التعليم العالي : إيقاف توثيق الشهادات الإلكترونية المطبوعة بصيغة "PDF"    نصر الأمة يوقف سلسلة انتصارات الفريع الأهلي    القوز والأمير دنقلا يقصّان شريط الأسبوع الرابع بمجموعة ابوحمد    ياسر محجوب الحسيني يكتب: البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع    تدشين الزي الجديد لنادي الكمال الكاملين    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    مجلس السيادة يدين هجوم كادقلي    كامل إدريس يُحيِّي جموع الشعب السوداني على الاصطفاف الوطني خلف القُوّات المُسلّحة    الخرطوم .. تواصل نقل رفاة معركة الكرامة للأسبوع الثاني على التوالي    المريخ السوداني يصدر قرارًا تّجاه اثنين من لاعبيه    بسبب ليونيل ميسي.. أعمال شغب وغضب من المشجعين في الهند    فريق عسكري سعودي إماراتي يصل عدن    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    إحباط عمليه إدخال مخدرات الى مدينة الدبة    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    مقتل قائد بالجيش السوداني    شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان "الدعامة" إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله    شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان "الدعامة" إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة    بعد مباراة ماراثونية.. السعودية تقصي فلسطين وتحجز مقعدها في نصف نهائي كأس العرب    لجنة التحصيل غير القانوني تعقد أول اجتماعاتها    رئيس الوزراء يشهد تدشين الربط الشبكي بين الجمارك والمواصفات والمقاييس    أطعمة ومشروبات غير متوقعة تسبب تسوس الأسنان    جود بيلينغهام : علاقتي ممتازة بتشابي ألونسو وريال مدريد لا يستسلم    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    شاهد بالفيديو.. بطولة كأس العرب تشهد أغرب لقطة في تاريخ كرة القدم    الدونات واللقيمات ترفع خطر السكري بنسبة 400%    الإعلامية سماح الصادق زوجة المذيع الراحل محمد حسكا: (حسبي الله ونعم الوكيل في كل زول بتاجر بي موت زوجي.. دا حبيبي حتة من قلبي وروحي انا الفقدته وفقدت حسه وصوته وحبه)    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    شاهد بالفيديو.. العروس "ريماز ميرغني" تنصف الفنانة هدى عربي بعد الهجوم الذي تعرضت له من صديقتها المقربة الفنانة أفراح عصام    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    رئيس مَوالِيد مُدَرّجَات الهِلال    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيير .. حوار اليافطات حول المضامين ..!
نشر في الصحافة يوم 21 - 05 - 2011

هل آن أوان التغيير، الجميع يجيبون: نعم، ولكن أي تغيير، وفي أي اتجاه، هنا ينقسم الناس الى فرق، فريق السلطة وفريق المعارضة وفريق عوان بين ذلك، الأول يقول ان من حقه ان يجري التغيير بالكيفية التي يراها ويدفع بأنه مفوض من الشعب وانه سيحدد مسار التغيير وفقا لهذا التفويض، الثاني يرى ان اللحظة الراهنة حرجة وتتطلب استجابة حقيقية لتحدي انفصال الجنوب والأزمات الخانقة الممسكة بزمارة البلد وبالتالي يجب الا يستند احد على نتائج انتخابات مزوّرة، والثالث يأخذ بطرف من هذا وهذا ويضيف شيئا من عنده.
اتاحت الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في الأول من أمس لكل طرف ان يبرز حججه الداعمة لمواقفه والمعضّدة لوجه نظره من عملية التغيير المسلّم بها، مما جعل المتحدثين يبتعدون من عنوان الندوة (رؤى لتوحيد آراء الأحزاب السياسية في القضايا المصيرية للوطن) ويقتربون من التخندق في مواقعهم (سلطة ومعارضة وبين بين).
أول المتحدثين، القيادي بالحزب الشيوعي المهندس صديق يوسف، حدد القضايا المصيرية في اربع، أولاها العلاقة مع الجنوب وثانيتها المناطق الملتهبة في الشمال دارفور وابيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق وثالثتها الأوضاع المعيشة ورابعتها التحول الديمقراطي والدستور القادم، وقال اننا في العلاقة مع الجنوب بعد الانفصال مواجهين بقضايا لم تحل فالحدود 2000 كلم منها 1000 كلم مناطق شد وجذب وبعضها ملتهب، والقضايا الاقتصادية (البترول، مياه النيل، الديون) لم تزل معلقة، والطلاب في المراحل التعليمية لابد من الاتفاق حولهم بما يتيح لهم اكمال تعليمهم حتى آخر طفل في مرحلة الاساس، والجنسية يجب الاتفاق عليها لضمان الاستقرار (والجنوب أولى بالحريات الاربع من مصر)
وعن دارفور، يتحدث يوسف عن ان القضية ليست مرتبطة بالحركات المسلحة ولابد من عقد مؤتمر يجمع منظمات المجتمع المدني والقبائل والقوى السياسية في دارفور يضع حل ديمقراطي ومقبول لأهل دارفور، ويقول انه لا يمكن اجراء وطرح استفتاء وفي نفس الوقت تجاز 5 ولايات، ف (الاستفتاء عملية ديمقراطية يحتاج لحرية الحركة وحرية التعبير والتبشير بالخيارات ولا توجد حريات ومازال قانون الطواري ساريا منذ اعلانه في 89). اما المناطق الثلاث، ج كردفان والنيل الازرق وابيي، فلابد من حل توافقي وأي انفلات يحدث صراع لا يمكن ايقافه لا بواسطة الحركة ولا الوطني.
وعن الضائقة المعيشية، يقول يقول يوسف اننا مواجهين بعد 9/ 7 بنقصان حصتنا من البترول واذا زيدت الضرائب ستزداد الضائقة المعيشية وعلى الحكومة الجلوس مع القوى السياسية لمناقشة كيفية الخروج من المأزق الاقتصادي، اما التحول الديمقراطي فإنه بدون دستور متوافق عليه ومقبول من الجميع لن نصل الى حل، (واذا اصر الوطني على اجازة دستور من خلال برلمانه لن يحل المشكلة) ويقول ان أي اتفاقات ثنائية جربناها ولم تتوصل لحل ولابد من جلوس الجميع على طاولة واحدة للوصول الى حلول ويدعو يوسف الى تغيير وجهة الحوار من محاولة توحيد الاحزاب إلى توحيد الشعب السوداني مشددا على ضرورة اجراء حوار بين القوى الوطنية بعيدا عن السلطة..
المتحدث الثاني القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الدكتور علي السيد بدأ من حيث انتهى سابقه وقال باهمية توسيع دائرة الحوار، واستيعاب شخصيات عامة واحزاب أخرى، مناديا بالاتفاق في الحد الادنى على أمهات القضايا كما حدث في مقررات اسمرا للقضايا المصيرية، وقال ان هذا ما كان يجب الاتفاق عليه قبل الاستقلال وهو ما لم يحدث، وقال (اذا لم يقر الجميع بوجود ازمة لن نصل لاتفاق حول امهات القضايا، هناك ازمة بعد انفصال الجنوب وعلى الجميع الاتفاق على كيفية الخروج منها)..
ويناقش السيد الفرضية المطروحة بالحاح في الساحة منذ انفصال الجنوب ويقول (غير صحيح اننا اصبحنا امة عربية اسلامية فنحن لدينا ديانات وملل لا تحصى، ولابد من الاتفاق على اننا متعددين والذي ذهب بذهاب الجنوب جزء قليل من القبائل والديانات) ويقول نريد ان نخرج باتفاق ان هذا هو السودان ونتفق على كيفية الحكم وكيفية ادارة الدولة، ويقول ان من امهات القضايا التوافق على النظام الديمقراطي لنخرج من الدائرة الشريرة للانقلابات ويقول (الآن الناس ما عندهم مانع يأتي انقلاب يخلصهم من الانقاذ)، ويدعو السيد الى حوار جاد يقوده المؤتمر الوطني دون شيء يسمى اهل القبلة وانما حوار جاد مع كل القوى السياسية لا يستبعد منه الشعبي ولا الشيوعي حول القضايا المطروحة مشترطا ان لا يكون كحوار كنانة وانما لديه آلية لتنفيذ نتائجه، ويقول (الآن بعد الانفصال هناك فرصة طيبة للتوافق على امهات المسائل)، ويقول انه لابد من توحيد الجبهة الداخلية وفق اتفاق حد ادنى حول القضايا الاساسية منبها الى ان المجتمع الدولي جاهز للتدخل وعلينا الجلوس للاتفاق، ويقول لابد من برنامج مرحلي وطني حقيقي تتفق عليه كل القوى السياسية يخرجنا من الازمة الحالية ويقول (المؤتمر الوطني يكون عمل فائدة اذا نفذه لنا) معلنا يأسه من قيام الحكومة القومية أو العريضة وقال انها لن تحدث.
ويتحدث السيد عن الدستور، ويصف تقسيم الولايات الحالي بالفوضى ويقول (لابد من تقوية الدولة المركزية وايضا الاتفاق على النظام الفيدرالي)، وعن النظام الرئاسي يقول انه يؤدي الى شمولية ولو كانت مدنية والنظام البرلماني افضل حتى لو تعثر، مشددا على ان الرئاسي غير مفيد والبرلماني سيستقر، وقال بضرورة الاتفاق حول موضوع الشريعة الاسلامية، داعيا الى اعمال الشريعة بالتدرج (علينا الاتفاق على الشريعة التي تأتي بالحريات والتكافل وحقوق الانسان، وعلينا الاتفاق على أيسر المذاهب في تطبيقها).
ثالث المتحدثين الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر قال بوجود أزمة مستعصية ملخصها انعدام حكم راشد، واولى مظاهرها ازمة الثقة بين مكونات الساحة السياسية، (فكل الاتفاقات جرت في الخارج ومن دول وانظمة كنا سبب وجودها)، ويقول ان الثقة انعدمت بين السودانيين واصبح المجتمع الدولي يتدخل في قضايانا، مشيرا الى ان القوى السياسية ليس لديها ثقة في الحزب الحاكم، (لا نحاور المؤتمر الوطني ولا نثق فيه وقناعتنا انه باجهزته الحالية يزور حتى انتخابات المعاشيين والاندية)، واشار الى ان الدستور والقوانين الوطنية لا تمثل مرجعية نحتكم لها في اختلافاتنا، مشددا على انه لو لم يسقط المؤتمر الوطني لن يكون هناك حوار ولا حريات ولا استقرار فكل المؤسات الحالية حزبية بما فيها القضاء، وقال ان المعادلة الحقيقية في حكومة انتقالية تتيح للقوى السياسية فرص متساوية، (نحتاج الى معادلة جديدة في اطار سلطة جديدة حتى لا نكون امام خيار القذافي) وقال (لا نستطيع انتظار الانتخابات لاحداث التغيير المطلوب)، وقال ان ما رأينا من انفصال للجنوب وفساد وتزوير للانتخابات حيثيات كافية لتغيير الحكومة، وقال ان تحالف المعرضة اقر منهج التغيير ولكن هناك احزاب داخله لديها تحفظات مشروعة لكن: ما البديل؟ حوار وطني حول اجندة وطنية ولكن هذا المؤتمر الوطني لا استعداد له لذلك وقال ان من ينادون بهذا عليهم الموافقة على حكومة التزوير الحالية، مشددا على ان المخرج في حكومة انتقالية يديرها «تكنوقراط» تشرف على حوار في القضايا كلها على أسس سليمة، ويقول ان الحوار الذي يجري الآن بين المؤتمر الوطني وقوى سياسية هو حوار طرشان وان اتفقت الامانة السياسية للوطني على 95% فلن ينفذ منه 5% لسيطرة الاجهزة الامنية.
ويشير عمر الى ان دستور 98 لم تكن ازمته في النصوص وانما في الوفاء لنصوصه وتم حله بالدبابة من قبل الرئيس وقال (بعد شوية الرئيس لن يجد حتى حوش بانقا ليحكمها فالبلد تتناقص وتتمزق)، محذرا من ان استمرار الرئيس في الحكم ل 21 عاما سيجعل لدينا بعد قليل رئيس الرؤساء وزعيم الرؤساء لندخل الى الحالة الليبية. وقال ان الحوارات مع الوطني كلها خاسرة وقال (لا حوار الا ان يوافق الوطني على الحكومة الانتقالية).
المتحدث الرابع القيادي بحزب الامة القومي الدكتور ابراهيم الامين قال بوجود أزمة مركبة، وقال ان الازمة مرتبطة بالمجتمع مشيرا الى ان الحكومة الحالية افراز طبيعي لازمة في المجتمع (الحكومات ضيوف يأتوا ويذهبوا)، وقال بوجود فجوة بين النخبة والجماهير، (كل الصراعات تحدث في دائرة ضيقة في المدن، وكل الحكومات الوطنية لم تهتم بالمواطن السوداني)، مشيرا الى ان محور الحراك السياسي في العالم هو المواطن ، وما يدور الآن حول الدستور والقضايا هذه لا يمس المواطن.
وفي تشخيصه يقول الامين: هناك حالة سيولة وعدم قدرة على التماسك ولا احد يستطيع ان يتنبأ بما سيحدث غداً. وهذا ناتج غياب الرؤية المشتركة حول القضايا الكبرى، الاقصاء والاقصاء المضاد. الاختلاف حول قضايا مصيرية، الاستقواء بالأجنبي الذي هو اكبر بكثير من المكون المحلي، تعثر قضايا التنمية بين المركز والهامش، ملخصا الأمر في ان كل الحراك السياسي أقرب الى الاعاقة، ويقول ان القضايا الاساسية التي يجب ان يتركز عليها الحوار وان يتم الاتفاق حولها تماما هي: الهوية، المواطنة، علاقة الدين بالدولة، التعليم، داعيا الجميع الى الاعتراف بالأخطاء حتى لا تنتقل الى الاجيال القادمة (وان يتجه تفكيرنا نحو المستقبل حتى لا ندور في حلقة مفرغة).
خامس المتحدثين، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الدكتور الحاج آدم قال انه باعمال بمنهج الحوار يمكن ان نصل الى نتائج ايجابية، مشددا على انه الطريقة المثلى لحلحلة المشاكل ف (افكارنا السياسية لا يجب ان نرغم بها الآخرين وانما نحاورهم بها، فمن المهم قبول الآخر)، وقال ان السمة العامة لدى السودانيين افتقاد مبدأ التدرج الانتقالي شيئا فشيئا لتحقيق الاهداف، وقال ان الناس يريدون الانتخابات الأولى صحيحة مائة في المائة، داعيا الى مقايستها بما اذا كانت هي افضل ام عدمها افضل، وقال (قناعتي انها افضل من عدمها واذا كان مستواها 5% غدا ستكون 10%) وقال ان للشعب ان يختار من يحكمه لآجال محددة، (ارادة الشعوب لا تتغير ولا تتبدل بترهيب او ترغيب، واذا اراد الشعب السوداني يستطيع فرض ارادته مهما كان النظام الذي يقهره، واي كلام عن ان المؤتمر الوطني يقهر الناس أو انه زوّر الانتخابات الاخيرة لا اصدقه فيقيني ان الشعب السوداني قادر على تحقيق اهدافه وامضاء ارادته، والانتخابات الماضية مهما قلنا عنها تبقى الحقيقة ان الشعب راض عنها، ولكن هل هي مكتملة مائة في المائة، لا احد يقول انها كذلك، لكن الانتخابات القادمة ستكون افضل منها، واذا توافقنا على منهج الرجوع الى الشعب في كل امر نكون وصلنا الى السبيل الوحيد لحل المشاكل).
ويطرح آدم على نفسه السؤال (هل سينفرد المؤتمر الوطني بارائه بناء على التفويض الذي حازه في الانتخابات) ويجيب: (الحقيقة ان هناك اراء ممتازة جدا يطرحها آخرون نستند اليها ونأخذ بها وان بادرنا الحزب الآخر العداء الا اننا وقّافون عند الحق، بابنا مفتوح ونقول ان الآراء الاخرى لدى الاحزاب سنأخذ كل رأي حسن شاء الحزب الذي طرحه أو لم يشأ، وفي نفس الوقت نطلب من القوى السياسية الاعتراف بالواقع لأنه ان لم تعترف لا بديل الا ان نتصارع، ومن يتصارع هو الشعب ونحن مع رأي الشعب واذا قال غدا انه لا يريدنا ويريد استبدالنا بآخرين سنخضع لرأيه، ولكن حتى الآن رأي الشعب مع المؤتمر الوطني ولا يوجد لدينا أي مؤشر يقول ان الشعب سيثور ليستبدله، ونحن لا نريد معارك وصراع مع قوى سياسية فالمسيرة ماضية بناء على تفويض الشعب للسياسات التي طرحها المؤتمر الوطني ولكن هذه السياسات اذا رفدتوها لنا بآراء يمكن الاستفادة منها الا اذا قال احد الاحزاب لا تستفيدوا مما اطرحه الا ان احكم تصبح في هذه الحالة المسألة ذاتية جدا وليس فيها مصلحة، واذا سلمنا بمنهج التداول السلمي للسلطة على الاحزاب ان تعد نفسها للانتخابات القادمة في الأجل المحدد وان تقدم كتابها للشعب وتقول فيه كل عيوب الحزب الذي حكم وانا مع تحري الحرية النزاهة والدقة والمساواة ولكن اذا حدث انحراف من هذه المثاليات لا يعني ذلك فساد في العملية الانتخابية وانما يجب ان يصحح الانحراف، وانا متأكد ان الانتخابات القادمة ستكون افضل والتي تليها ستكون افضل بكثير، فلماذا تستعجلون القادم افضل ولكنكم قوم تستعجلون الا ان يكون هناك اناس كبار في السن ويريدون ان يروا التغيير يحدث في اثناء حياتهم).
وعن الدستور القادم يتحدث آدم عن ضرورة مشاركة كل القوى السياسية فيه ويقول (يجب ان لا تبخل بارائها حوله واذا لم تساهم فيه سيحكم البلد بعد التاسع من يوليو، واذا ارادت ان تحكم عبر الانتخابات القادمة ستحكم بموجبه الا ان تعدله لاحقا)، مشيرا الى حوارات جادة جدا يجريها حزبه مع القوى السياسية المؤثرة وصلت مراحل متقدمة جدا ويقول (حتى ساعة متأخرة من ليل امس الندوة صباح الخميس كنا مع حزب كبير ووصلنا معه لاتفاق في ثمانية صفحات من تسع صفحات، ولم نختلف الا في صفحة واحدة سنتفق عليها ان شاء الله لنكون قد اتفقنا، الاتفاق شمل دارفور والدستور وشكل الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية، واتفقنا باكثر من 95% مع القوى السياسية الكبيرة في البلد وانتم تعلمونها دونما تسمية، واذا كان هناك من ينتسب لهذا الحزب أو ذاك ولديه رأي في الحوار عليه ان يقول رأيه داخل مؤسسته الحزبية، ونحن اتفقنا مع هذه الاحزاب كمؤسسات)، ويقول ان هذه النسبة العالية في الاتفاق لا تجعل المتفقين جسما واحدا، (ونحن في المؤتمر الوطني متى ما اتفقنا الافضل عندنا ان يشاركنا الناس في تنفيذ ما اتفقنا عليه ونتحمل المسؤولية معا، واذا كان هناك من يقول خذوا ارائي في هذه الحالة سنشكره جدا وسنتحمل المسؤولية كاملة وسنلتزم بتنفيذ ما اتفقنا عليه ولو لم يكن معنا في الحكم).
ويعلن ادم استعداده للتحاور مع كل القوى السياسية ويقول انه سيصلها جميعا وسيطرق كل الابواب الا ان يمنع من الدخول (لانني لا ادخل دون استئذان)، ويقول انهم لا يريدون أخذ آراء الناس ليتبختروا بها (وانما حتى نوافي يوم 8 يوليو وقد اتفقنا الى حد ما لنتحمل مسؤوليتنا في تأسيس دولة جديدة)، وجزم آدم ان المؤتمر الوطني لا ينطلق من نقطة ضعف نحو الحوار وليس عليه ضغوط تجبره على التفاوض مع القوى السياسية (وانما تدفعه قناعاته ومبادئه للحوار من اجل تحقيق الوفاق الوطني).
المتحدث السادس الامين العام لحزب البعث الأصل محمد عثمان ابو راس سجل في فاتحة حديثه اعتراضه على وضعه من ضمن المعقبين مع ان الدعوة وصلته كمتحدث رئيس وكذلك احتج على الزمن المتاح لمناقشة قضايا على درجة من التعقيد داعيا المركز الى الاقتداء بنهج ندوة العميد بجامعة الاحفاد عبر كتابة اوراق تناقش المسائل المطروحة في جلسات كافية لينتقل بعدها الى طرح السؤال: هل يستطيع المؤتمر الوطني ان يتعامل مع الآخرين ليس باعتباره معادل موضوعي لكل الوطن، مقترحا عليه ان يعيد الحق لنصابه ويصبح جزء من القوى السياسية، وقال ان الوطني يحتكر كل شئ ولا يمكن ان يتيح فرصة لآخرين للمنافسة واشار الى اعتقال 64 معتقل قبل ايام (فكيف يمكن ان يتم حوار وسيف الاعتقال مسلط على الرقاب)، وقال ان الحوار حول القضايا المطروحة مرتبط بشيئين: الأول، استعداد الوطني ليكون حزباً من ضمن الاحزب، الثاني، قدرة الاحزاب المعارضة على النهوض من كبوتها وعملها الفوقي الموسمي وعدم التزامها بما تتفق عليه ووضع اهداف أعلى من قدرتها على ارض الواقع وعدم قدرتها على استقطاب الجماهير للفعل السياسي والعمل، ويرد ابو راس على ما اثاره الحاج عن استعجال البعض التغيير نحو التحول الديمقراطي ويقول (لماذا استعجلوا هم في 30/يونيو 1989م ولم يصبروا على الديمقراطية التي كانوا جزءا منها).
سابع المتحدثين الدكتور حسين سليمان ابو صالح قال ان الندوة اوضحت ان مشاكل السودان لن تحل في وقت قريب منبها الى ان هذه المجموعة من الاحزاب المشاركة في اللقاء لا تمثل الشعب السوداني (بل هم واهمون) واشار الى تعصب واضح على اليافطات وليس على المضامين، وقال بضرورة جلوس جميع الناس حول مائدة مستديرة لمناقشة القضايا المصيرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.