انتشرت دور المسنين في كافة انحاء الدول الاسلامية وهي من الظواهر المثيرة للجدل ، شريحة اجتماعية واسعة ترى في ذلك الانتشار حالة مرضية وتعتبرها من اشكال العقوق بالوالدين .. لا تقبل النفس السوية ان ينتهي قطار العمر بالابوين احدهما او كلاهما بعد ان اجتهدا وسهرا الليالي وهما يرقبان الصغير حتى اذا شب تنكر لهما وقذف بهما الى دار المسنين ليكونا مجرد رقمين مجهولين . لفت نظر الصحافة خبر ورد باحدى الصحف يشير الى ان دور المسنين لم تعد قادرة على استيعاب اولئك الذين هم في امس الحاجة لايد تعينهم لتتبادر الى الذهن جملة من الاسئلة منها الرؤى الفقهية فهل القذف بالابوين احدهما او كلاهما الى دور المسنين نوع من العقوق ؟ ام ان الامر برز نتيجة لظروف الابناء وعملهم المتواصل ما لا يمكنهم من خدمة والديهم فآثروا تركهم لتلك الدور ؟ يرى حسن احمد كامل ان انتشار دور المسنين هو تطبيع لظواهر دخيلة على المجتمع والسبب هو تفكك البنية الاسرية ويأتي ذلك في اطار التنصل من الموروث الثقافي الذي ظل يتمسك به اهل السودان وذلك نهج ظلت تفتقره المجتمعات الغربية منذ دهور غير اننا للاسف بتنا نجري وراء التقليد والتخلص من الاصول بدعوى التطور. يرى احمد بان رمي الوالدين بدور المسنين نوع من الجحود والكفر بالنعمة وهو عقوق صريح ودليل على عدم مقابلة الجميل بمثله من جانبها تساءلت فاطمة خالد عن الذي يقذف بوالديه الى دور المسنين بحجة مشاغل الدنيا ؟ ووصفت انتشار دور المسنين بانها مصيبة وكارثة انسانية مضيفة ان الدنيا لن تشغلها عن والديها ورعايتهما مهما كانت الظروف ويقول محمد الامين ان هنالك زيادة في اعداد دور المسنين ما يدل على ارتفاع معدلات المقبلين عليها وقال محمد الامين ان السبب هو الظروف الاقتصادية التي عانى منها المجتمع السوداني في السنوات الاخيرة اضافة الى ظروف انتشار الفقر والنزوح وغيرها، كما ان التطور التقني دفع الشباب للجلوس الساعات الطوال الى الحاسوب بدلا من التواصل مع الاجداد لينشأ هؤلاء على ثقافة مختلفة ، وقال محمد انه يرفض تماما الزج بوالديه الى بيوت المسنين مهما كانت الاسباب . رجاء محمود ربة منزل قالت للصحافة ان والدتها هي السبب لبروزها وتفوقها بسبب دعواتها لها بالمستقبل الزاهر ولا يمكن ان أرد لها كل ذلك الجميل من خلال رميها الى دور المسنين وكذلك الامر بالنسبة لوالدها واستنكرت ان يقابل البعض فضل ابويه وان يحملهما الى دور الايواء واعتبرت ذلك التوجه كفراً صريحاً خاصة ان المولى سبحانه وتعالى اوصانا خيرا بالوالدين ولو كانا كافرين ، وقالت رجاء اذا لم يجد الوالدان المعاملة الحسنة من ابنائهما فكيف لنا ان نضمن انهما يجدا الرعاية من موظف او عامل لا يمت نحوهما بصلة قرابة.