لم يكن خافيا على احد حجم المعاناة التى عاناها مواطن شمال كردفان عبر حقبة طويلة من الازمان، بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب، ناهيك عن الزراعة والحيوان، اضافة لمعاناة فى الصحة والتعليم وسبل كسب العيش، وانسان الولاية هميم وخدوم يحب العمل، ولكن ليس له سبيل بسبب ضعف مقدرات من يتولون قيادة المؤسسات والاتحادات والهيئات فى توفير فرص عمل عبر مشاريع جادة وطموحة تلبى اشواقهم المتواضعة التى تتمثل فى لقمة عيش تسد رمقهم ورمق صغارهم.. فقط طالبوا بالتنمية ولم يحملوا السلاح وهم الاقدر وأية تنمية !!! فقط توفير المياه وشق الطرق ويا له من طلب وحق بيئس. ووسط اجواء الغلاء الطاحن وشظف المعيشة دشن معتصم زاكى الدين والى شمال كردفان امس مبادرة الامن الاقتصادى بالتعاون مع الغرفة التجارية والاتحاد التعاونى بالابيض، وهي عبارة عن مشروع تخفيف المعاناة عن كاهل المواطن بفتح نوافذ للبيع باسعار زهيدة تصل الى النصف فى بعض السلع. وذلك عبر ثلاثة مواقع بكل من سوق ودعكيفة وام دفسو بحى كريمة وموقف البستان بالسوق الكبير. واشاد زاكى الدين بمبادرة الامن الاقتصادى، مؤكدا ان الامن الحديث فى عهد الانقاذ اصبح يحمل هموم وقضايا المواطنين، ويسعى ويقدم الحلول من اجل توفير السلع لهم باسعار مريحة، ولم يكتف بدور الرقابة ومطاردة المخالفين. ياسر عبد السلام رئس الغرفة التجارية قال: ان المشروع جاء نتيجة تنسيق تام بيننا والامن الاقتصادى، واننا نرى ان الزيادات التى طرأت على السلع وهمية واستغلها بعض ضعاف النفوس الذين ليس لهم تاريخ او دراية بالتجارة، فقط يسعون للكسب السريع ولو على حساب المواطن المسكين، مستعرضا التاريخ الناصع لتجار الابيض ومساهمتهم فى العمل الخيرى بالمدينة. وقال ان التجار لن يتضرروا بفتح هذه المراكز، بل انها ستساعد فى انزال أسعار السلع. العقيد أمن مالك الزاكى كشف ان مبادرة الامن الاقتصادى جاءت استشعارا بالغلاء وجشع ضعاف النفوس من التجار واستغلالهم لظروف المواطن. واضاف ان المبادرة جاءت التحاما مع سياسات وموجهات الدولة الرامية لمكافحة الفساد وتخفيف اعباء المعيشة، واشاد الزاكى بالغرفة التجارية والاتحاد التعاونى والشرفاء من التجار الذين يخافون الله فى البيع والشراء. وقال ان المراكز الآن تباع فيها «31» سلعة تشمل الضروريات مثل السكر والزيت والدقيق والعدس والصابون، كاشفا ان نسبة المغالاة تصل الى 70% الى 80% وفى بعض السلع 100%، مبينا ان التكلفة المبدئية للمشروع تقدر بخمسه مليارات جنيه برعاية الغرفة التجارية. وابان امين الزاكى ان المرحلة القادمة ستشمل الدواجن والخضروات واللحوم الحمراء واحتياجات شهر رمضان المعظم. وشدد الزاكى على وضع خطة محكمة واجراءات وضوابط صارمة حتى لا تتسرب السلع الى السوق مرة اخرى، منبهاً المواطنين للحفاظ على مكتسبهم هذا من ايدى العابثين الذين يتاجرون بقوت الشعب والمواطنين ويبحثون عن صناعة الازمات. ومن جهة اخرى عبر عدد كبير من المواطنين المتراصين صفوفا بمواقع البيع، عن سعادتهم بالمشروع مناشدين ومطالبين الجهات الرسمية بحمايته من تجار السوق الاسود، حيث عبر المواطن عباس محمد احمد عباس عن سعادتهم، وكشف ان الاسعار مريحة لهم وان الفرق كبير مقارنة بالسوق. وقال نحن ابناء الولاية عانينا كثيرا، ولكن نحمد الله ان الفرج قد اتى، ولكن نطالب بالاستمراية والا تكون لوقت محدد وتنتهى. واضاف قائلاً ليس هناك سبب يجعل السلع ترتفع الا جشع بعض التجار الذين يستغلون ظرف المواطن المسكين. وقال اذا استمرت مثل هذه المراكز سوف ينعدم طفيليو السوق من السماسرة ومدعى التجارة الذين يرفعون الاسعار حسب امزجتهم. وعلى صعيد آخر علمت «الصحافة» أن التجربة ستعمم على كل انحاء المحلية والولاية عبر الغرفة التجارية والاتحاد التعاونى، كما ان الباب سيظل مفتوحا ومشجعا لمبادرات التجار والشركات والغرف التجارية والاتحادات، لما يساهم فى تخفيف الاعباء عن المواطنين. كما اشاد عدد من التجار بالشجاعة التي أبدتها شركة طارق الشلال التى ابتدرت هذا العمل الجليل. فهل تفتح مبادرة الامن الاقتصادى والغرفة التجارية الباب امام مؤسسات وهيئات واتحادات اخرى لايجاد حلول لرفع المعاناة عن كاهل المواطن الذي انهكه المرض وضعف مواعين العمل والانتاج؟