(1) على ضوء (المعاناة تولد الإبداع)، قرر (التوم) أن يكون مبدعا، ترك الطابق الأول وسكن في الرابع، أوقف المصعد وأكتفى بالسلالم، نزع الفريون واستبدله بمكيفات الماء، غير جهازه من توشيبا إلى hp، كتب بالخط العريض: إن الفقر فظيع. (2) أعلنت جمعية (التوم) الخيرية بأنها ساعدت هذه الأسرة الفقيرة، بحيث جند (التوم) نفسه وأصبح خفيرا لعمارتهم، وآخر سائقا لل BMW، وأخرى قررت أن تمسح جميع طوابق المنزل، عدا كلب الجمعية الذي لا يحب الوفاء هاجر إلى أمريكا. (3) الجميع يستشهد بمجنون ليلى، و(التوم) لا يعرف بعد من هي ليلى ؟!، استفزته المعرفة، طلق (التومة) طلقة واحدة وقرر أن يبحث عن ليلاه، حصر كل (ليلى) حائمة في منطقته ولم يجد ليلى واحدة تدعوه للجنون. (4) كل أغنية استمع لها (التوم) وجد فيه كلمة (القمر) «أنتِ زي القمر..يا قمر»، قرر أن يشاهده، أشاروا له جهة ريف أم درمان الجنوبي، ركض..تفاجأ باللهيب والظلام والظمأ، خيره الصابرون بين القمر والكهرباء، لم يحتمل امتطى الكارو وعاد إلى سحر التيار الذي لا ينقطع. (5) أدمن (التوم) القنوات الاخبارية حتى أصبح شعاره «الحرية لنا ولغيرنا»، أغلق الشاشة وتأمل أسماك الزينة في حوضها الزجاجي تبعثر ألوانها في متر من المكان، رفع فأسا رفيعا وشرع في كسر الزجاج حتى بلله الماء وسدت الأسماك خياشيمها. (6) كلما اكتشفت الأغنام مساحة خضراء لاحقها الأسمنت بلسانه، اقتربت من ضفة النيل فلاحقتها آليات التراب لتغسل التراب، صاح (التوم) مطالبا: وين حدائق غنمايتي مفلسة، هاجت الأغنام وماجت وحكمت عليه بأن لا ينام. (7) عندما قرأ (التوم) في مكانٍ ما: (قبل أن تكون ملاكا حاول أن تكون إنسانا) هرول جهة المكتبة ودفن عقله في صفحات «الإنسان ذلك الكائن المجهول»، واكتفى بأن كتب على الهامش: «نعم أعترف بأني مازلت حيوانا، لكن للأسف حيوان ناطق». (8) «دائما يوجد في الأرض متسع لشهيد آخر»، من هذا المنطلق ظل (التوم) يبحث عن قضية يستشهد من أجلها، أعياه البحث ولم يجدها، عاد بصفاء ذهني وقرأ سيرة سيد الشهداء حتى صنعت دموعه أنهارا لا تحتاج جسورا للعبور. (9) عندما انهار السقف فوق رأس زوجة (التوم) عرف بأنه الخريف، ولما ضربت الشمس دماغ زميلته قال هذا هو الصيف، وحينما عض خاله أصبعه ندما على شراء سيوتر رحب بالشتاء وأدان الربيع الذي زج نفسه بالخطأ في المناهج المدرسية. (10) الموبايل الذي عرضه عليّ (التوم) لشرائه وصفه بأنه جهاز سُخن (يعني مسروق)، احترتُ كيف عرف بأني لست بسُخن، وكأنه غاص في داخلي قال: ما ينقصك هو أن يكتب في قلبك الحار هنا يباع الثلج البارد.