الدكتور (ع) طبيب أسنان حاذق ومجيد في تخصصه ، فوق ذلك يتميز بروح مرحة و سخرية لاذعة وقدرة على صناعة البهجة أينما حل . شارك الدكتور (ع) في مؤتمر العدل والإصلاح القانوني الدكتور في استراحة بين الجلسات كان الدكتور (ع) يطوف بين زملائه يحييهم ويداعبهم فتنطلق منهم الضحكات والقفشات بعد جلسات المؤتمر الجادة الجافة . الدكتور (ح) وهو طبيب عيون ماهر ، كان أيضاً من حضور المؤتمر الذي يحضره لفيف من العلماء ذوي الألقاب الرنانة دكتور ، بروف ، وغيرها . الدكتور (ح) وبعد أن صافح زميله الدكتور (ع) أطلق فرحة ظن أنه يفاجئ بها الحضور ، قال الدكتور (ح) وبعد أن صافح زميله الدكتور (ع) يا دكتور ، هذا المؤتمر يحضره أهل القانون والتشريع من لقب مولانا فما فوق فما الذي جاء بك إلى قاعة هذا المؤتمر ؟؟؟ . الدكتور (ع) أجاب بسرعة وبديهة حاضرة ، يا أخي أنت ( العين بالعين ) فتحت لك القاعة هل تظن أن (32) سنة تعجز عن ذلك . قال جملته تلك وأطلق ضحكة جعلت كل من في القاعة يضحك لحد البكاء . الدكتور (ع) طبيب أسنان حاذق ومجيد وفوق ذلك يتعامل مع حقائق الحياة وتصاريف القدر بقدر من السخرية يفقدها مرارتها . كانت وزارة الصحة تصدر كشف تنقلات الأطباء سنوياً ويظل الجميع يترقبونه خوفاً من النقل لمناطق الشدة ، مما يعني الغربة والبعد عن الأهل وملذات الحياة في المدن ذات النعيم والبهجة . ورغم أن الدكتور (ع) من أسرة ميسورة ومرموقة إلا أنه لم يكن يلقي بالاً لكشف النقل ويتعامل مع الأمر باعتباره حدثاً عادياً . في اليوم الذي صدر فيه كشف التنقلات في وزارة الصحة ذهب الكثير من الأطباء لمعرفة المحطة التي تحملهم لها إرادة لجان النقل ، إلا أن الدكتور (ع) فقد ظل في موقعه يؤدي واجبه تجاه المرضى ولم ينشغل بأمر النقل . فوجئ الدكتور «ع» بأحد زملائه عائداً من وزارة الصحة ووجهه مكفهر تبدو عليه سيما الغضب والاستغراب وخاطب الدكتور «ع» بقوله : تصور يا دكتور ! نقلوك بابنوسة ! . الدكتور «ع» تجلت فيه دفقة السخرية وهو يواصل عمله ولم يلتفت نحو زميله مطلقاً ، فقط رفع صوته بالقول : ناس الوزارة ديل جنوا ولا شنوا ؟ قول ليهم نحن بابا كوستا بنرسل ليهو السواق . المفارقة أن بابا كوستا مخبز شهير في شارع الجمهورية يستجلب منه الموسرون خبزهم ويرسلون سائقهم الخاص لذلك الغرض بينما بابنوسة مدينة نائية تبعد عن الخرطوم ألف ميل .