةٌ إسلاميةٌ كبيرة، فالذي يراقب نفسه ويراقب أقواله وأفعاله يكون ضميره يقظاً ووازعه الديني كبيراً.. وقد جاء في الأثر: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم» فالذي يحاسب نفسه اليوم أفضل من الذي ينتظر أن يحاسبها غداً، والحساب في وقته أفضل من الحساب في وقت آخر، لأن الوقت الآخر قد لا يأتي على الإنسان إذا حلّ أجله، وإذا حلّ الأجل فلن يكون هناك حساب إلا يوم الحساب، ذلك لأن الحياة الدنيا عمل بلا حساب والحياة الآخرة حساب بلا عمل. ٭ فالمسؤول الذي ظلم بعض أفراد رعيته، عليه أن يراجع نفسه أو يدرك حجم الظلم الذي وقع على من ظلمهم، وعليه أن يرد إليهم مظلمتهم، ذلك لأن الظلم ظلمات يوم القيامة «وإذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك».. ورد المظالم إلى أصحابها من شروط التوبة النصوحة والتوبة واجبة، فينبغي على المخطئ أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى من الآثام التي اقترفها، فالإقلاع عن المعاصي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ديني وأخلاقي. فأمة الإسلام هي خير أمة أخرجت للناس، وهي أفضل الأمم على الإطلاق، وأي منتمٍ لها ينبغي أن يكون من أهل الخير والذكر والدعوة والصلاح والتقوى، فكلمة الحق واجبة القول لولاة الامور اولا ثم لعامة الناس، ولا تحتمل اللعب بين الحبال أو إمساك العصا من «النص» أو دفن الرؤوس في الرمال مثلما تفعل قبيلة النعام. ٭ وديننا الإسلامي الحنيف تقوم قواعده على الحق والعدل والخير.. فالحق هو مربط الفرس، والعدل أساس الحكم، والخير هو طريق الثواب الذي يقود صاحبه إلى جنة الفردوس. ٭ فالمطلوب من ولاة الأمور في هذا البلد الطيب أهله، أن يوسعوا مواعين برنامج «بين الراعي والرعية»، بحيث تشمل كل مستحقيها، وألا تقتصر على النخبة المنتقاة، وينبغي أن يمر البرنامج «بين الراعي والرعية» عبر كل بوابات أهل العطاء من الفقراء والمساكين «الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافاً».. ففكرة برنامج «بين الراعي والرعية» هي من المبادرات الخيرية والإنسانية النبيلة التي تميز بها أهل السودان عن سائر الأمم والشعوب الأخرى. وتقوم قواعد هذا البرنامج «بين الراعي والرعية» على تعزيز روح التكافل والتآزر والتراحم بين المسلمين، ويأتي هذا البرنامج استلهاماً لحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» أو كما قال.