يا أم القبائل:- يا حليل شيخ موسى الفيك كان علمين والحوش الما إنقفل للعمدة ود الزين بيت سوار الذهب وحضرة الإثنين والناظر صبر الشوفتو تملأ العين الأبيات الشعرية أعلاه من قصيدة أو مسدار أم القبائل التي صاغها الشاعر ابن شاعر كردفان ناصر قاسم عثمان بريمة يصف فيها كردفان والتي كناها (بأم القبائل). (أم القبائل) وصف دقيق لكردفان وقبائلها وشخصياتها. والأسماء المذكورة في المقطع أعلاه هي لأعلام كردفانية. العالم شيخ موسى عبد المجيد وسوار الدهب صاحب الضريح المشهور والناظر صبر. والعمدة الزين عبيد احمد الذي سنتناول قصته. لأكثر من 70 عاماً وحتى اللحظة ظل باب حوش العمدة الزين عمدة البديرية عبيد بحي القبة بالأبيض مفتوحاً على مصراعيه حسب وصيته لاستقبال أي شخص قادم للأبيض أو عابر لها أو ساكن بها. العمدة الزين عبيد احمد المولود بالأبيض في العام 1902م تولى العمودية عام 1946م وكانت له صلاحيات المحكمة القضائية بمدينة الأبيض وانتخب نائباً بالجمعية التشريعية قبل الاستقلال في نوفمبر 1948م عن حزب الأمة وهو الذي تقدم باقتراح اقامة مشروع توصيل المياه من كوستي إلى الأبيض عن طريق مواسير كبيرة وكانت تكلفة المشروع آنذاك 50 ألف جنيه . ولو تمت اجازة هذا المشروع وقتها لما كانت الأبيض تعاني اليوم من مشكلة العطش والعمدة الزين كان رئيس لجنة التخطيط التي اشرفت على تخطيط مدينة الأبيض عام 1942م ورغم ذلك لم يخصص لنفسه متراً واحداً وكان نائب رئيس بلدية الأبيض فهو أول مجلس تم انشاؤه في السودان قبل الخرطوم كما اشتهر بمواقفه المشهودة الى جانب المواطنين ضد المستعمر الانجليزي ووقف ضد كثير من القرارات التي تصدر منهم وحقق مكاسب كبيرة للمواطنين. هذه لمحات من تاريخ ناصع لصاحب البوابة. أما منزل العمدة الزين ومنذ تركيب باب المنزل قبل 70 عاماً لم يتم اغلاقه وظل الباب مفتوحا على مصراعيه لاستقبال وايواء كل شخص قادم للأبيض عابر سبيل أو متوجها لمنطقة أخرى أو لقضاء عمل أو حضر للدراسة وليس له مكان يلجأ إليه أو يمكث فيه حتى انقضاء حاجته فإنه يلجأ لمنزل العمدة الزين ويجد بابه مفتوحاً والديوان مجهز بالأسرة وفي حالة امتلائها يجد (البروش) وعند الصباح يجد أمامه الاباريق والسجادات للصلاة والماء للاستحمام والشاي جاهز ومعبأ في (الحافظات) وبعدها وجبة الفطور. وداخل ديوان العمدة توجد عربة (قديمة) يعود تاريخها للأربعينيات احضرها العمدة لتعينه على عمل العمودية ولكنه وضعها تحت تصرف أي مواطن بالأبيض يستقلها لأداء عمل أو نجدة أو اسعاف مريض أو امرأة في طريقها للوضوع وقد عين لها سائقا خاصا ليقضي بها حوائج الناس بعد أن يزود خزانها بالوقود يومياً لتكون جاهزة لمقابلة أي طارئ في أي وقت. وحوش العمدة الزين رغم أن بوابته ظلت مفتوحة طوال هذه السنين لم يتجرأ أي لص على الاقتراب من المنزل. وقد رزق الله العمدة بذرية صالحة حافظت على ارث ووصية والدها فظل الباب مفتوحاً والحوش يستقبل الغريب والقريب دون كلل أو ملل وأكبر ابنائه سليمان من اميز موظفي الخدمة المدنية والمصرفي عمر البشائر وأبو بكر وعثمان وعلي يعمل بالتجارة إلى جانب أسرته الممتدة التي حفظت ارث الوالد وقد خلد الشاعر الوسيلة عبد الرحمن قصة الباب في قصيدته التي حملت عنوان (جواب لأشهر باب) التي قال في أحد مقاطعها مخاطبا الباب:- يا باب الكرم وصلك جوابي (دحين) وقت التصنيع تلاته ولا كنتو بس اثنين واقفين انتباه التالته فاتت وين قول للبعدنا الوقفة بادية متين اسطورة الكرم يا باب عيال الزين