٭ تتسم التطورات بدارفور بوتيرة متسارعة على الصعيد الميداني والسياسي خاصة بعد الزيارة المفاجئة للرئيس التشادي ادريس دبي للسودان وعودة العلاقات الثنائية بين بلاده والسودان، ولا شك ان ذلك انعكس وينعكس ايجابياً على مجمل الاوضاع الانسانية والامنية بدارفور نسبة لأن هدوء الاوضاع باقليم دارفور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة العلاقات وحالتها في تشاد، ويرجع ذلك للارتباط الجغرافي والقبلي بين تشاد ودارفور. أخذت الاوضاع بعد زيارة الرئيس التشادي تسارعاً ملحوظاً كما ذكرنا فقد انخرط الرئيس دبي بعد زيارته في رعايته لمباحثات بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة أهم الحركات المتمردة في دارفور وأكثرها تأثيراً من الناحية السياسية والعسكرية ،أسفرت المباحثات عن ما سمى باتفاق اطاري أهم بنوده وقف اطلاق النار حتى نهاية المفاوضات الجارية في الدوحة وعودة النازحين الى مناطقهم وإلغاء حكم الاعدام الصادر بحق حوالي مائة شخص من منسوبي حركة العدل والمساواة بعد مشاركتهم في هجوم على الخرطوم في العام ثمانية وألفين. دون شك أن الاتفاق بين حركة العدل والمساواة والحكومة يكتسب أهمية على صعيد انعكاسه على مجمل الاوضاع الامنية والانسانية في الاقليم الذي تعصف به حرب أهلية منذ أكثر من خمس سنوات، وصفت بأنها خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم. بيد أن الاتفاق الاطاري المذكور لا يعني بأية حال من الاحوال نهاية الازمة في دارفور إذ لا زال هنالك الكثير من الحركات وعلى رأسها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور لم تصل لتفاهمات مع الحكومة السودانية. ومهما قل وزن تلك الحركات فإن لها تأثيراً على الأوضاع في دارفور خاصة وأن الاحداث اثبتت أن الاتفاقات الثنائية لم تفضِ الى سلام دائم وشامل على الأرض، حيث أمامنا نموذج اتفاق أبوجا الذي وقعته الحكومة السودانية مع حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي في أبوجا النيجرية ولم يسفر عن استقرار الاوضاع الامنية والانسانية في اقليم دارفور. هذا يقودنا الى أن الاتفاق الاطاري مع العدل والمساواة رغم أهميته إلا أنه ينبغي أن يكمل مع باقي الحركات الموجودة في الدوحة وتلك التي لم تصل الى الدوحة بعد لأن منطق السلام بالتجزئة لا يجدي في حالة أزمة دارفور نسبة لتشعب الاوضاع وتعقيدها خاصة فيما يتعلق بتعدد الحركات التي وصل رقمها الى ما يزيد عن المائة حركة في دارفور، الأمر الذي يحتم شمولية الحل وادخال كل الحركات بغض النظر عن أوزانها في إطار الحل السلمي الشامل لقضية دارفور. أدهم معتصم البشرى ناشط حقوقي