لايزال القطاع الزراعي والرعوي يعاني من الكثير من المشاكل وعلي رأسها الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة وخاصة في المراعي والمسارات وتزايدت قضايا القطاع بعد ان حدد الجنوبيون مصيرهم عبر الاستفتاء وانحيازهم الي تكوين دولة جديدة بالجنوب الامر الذي بات يؤرق مضاجع الرعاة الذين تتمركز ثرواتهم بولاية اعالي النيل وولايات التماس بالرغم من المجهودات التي تبذلها الدولة لحل هذه القضايا لذلك دعت امانة الزراع والرعاة بالمؤتمر الوطني الي ضرورة رفع قدرات المزارعين وتمكين وتأهيل الادارة الاهلية وبتحسين بيئة الانتاج الزراعي وحماية المنظومة الرعوية، وناقش المؤتمر عددا من الاوراق وعلي رأسها ورقة تنمية المجتمعات الرعوية بالسودان التي قدمها البروفسير محمد عثمان السماني وورقة ادارة الموارد الطبيعية في السودان الشمالي التي قدمها محمد عبد القادر عمر عجيمي ، وفي الاثناء طالب وزير الداخلية، المهندس إبراهيم محمود حامد عضو المكتب القيادي ممثل نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب في الملتقى القومي الأول للزُّراع والرعاة لولايات التمازج الخمس . جنوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق .الذي تنظمه أمانة الزراع والرعاة بالمؤتمر الوطني المركز العام تحت شعار «أمن، تعايش، تنمية» وذلك يومي 17-18 من أبريل الجاري بحاضرة ولاية سنار مدينة سنجة بحضور السادة الوزراء والتشريعيين وعلي رأسهم الوالي أحمد عباس ووزيرة الثقافة والاعلام بالولاية بثينة خليفة جودة التي كانت في استقبال الوفد والتي ظالت ملازمة لهم طيلة ايام المؤتمر بجانب المهتمين بقطاعي الزراعة والرعي بولايات التمازج. وقال الوزير إن أهم قطاع بالدولة والحزب والاقتصاد وسياسة الدولة هو قطاع الزراع والرعاة، ونحن نؤكد اهتمام الدولة به خاصة وأن العالم يمر بأزمة اقتصادية وغذائية، ودعا المزارعين والرعاة الي ترتيب صفوفهم ليصبحوا منتجين مصدرين ليس منتجين لاجل الاستهلاك المحلي، وقال لا بد من وقفة لترتيب أوضاع الزراع والرعاة في ولايات التمازج مع دولة الجنوب لإننا نريد أن تكون العلاقة مع الجنوب أفضل علاقة وصلات طيبة بين الشمال والجنوب ، وقال نريدها أن تكون كما هي مع إفريقيا الوسطى وإثيوبيا، بل أفضل من ذلك، واضاف لكن ضروري أن نتحسب ونخطط لكل الظروف، داعياً المنتجين إلى التنظيم مؤكداً تبني الدولة والمؤتمر الوطني للتوصيات التي يخرج بها المؤتمر لمصلحة المنتجين والسودان، وقال ان وزارة الداخلية على استعداد تام لتوفير الأمن لهذا القطاع. من ناحيته، قال والي سنار رئيس المؤتمر الوطني بالولاية بالولاية أحمد عباس محمد سعد ، إن معظم الثروة الحيوانية تتمركز في ولاية أعالي النيل وكذلك الولايات الأخرى، واضاف اقول بالصوت العالي وخلال الفترة القليلة المتبقية من 9 يوليو نهاية الفترة الانتقالية اذا لم يتم ترحيل كل المواشي من الجنوب الي داخل الوطن الشمالي ستكون اهدارا للثروة القومية ، وقال يجب ترحيلها حتى لا يتأثر المواطنون ولا تتأثر دولة الشمال، وتابع نحن بصدد استغلال ما طرحته الدولة من تمويل أصغر لإدخال الحيوان في الدورة الزراعية، وكشف عباس عن عزمة حكومته تصدير40 طناً يومياً من اللحوم إلى أي مكان في العالم خلال العام 2012م. وقال امين امانة الزراع بالمؤتمر الوطني البروفسير فتحي محمد خليفة ، نحن الآن نقترب من لحظة تاريخية هامة ومفصلية يصبح فيها السودان بحدوده المعروفه دولتان وهو واقع ظل كل أهل السودان بل غالبهم يبذلون الغالي والنفيس وكل ما عندهم من جهد فكري ومادي بل قدموا أعز ما عندهم الشهداء ليظل الوطن واحداً وموحداً أرضاً وشعباً ولكن جاءت نتيجة الإستفتاء كما تعلمون « وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ». واضاف لكننا بكل تأكيد نأخذ في الحسبان إسقاطات انفصال الجنوب على السودان الشمالي في كل محاور العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، بل على كل حركة الحياة في السودان مما يقتضي اعادة ترتيب الأوضاع بأكملها في كل القطاعات ، ولعل قطاع الزراع والرعاة الذي يمثل غالب أهل السودان 70%، سوف يتاثر بهذا الأمر تأثراً واضحاً وعلي وجه الخصوص في ولايات التمازج الخمس، حيث يشكل الزراع والرعاة اكثر من 90% من اهل منطقة التمازج وهذا بالضرورة يعني ان ولايات التمازج هي التي تتأثر مباشرة بقيام دولة الجنوب لان حركة القبائل الرعوية تعيش حياة الترحال جنوباً وشمالاً في هذه الولايات . وتابع ان الترحال الذي كان عبر السنين يتم في إطار الدولة الواحدة ، لابد له من الان فصاعداً من إطار تنظيمي يتم من خلاله الاتفاق علي كيفية استمرار حركة الماشية من حيث الطرق التي تسلكها والمسافة المسموح بها جنوباً وحتي أعداد الذين تشرفون عليها وماقد يقتضي من حماية هذه الماشية وماقد يترتب علي ذلك من رسوم وضرائب وخلافه . منطقة التمازج في ظل الدولة الواحدة كانت تعرف جغرافياً بمنطقة السهول، وقال فتحي الآن وبعد الانفصال سوف تعرف وتسمي المنطقة الحدودية الجنوبية لدولة السودان الشمالي، منوها الي ان هذه المنطقة كانت الأكثر أو الأعلي كثافة سكانية حوالي «21 كم 2 » مقارنة ب «15 كم 2»لبقية السودان، وقال سوف ترتفع هذه الكثافة بعد الانفصال مما يعني مزيداً من الضغط علي الموارد الطبيعية المتاحة، واضاف تمثل هذه المنطقة اطول حدود بين الدولتين الجارتين بحدود تمتد 2000 كيلومتر ولكن لابد من ان تصبح الحدود مناطق امنة ومستقرة لابد لها من ان تصبح منطقة لتكامل وتبادل المنافع بين جانبي الحدود تتمتع بالخدمات الاجتماعية «صحة ،تعليم ،مياه ،امن ،طرق «وقال لابد لنا أن نأخذ العبرة من حدودنا الشرقية في ولاية القضارف والتي ظلت محصولاتنا في اكبر منطقة انتاجية في السودان نهباً لعصابات الشفته الاثيوبية لخلو المنطقة من السكن النشط الذي تتوافر فيه مصالح الناس . وتابع اننا نلحظ الآن بدايات لتشكيل خارطة ديمغرافية جديدة للسكان من حيث العدد الكلي للسكان والتركيبه السكانية لهذا العدد من خلال مكوناته الاثنية والثقافية واللغوية والدينية ، وعلي ارض الواقع نري اختفاء جزئيا او كليا لبعض البؤر السكانية وظهور اخري في مواقع لم تكن مأهولة . وقال هذا الواقع الجديد يقتضي بضرورة اعادة ترتيب الاوضاع باكملها لتتواكب مع مستجدات الامور في مرحلة الجمهورية الثانية. وطالب وزير الثروة الحيوانية بولاية النيل الازرق الامام عمر منهل بتخصيص اراضي للرعاة العائدين من الجنوب للمرعي والمسارات، وقال « ادونا حظ امرأة في هذه الاراضي» . وتابع يجب انشاء مخططات سكنية للعائدين وتوفير الخدملات لهم لكن الرعاة ابدوا استياءهم من تماطل الحكومة في حسم قضية المسارات بينهم وبين المزارعين وهددوا بخيارات اخري في حال تمادي الحكومة في ذلك ، وقال عضو امانة الرعاة العمدة العجبة محمد بلهجة تهديدية حادة صب فيها جام غضبه علي المزارعين وقال قبل فترة سابقة قمنا بفتح المسارات ولكن تفاجأنا باغلاقها من قبل المزارعين وان الحكومة لم تقم بوضع حل لهذه القضية واضاف « لو الحكومة ما عايزه تحل قضية المسارات سلميا تتركنا نحن والمزارعون «. اما عضو امانة الزراع والرعاة ونائب رئيس اتحاد الرعاة بولاية سنار النعيم محمد أحمد شن هجوما عنيفا علي امانة الزراع والرعاة وحزبه واتهمهما بالتقصير في القيام بواجبهما تجاه المزارعين والرعاة وقال ان الحزب يهتم بالطلاب والشباب والمرأة ويهمل الزراع والرعاة. وقال نحن قادمون من الجنوب وهنالك حوالي 13 مراحا من الثروة الحيوانية نهبت من قبل الجنوبيين وطالب بتوفير المياه والخدمات للرعاة والمزارعين العائدين من الولاياتالجنوبية وقال ان 1400 فدان من الاراضي 700 للزراعة و700 اخري للرعي تكفينا شر البلاوي. قام المؤتمرون بجولة ميدانية بعد تشريفهم دعوة كريمة من كبير المزارعين بالولاية كمال جار النبي الذي تمني له وزير الزراعة بالولاية رضوان محمد أحمد ان يكون له اسم وماركة تجارية من المواد المنتجة والمصدرة في دول الخليج والعالم وكان كمال في معية الوفد طيلة الثلاث ساعات وشرح لهم طريقة تعامله مع القطاع الزراعي ونهجه الزراعة وتلاحظ للوفد لدي جولة في المساحات المزروعة التي تتبع ل جار النبي حتي الان لم يتم حاصدها، وعزا احد الحاضرين ذلك الي عدم توفر الايدي العاملة وتعسر الحصادة عبر الحاصدات لانها زراعة بالري المطري واوصي المؤتمرون بضرورة رفع قدرات المزارعين وتمكين وتأهيل الادارة الاهلية وتحسين بيئة الانتاج الزراعي وحماية المنظومة الرعوية والاسرع باجازة قانون اصحاب الانتاج الزراعي والحيوني ورفع الكفاءات وزيادة الانتاج وتحديث وسائل الانتاج النباتي والحيواني وخلق بيئة جاذبة للخريجين والمتعلمين من ابناء مناطق التمازج ومد خط انابيب المياه من النيل الي مناطق الرعي والزراعة غربا وفتح افاق التصدير والترويج والتصنيع كما طالب بتكوين آلية للتنسيق والمتابعة لتنفيذ مقررات ملتقي ولايات التمازج.