«شركاؤنا كالعادة جيدون اول ما جئنا لمدني لتدشين الحملة قطعوا الكهرباء في كل المنطقة ونشكرهم بالترحيب الحار وهو يشبههم كثير» هكذا ابتدر مرشح الحركة لمنصب الرئاسة ياسر عرمان حديثه أمام جمهور كبير للحركة الشعبية بود مدني قارب الخمسة آلاف شخص تعليقاً على العطل الذي لحق بالميكروفانات والاضاءة واعاق سير برنامج التدشين لما يقارب العشر دقائق بدأ خلالها الجمهور المشادة في لهب المكان بالهتافات الحماسية التي تمجد الحركة وتؤكد اكتساحها للانتخابات واخرى تسخر من المؤتمر الوطني على شاكلة «الشجرة السوسة حلفنا ندوسها» وأخرى تنادي بالحرية والعدالة والتغيير، وحاول ياسر عرمان اختصار كلمته معتذراً للحضور إلا انهم اصروا عليه للاسترسال في الحديث الذي انصتوا إليه بكل جوارح دون ضوضاء واكدوا قائلين (معاك للصباح) للتعبير عن استعدادهم للمكثوت والاستماع إليه دون ملل. ودلف عرمان في مخاطبة مباشرة لمشروع الجزيرة الذي أكد انه قد وجد فرصة نادرة في الانتخابات قاطعاً بانحياز مرشح الحركة لمنصب والي الجزيرة محمد يوسف لقضايا الجزيرة لا سيما وانهم من ابنائها ودلل على ذلك بقوله «ولد الميت ما بيوصوه على البكاء» واكد انه بمجرد وصوله للقصر الجمهوري كرئيس للبلاد ستكون أولوياته الغاء قانون الجزيرة للعام 2005م. وشدد عرمان على محاسبة كل من ساهم في التدمير المتعمد والتخريب لولاية الجزيرة ومشروعها واضاف «أولاً يجب ان يحاسبوا في الانتخابات ويلقوا خارج السلطة ومن ثم تفتح الدفاتر» وأكد ان قضية ملاك الاراضي لن تحل عبر المؤتمر الوطني وقال المؤتمر الوطني سبق ان رفض لقاء ملاك الاراضي بالجزيرة وحل قضاياهم وعندما دنت الانتخابات بدأ في عمليات الاستهبال وزاد «فضل ليهم شهر المؤتمر الوطني وعاوزين يكسبوا شيك طائر» وشدد «أي شيك طائر في المؤتمر الوطني لا يتم صرفه في أي بنك» وأكد عرمان بأن المحاسبة ستتم على داير المليم ودعا مواطني الجزيرة لاسقاط المؤتمر الوطني وقال«الانقاذ كلفت اهالي الجزيرة عشرين عاما من الدمار والخراب والتفقير ولديهم فرصة ما بين 3 دقائق إلى دقيقة واحدة بإسقاطهم وابعادهم عن السلطة، وأكد ان الجزيرة وود مدني هي عاصمة وسط السودان والقلب النابض مشدداً على ضرورة اعادتها لسيرتها الاولى واضاف «آن الاوان لتسترد مدني عافيتها وتدمر الشجرة المسوسة» وتعهد عرمان باستيعاب أهل الكنابي في القرى أو انشاء قرى جديدة لصالحهم واعتبر وجود الكنابي بالجزيرة التي تستوعب كافة الفصائل دون تفريق أمرا مشينا، وطالب مواطني الجزيرة بترك التفكير الضيق والاتجاه للتفكير الاوسع خارج اطار القبيلة والتأطير لها. ووجه عرمان انتقادات لاذعة للمؤتمر الوطني ومرشحه لوالي الجزيرة الزبير بشير طه، وقال ان المؤتمر الوطني عليه أن لا يطلب اصوات مواطني الجزيرة وعليه ان يعتذر لهم عن الدمار والخراب والتهميش والافقار الذي تسبب فيه وأوضح «أي زول بعقلوا لن يعطي الوطني صوته في الانتخابات المقبلة» وسخر عرمان من مرشح الوطني الزبير بشير طه واكد انه حتى داخل حزبه لن يفوز واضاف «هل اصبحت الجزيرة حقل تجارب وأي شخص يزهج منه الوطني يدفع به للجزير ة». وانتقل عرمان في خطابه للاسلام مؤكداً اعتزازه واحترامه للاسلام وقال الشيوخ نشروا الاسلام ونحن سنتابعهم فقد جربنا الاسلام الصوفي واسلام المؤتمر الوطني فليس هناك افضل من الاسلام الصوفي الذي يدعو للتصالح والتصافي والسلام». وأكد عرمان بأن السودان عبر سياساته الضيقة والتي لعب فيها الوطني دورا كبيرا في اعلان للجهاد والتهميش والافقار ودفع الناس للحرب يتجه نحو التشتيت. وشدد «السودان يحتاج لانقاذ من الانقاذ ورهن حل قضية دارفور بتغيير المؤتمر الوطني عبر الانتخابات وقال عرمان ان المؤتمر الوطني ليس له حل لدارفور يستخدمها للعلاقات العامة وحديثه عن توقيع اتفاق سلام بحلول منتصف مارس كان للدعاية الانتخابية فقط وأكد على ضرورة ان تشخص قضية دارفور تشخيصا سليما واوضح (أن قضية دارفور مثل قضية الجنوب وتحل في الخرطوم)، وختم حديثه قائلاً «الكرة في ملعبكم وحارس المرمى تعبان وإنتو براحه حتجيو القون». وذهب مرشح الحركة لوالي الجزيرة محمد يوسف المصطفى في خطابه أمام الحشد بود مدني للتأكيد على عزمه تخليص الولاية من الاستهداف والتهميش وما أسماه بالاستهبال واعادة الالق إليها ولعاصمتها لتكون عاصمة للعواصم واوضح «لا نقول ذلك لكسب انتخابي رخيص ولكن لما يرتبط ذلك بمبادئنا الاساسية في تخليص المواطنين من الجوع والفقر». وأكد المصطفى ان انهيار مشروع الجزيرة ضاعف من معدلات الفقر» وشدد «لذا المسؤولية التاريخية انقاذ المشروع» وأكد محاسبة كافة المتسببين في انهيار المشروع دون استثناء، واضاف «ستكون محاسبة شاملة وصارمة وحازمة لن نعفي منها أحدا ولن نسمح بالانفلات من العقاب». وذكر يوسف انه سيعمل على ابعاد قانون النظام العام وقال نحن ضد الوصاية على اخلاق الآخرين ولا نعتقد ان هناك شخصا يملك سلطة التحكيم على الآخرين وذكر انه سيطالب رئيس الجمهورية الذي أكد انه سيكون ياسر عرمان المقبل ويضغط عليه لسن قانون خاص بتذكية المجتمع مما اسماهم بالفاسدين والمختلسين والمستهبلين وأوضح «اضافة من خالفوا المادة 72/أ من الدستور التي تمنع كل من في دائرة السلطة بإدارة اعمال خاصة تدر عليهم دخلاً مدللاً بامتلاك وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي لمشاريع خاصة واعترافه بها علناً ودفعت الحركة الشعبية بولاية الجزيرة بكتيب يحوى البرنامج الانتخابي والذي أكد على انفاذ خطة اصلاح جذري وشامل لمشروع الجزيرة لتأمين تغيير حقيقي وملموس في حياة كافة المواطنين لا سيما الفئات المرتبطة بالمشروع والبالغ عددهم (131000) اضافة لأسرهم والعمال الزراعيين والبالغين حوالي (150000) شخص واشار المشروع للمحاسبات التي ستتم لمن اسهموا بتدمير المشروع بالتعامل والارقام وعلى رأسها ممتلكات الهندسة الزراعية والتي تشمل (87) جزر مجنذرة دي سفت وحوالي (40) حاصدة و(264) جرار بقوة (80) حصان و(309) جرار بقوة (190) حصان و(40) صاجة وتعهد البرنامج بحل مشاكل الري بأقسام الحرقة ونور الدين وود الفضل وذلك بعلاج توقف طلمبات الري على أسس علمية تبني على الرؤية الفنية لمهندسي الري واحتوي على معالجات جذرية لمشاكل مشاريع الرهد الزراعي والمشاريع المروية الاخرى والزراعة المطرية إلى جانب الرعي والثروة الحيوانية. واعلنت الحركة في برنامجها بالجزيرة اعادة هيكلة موازنة الولاية بما يخدم الصرف على الخدمات التي تهم المواطن وتأهيل بنياتها التحتية والتزم بالتطبيق الصارم لنصوص الدستور فيما يتعلق بإلزامية ومجانية تعليم الاساس. وتطرق البرنامج لايجاد معالجات لكافة المحاور وعلى رأسها الصحة وصحة البيئة. عموماً المراقب لحماس الجماهير التي تدافعت منذ وقت باكر امام ميدان كبير مجاور لتلفزيون الجزيرة حاملين اعلام الحركة وصورا لمرشحي الحركة في رئاسة الجمهورية والولاية إلى جانب المرشحين في الدوائر الجغرافية تؤكد وجود شعبية كبيرة للحركة واختراق لها وسط أهالي الولاية وتشير المؤشرات في حال الاتفاق على تحالف عريض بين قوى جوبا والاتحادي الاصل وفق ما اعلن مسبقاً فإنهم سيلحقون بالمؤتمر الوطني هزيمة خاصة وان مرشحه للوالي علق ملصقات في مدينة مدني عرف خلالها بالبروفسور التي ملها السودانيون الذين يبحثون عن الاستقرار والامان.