كشف المؤتمر الوطني عن توصلهم لاتفاقات مع الحزبين الكبيرين في القضايا المطروحة للحوار بنسبة فاقت ال 95%. وقال الامين السياسي للحزب الحاج آدم، ان الحوار مع القوى السياسية المؤثرة وصل مراحل متقدمة جدا، واضاف انهم توصلوا في ساعة متأخرة من ليل الأول من امس لاتفاق مع احد الحزبين في ثماني صفحات من تسع صفحات. وقال في ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، ان الاتفاق شمل دارفور والدستور وشكل الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية، وقال «اتفقنا على اكثر من 95% مع القوى السياسية الكبيرة في البلد وانتم تعلمونها دونما تسمية»، في اشارة الى حزبي الامة القومي والاتحادي الديمقراطي الأصل، وقال انهم اتفقوا معهما كمؤسسات «واذا كان هناك من ينتسب لهذا الحزب أو ذاك ولديه رأي في الحوار عليه ان يقول رأيه داخل مؤسسته الحزبية». وجزم الحاج آدم ان المؤتمر الوطني لا ينطلق من نقطة ضعف نحو الحوار وليس عليه ضغوط تجبره على التفاوض مع القوى السياسية «وانما تدفعه قناعاته ومبادئه للحوار من اجل تحقيق الوفاق الوطني»، وقال «حتى الآن رأي الشعب مع المؤتمر الوطني ولا يوجد لدينا أي مؤشر يقول ان الشعب سيثور ليستبدله»، ودعا القوى السياسية للاعتراف بالواقع «لأنها ان لم تعترف لا بديل الا ان نتصارع، ومن يتصارع هو الشعب ونحن مع رأي الشعب، واذا قال غدا انه لا يريدنا ويريد استبدالنا بآخرين سنخضع لرأيه». وقال ان الدستور القادم يجب ان تشارك فيه القوى السياسية والا تبخل بارائها حوله «واذا لم تساهم فيه سيحكم البلد بعد التاسع من يوليو». من جهته، قلل الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر من نتائج الحوار الذي يديره المؤتمر الوطني، وقال انه اشبه بحوار «الطرشان» لسيطرة الاجهزة الامنية، وقال ان 5% من ال 95% التي انجزتها الامانة السياسية للوطني لن تنفذ، مشددا على ان المخرج في حكومة انتقالية يديرها «تكنوقراط» تشرف على حوار في القضايا كلها على أسس سليمة، واضاف «ما لم يسقط المؤتمر الوطني لن يكون هناك حوار ولا حريات ولا استقرار فكل المؤسسات الحالية حزبية بما فيها القضاء»، وقال ان المؤتمر الوطني باجهزته الحالية يزور حتى انتخابات المعاشيين والاندية. من جانبه، حذّر القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف من مغبة الاتفاقيات الثنائية، وقال «جربناها ولم تتوصل لحل ولا بد من جلوس الجميع على طاولة واحدة»، داعيا الى تغيير الوجهة من محاولة توحيد الاحزاب الى توحيد الشعب السوداني، وشدد على ضرورة اجراء حوار بين القوى الوطنية بعيدا عن السلطة.