اقترح الرئيس الاريتري اسياس افورقي خلق مجموعة اقتصادية تضم السودان بشقية الشمالي والجنوبي وبقية دول القرن الافريقي، ونصح حكومة الجنوب باقرار فترة انتقالية تمتد عشرة اعوام لبناء الدولة الجديدة، والابتعاد عن الاعتماد على المجتمع الدولي في بنائها ولو لفترة محدودة حتى لا يؤثر في تقرير مصير واستقلال الدولة الوليدة. وسلم وفد رفيع من الجنوب افورقي دعوة رسمية للمشاركة في احتفالات الاستقلال في يوليو المقبل . وقال القيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق ل»الصحافة»: «نقلنا دعوة رسمية من رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت للرئيس الاريتري اسياس افورقي للمشاركة في احتفالات الجنوب بميلاد دولته في 9 يوليو بجانب التهنئة بالعيد العشرين لاستقلال اريتريا». واضاف لوكا، انهم نقلوا للقيادة الاريترية اهمية مشاركتهم في الاحتفال باعتباره احتفالا لكل الشعوب التي ساهمت في تلبية الرغبة السياسية للجنوبيين، وذكر انهم نوروا افورقي اول امس بالقضايا العالقة في اتفاقية السلام، وترتيبات ما بعد الاستفتاء، ورغبة الجنوب في ان يسهم افورقي بعلاقاته القوية بالشريكين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» في حلها. واشار لوكا الى ان اللقاء مع الرئيس الاريتري تطرق لقضية اعتراف أسمرا بالدولة الجديدة، وقال ان افورقي اكد ان أمر الاعتراف بالدولة الجديدة مفروغ منه ، واوضح انهم اول من اعترف بها منذ النضال المسلح ، ووصف استقلال الجنوب بانه انجاز كبير وأسمرا جزء منه. وذكر لوكا، ان افورقي دفع بجملة من التوصيات لدولة الجنوب الوليدة ، قاطعا بان الجنوب يحتاج لفترة انتقالية تمتد لعشرة اعوام تكون قائمة على برنامج واضح ومتكامل لانشاء وبناء الدولة وايجاد مساحة لها ،واعتبر الفترة الانتقالية التي حددت بدستور الجنوب المعدل بخمس سنوات تحتاج لمجهود كبير بالتركيز على الاستقرار السياسي، وتقديم الخدمات والبنى التحتية . وقال افورقي، ان خبرتهم اكدت انه حتى بعد عشرين عاما بعد الاستقلال اخذوا فترة طويلة لبناء البنى التحتية للدولة. واضح لوكا، ان افورقي اكد ان الجنوب لا يحتاج لمساعدات خارجية، وشدد على ضرورة ان يعتمد على نفسه ،وذكر انه لا توجد مقارنة بين الجنوب واريتريا من ناحية الموارد، واعتبر ذلك مهما لاثبات استقلالية الجنوب، رافضا تماما مبدأ الاعتماد على المجتمع الدولي ولو لفترة محددة ،واضاف لوكا ان افورقي قال «عليكم الاعتماد على انفسكم وتطوير مواردكم وان حدثت أخطاء بالبداية لان الاعتماد الخارجي ينزع روح الاستقلالية». واشار الى ان افورقي توقع ان يقدم المجتمع الدولي اغراءات للجنوب ستكون على حساب حق تقرير المصير واستقلال الجنوب، وقال ان الرئيس الاريتري حدد ثلاث اولويات لا بد للدولة الجديدة ان تركز عليها، اولها الامن، ثم الامن الغذائي، واخيرا تقديم الخدمات. وطرح امكانية تكوين مجموعة اقتصادية في القرن الافريقي تضم دول القرن الافريقي بما فيها السودان الشمالي والجنوبي لخلق تكامل اقتصادي لتلك الدول والاستفادة من التداخل بين الدول، واشار الى ان ذلك يمكن ان يساعد في حل بعض القضايا السياسية الموجودة بالقرن، ويضمن علاقات بين شقي السودان في اطار اوسع. وقال لوكا، ان افورقي اكد ان الدولة الجديدة ستكون قوة اقتصادية كبيرة في الاقليم والقارة الافريقية، وفيما يتعلق بالقضايا العالقة، قال ان الرئيس الاريتري قال انه بمستواه الشخصي وعلاقاته القوية مع سلفاكير والرئيس عمر البشير سيساهم في اطار المعقول لايجاد حلول للقضايا العالقة وتطوير العلاقة بين الدولتين .