من الفترات العملية التي استفدت منها كثيراً في حياتي المهنية عملي بجانب الفنان التشكيلي المبدع والاعلامي المتميز الاستاذ عبدالوهاب الدرديري الذي اختارني للعمل إلى جانبه في هيئة اذاعة وتلفزيون الخرطوم عندما كان يترأس هذه الهيئة قبل حوالي عشر سنوات وقد تقلدت منصب مدير العلاقات العامة والاعلام وكنت أصغر مدير ادارة بالتلفزيون وكان الاستاذ الدرديري يراهن على اختياري ضد بعض الذين قالوا انني سأفشل في المهمة لصغر سني وبحمد الله وتوفيقه نجحنا في ايصال تلفزيون الخرطوم لمكانة مرموقة وكان التلفزيون الولائي في ذلك الوقت منافساً خطيراً للتلفزيون القومي وكثير من الكوادر في الفضائيات السودانية وبعض الاذاعات قدمها تلفزيون الخرطوم، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سعد الدين حسن ورانيا هارون والاستاذ النيل المريود مدير راديو الرابعة والمخرج المتميز بقناة الشروق هشام الريح والمصورين المبدعين كشك ووائل بقناة الشروق، هذه المقدمة قلتها للاعلامي عوض حسن الذي جمعني به لقاء عابر في حديث عن التطور الملحوظ الذي شهدته العلاقات السودانية اللبنانية، وبعد جهود الاخوة في وزارة الخارجية ومجلس الصداقة الشعبية والسيد سفير لبنان بالخرطوم الدبلوماسي المتميز أحمد شماط الذي يقدم صورة متميزة عن الدبلوماسية هي دبلوماسية المجتمع وليس دبلوماسية المكاتب فان هناك جهدا ملموسا لجمعية الصداقة السودانية اللبنانية التي يترأسها الاستاذ عبد الوهاب الدرديري ولأنني أعرف الدرديري عن قرب كشعلة من النشاط فقد استطاع الرجل أن يجعل من هذه الجمعية محور ارتكاز لتطوير العلاقات الشعبية السودانية اللبنانية، وقد تطورت الاستثمارات اللبنانية بالخرطوم وأصبحت المدينة مقصداً للمستثمرين ورجال الأعمال. وفي الفترة الأخيرة زار عدد من رجال الاعمال اللبنانيين الخرطوم والتقوا بعدد من المسؤولين على رأسهم مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع. ويعقد في الشهر القادم مؤتمر استثماري مهم في لبنان ينظمه اتحاد أصحاب العمل السوداني بالتعاون مع جمعية الصداقة السودانية اللبنانية. وتمضي العلاقات بين لبنان والسودان على جناح التطور، ونرجو أن يشمل التطور مجالات أخرى مثل الاعلام والثقافة خاصة وان مدينة الخرطوم تشهد حركة ثقافية نشطة هذه الأيام، ولبنان في ذاكرتنا ترتبط بكل ما هو ثقافي وجميل والمقولة الأثيرة القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ تؤكد علو كعب لبنان الثقافي، بيروت هي المزيج الرائع ما بين الاصالة والمعاصرة هي صوت فيروز الذي تتجسد فيه الزعامة وهو الذي وحد بين طائفتين. واللبنانيون يشتهرون بحبهم للعمل وما دخلوا بلادا إلا عملوا بجد واجتهاد واخلاص على تطويرها ولهذا نحن نسعد بوجودهم بيننا في وطنهم الثاني.. ونتمنى استمرار التعاون الاخوي معهم في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية ومازالت أذكر مقولة أستاذتنا اللبنانية التي درستنا في المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم وطلبت منا في إحدى المحاضرات تقديم صورة عن السودان لأنها لأول مرة تزوره وعندما قدمت صورة متفائلة عن الوطن اتهمني بعض الدارسين من السودانيين بأنني (أبالغ) ولكن الاستاذة اللبنانية انحازت لوجهة نظري وقالت انها ترى تشابها كبيرا ما بين السودان ولبنان وكلا الدولتين عاشا الحرب وهما الآن يعيشان السلام.. أستاذي عبد الوهاب الدرديري أفهم أن هذه الأعمال التطوعية خصماً على أعمالك المتعددة ولكني أعرف حسك الوطني العالي ولهذا أدعوك للمواصلة في جهودك لتعزيز العلاقات الشعبية ما بين السودان ولبنان لأن الدبلوماسية الشعبية هي أنجع أنواع الدبلوماسية. [email protected]